ألف يوم أولى.. معركة سعودية أمريكية خاسرة

الثورة../
فيما ينتظر الأمير الصغير محمد بن سلمان الذي تولى منصب ولي العهد خلفاً للأمير محمد بن نايف الذي أطيح به في انقلاب القصر ، إعلان تنصيبه ملكا رسميا وتأسيس المملكة السعودية الثالثة أو ما تسمى بالمملكة السليمانية نسبة إلى الملك الغشوم سلمان بن عبدالعزيز، تواجه المملكة السعودية تحديات ذات طبيعة استراتيجية وجودية، لاسيما بعد هزائمها الساحقة في أكثر من ملف وعلى أكثر من صعيد وجبهة ، ومع تعاظم قوة الردع الصاروخية للجيش اليمني ومخاطر ضرباتها الصاروخية على مصالح هذه العائلة الوراثية، وتطورات المعارك في جبهات الداخل وما وراء الحدود ، والتي تجاوزت قدرة النظام السعودي وجيشه ومرتزقته على المواجهة رغم التحشيد المكلف للمرتزقة وترسانة الأسلحة والإنفاق العسكري والاستعدادات والمناورات التي لم تتوقف طوال السنوات الثلاث الماضية.
ما جرى ويجري في الميدان العسكري والسياسي من تغيير لميزان القوى وقلب للمعادلات الاستراتيجية ، وتظهير ذلك بعمليات استراتيجية مثل قصف مطار الرياض الدولي ومفاعل براكة في ابوظبي وتطوير قدرات الدفاعات الجوية والبحرية اليمنية ، وعجز العدوان السعودي وحلفائه في إيقاف تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية برا نحو عمق الأراضي ، وفشل وانعدام الخيارات على إثر إحراق أوراق اللعبة في الداخل اليمني ، يرمي بكثير من التساؤلات أكثر مما يوفر إجابات. فمن جهة، تحتاج دول العدوان المأزومة إلى حرب يمكن من خلالها الحد من منسوب الخسارة والمخاطر الاستراتيجية التي بدأت تأكل من هيبتها وقدرتها على الردع ، والمعبَر عنها بوحدة الجبهة الداخلية للشعب اليمني وصلابة ومتانة القاعدة الشعبية المقاومة واستثنائية القيادة ، وحجم التطوير في القدرات والإمكانات العسكرية والبشرية للقوات المسلحة اليمنية، ومن جهة أخرى حالة الصراع والتصدع داخل الأسرة السعودية الحاكمة ، والانقسام الأفقي بين أقطاب تحالف العدوان وأدواته ، وبإجماع كل المحللين والمتابعين على أن السعودية تخوض حربا خاسرة ، إذ أن التحالف الذي دخل الحرب للقضاء على تهديدات محتملة حسب الأهداف المعلنة حينئذ ، يعجز اليوم عن مواجهة مخاطرها العملية ، ويفتقر إلى مقومات الاستمرار فيها أو على الأقل خوض حرب رائجة من شأنها بعث الحياة في أيقونة «الردع المزعومة» والتي ماتت ودفنت بفعل ضربات ألف يوم أولى ، وفتحت الباب واسعا أمام بلورة قواعد اشتباك جديدة لا تقتصر على اليمن فحسب بل تشمل المنطقة بأكملها.
وعلى هذه الأرضية يمكن اعتبار حسابات ألف يوم أولى من الحرب ، على أن ألف يوم مقبلة ستكون أقسى منها، فمع تطور مصادر التهديدات المحدقة بدول العدوان ومراكمة الجيش اليمني لإنجازاته فإن تحالف العدوان وبالأخص النظامين السعودي والإماراتي أمام منازلة أقسى تصبح فيها كل المصالح الحيوية تحت وطأة الصواريخ البالستية ، فضلا عن الفجوة المتعلقة بالقوة البشرية بعد انسحاب حشد المرتزقة والعملاء الأجانب بما فيهم السودانيون ، وذلك في مقابل ارتفاع وتعاظم القوة البشرية الدفاعية لقوات الجيش اليمني بعد تأهيل دفعات تخصصية في مختلف المجالات العسكرية ، وهي مفارقة تنبئ عن تحول جديد في مسار المعركة برا من الدفاع إلى خيار الهجوم العسكري ، جوا وبحرا إدخال عوامل عسكرية جديدة لم تكن موجودة ، ما يعني في المحصلة أن دول تحالف العدوان وبالأخص السعودية والإمارات باتت تعيش مأزقا وجوديا غير مسبوق بعد أن تحولت فعليا كل أراضيهما إلى بنك أهداف عسكرية للقوة الصاروخية اليمنية ، ومع مغادرة ألف يوم أولى من الحرب الوطنية المقدسة التي يخوضها اليمنيون ضد تحالف الغزاة فلابد من أن منازلة ألف يوم قادمة تختلف كليا عما سبق.

قد يعجبك ايضا