المؤامرة على العاصمة صنعاء..

يحيى المدار
كشفت وزارة الداخلية عن وثائق وخرائط مهمة توضح جانبا من تفاصيل مخطط الخيانة، الذي حاولت ميليشيات الخيانة والغدر التخريبية تنفيذه في العاصمة صنعاء وبقية محافظات الجمهورية واسقاطها تلك في فوضى أمنية وحرب داخلية طاحنة بإيعاز مباشر من دول العدوان..
الوثائق التي وجدتها الأجهزة الأمنية في أحد أوكار زعيم تلك الميليشيات كشفت الإجراءات العسكرية والخطط والمهام الأمنية التي وضعتها الميليشيات لتنفيذ مخطط الخيانة.
وبحسب تلك الوثائق فقد قامت تلك الميليشيات الإجرامية بتقسيم العاصمة صنعاء إلى أربعة قطاعات عسكرية وأمنية، كل قطاع يحوي عددا من المربعات تتوزع فيها عناصر الميليشيات بمهام محددة في مناطق معينة.
وأوضحت الوثائق آلية توزيع المهام لعناصر الميليشيات بعد توزيعهم على المربعات وكذا المهام الموكلة إلى المربعات، حيث تضمنت وثائق خطة إسقاط القطاع الشمالي الشرقي، عبر 53 نقطة محددة ضمن أربعة مربعات لتتوزع عليها تلك الميليشيات من أجل إغلاق حدود المنطقة كاملة وإسقاط المنشآت الحيوية فيها، مع تحديد عدد الأفراد المتخصصين للسيطرة على كل منشأة.
كما أوضحت الوثائق أن القوة البشرية للميليشيات المتواجدة في مختلف مربعات هذه المنطقة بلغت 720 فردا ولديهم 120 سيارة و60 دراجة نارية مع 230 قطعة معدل شيكي و230 قاذف آربي جي مع الذخائر، و500 قنبلة يدوية و600 صاروخ لو، وكل هذا كان مخصصا للاشتباكات داخل الأحياء السكنية.
وكشفت وثائق أخرى، خطة إسقاط القطاع الجنوبي الشرقي، والتي تضمنت إغلاق حدود المنطقة عبر إنشاء 54 نقطة محددة على أربعة مربعات، وكذا السيطرة على المنشآت الحيوية داخل المربعات.
وبحسب الوثيقة فقد تم تحديد القوة البشرية المتواجدة من الميليشيات داخل نقاط ومربعات المنطقة بـ 1050 فردا لديهم 100 سيارة و20 دراجة نارية و30 للاحتياط بالإضافة إلى 4750 قنبلة هجومية ودفاعية و400 صاروخ موجه، و80 قاذف آر بي جي و180 معدلا وقناصة مع الذخائر.
وبالمثل تضمنت وثائق إسقاط القطاع الشمالي الغربي للعاصمة 52 نقطة ضمن عدة مربعات حيث تخصص هذه النقاط لإغلاق حدود القطاع من أجل السيطرة على كافة المنشآت الحيوية بداخله، وكشفت الوثائق أن قوام القوة البشرية للميليشيات داخل القطاع بلغ 3925 فردا، موزعين على عدة فرق للاقتحام وللتأمين وللاحتياط.
أما العتاد العسكري لدى الميليشيات في هذا القطاع فقد كان، بحسب الوثائق 109 أطقم، و52 معدلا و52 قاذف آر بي جي وصاروخ لو مع الذخائر، ولعل ذلك كان يستحق تغييرا ميدانيا هاما لو وجهت تلك الأسلحة للعدوان في مختلف الجبهات لكن زعيم ميليشيا الخيانة فضل توجيه هذه الأسلحة والمقاتلين ضد المواطنين في أحياء العاصمة صنعاء ومنازل سكانها خدمة للعدوان.
ورافقت الوثائق خرائط تفصيلية لكل المربعات وجداول بيانية تضمنت حدود القطاعات والمربعات وكذا تحديد مناطق انتشار الجيش والأمن واللجان الشعبية وأعدادهم تحت مسمى (العدو) وهو ما يكشف التوجيه المباشر من دول العدوان لتفجير الأوضاع كآخر ورقة من أوراقها.
الوثائق في مجملها كشفت أن الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء قبل أيام قلائل، لم تكن أحداثا عابرة أو طارئة، بل كانت فتنة منظمة ومرتبة كان يراد بها خلق حمام واسع من الدماء على امتداد العاصمة وبقية المحافظات، وتم تزويد ميليشيا الفتنة والتخريب بعتاد عسكري ضخم كان بإمكانه أن يحول كل أحياء العاصمة إلى مآتم، لولا يقضة الأجهزة الأمنية ومساندة المواطنين الشرفاء.
القطاعات العسكرية في العاصمة وقادة الميليشيات:
في تفاصيل ثلاثة من القطاعات العسكرية التي اعتمدتها ميليشيات الخيانة والتخريب في خطتها لإسقاط العاصمة خدمة للعدوان حسب الوثائق والخرائط التي حصلنا عليها، مع الحدود المعينة في كل قطاع وأسماء قادة الميليشيات في كل قطاع.
أولا: القطاع الشمالي الغربي وقائده الخائن العميد مجاهد أحمد الحزورة، وحدوده كالتالي:
1 – من الشمال؛ جولة الجمنة مرورا بجسر عمران إلى طريق وادي ظهر في همدان حتى شملان.
2 – من الغرب؛ شملان شارع الخمسين حتى عصر.
3 – من الجنوب؛ من عصر مرورا بجولة كنتاكي عبر شارع الزبيري إلى تقاطع السايلة.
ثانيا: القطاع الشمالي الشرقي، وقائده الخائن العميد الركن علي عزيز الحجيري، وحدوده كالتالي:
1 – من الشمال؛ خط العروق إلى خط الحتارش، إلى شارع مارب.
2 – من الشرق؛ خشم البكرة، صرف، إلى شارع الأربعين موفمبيك.
3 – من الجنوب؛ حديقة برلين، مستشفى الثورة، شارع الزبيري.
4 – من الغرب؛ السايلة، باب اليمن تقاطع الزبيري إلى بيت الجللي.
ثالثاً: القطاع الجنوبي الشرقي، وقائده الخائن اللواء محمد علي الزلب “أبو فارس” وحدوده كالتالي:
1 – من الشمال؛ باب اليمن قصر السلاح، سوق نقم، حديقة برلين.
2 – من الشرق؛ الدائري الشرقي، شارع خولان، جولة الحثيلي.
3 – من الجنوب؛ من جولة الحثيلي مرورا بشارع الخمسين إلى جولة بيت بوس.
4 – من الغرب؛ جولة بيت بوس عبر شارع عبدالقادر هلال مرورا بالسايلة إلى تقاطع السايلة الزبيري.
رابعا: القطاع الجنوبي الغربي وقائده الخائن مهدي مقولة، وحدوده كالتالي:
1 – من الشمال: تقاطع السايلة مع شارع الزبيري حتى عصر.
2 – من الغرب جولة عصر إلى تقاطع شارع الستين، فج عطان إلى شارع السلامي، بريد حدة حتى شارع بيروت.
3 – من الجنوب؛ بريد حدة عبر شارع الخمسين حتى تقاطع السايلة مع شارع الزبيري.
مهام الميليشيات في القطاعات:
قسمت المهام المحددة لقادة الميليشيات في القطاعات العسكرية السابقة، حسبما ورد في الوثائق، والتي تلخصت في الآتي:
1 – إغلاق منافذ كل قطاع والسيطرة عليه بنصب عشرات النقاط في المنافذ والمداخل.
2 – اقتحام المعسكرات والسيطرة على الوزارات والمنشآت الحكومية.
3 – رصد القيادات الأمنية والعسكرية وتحركاتهم، وكذا مقرات ومباني أجهزةالأمن.
4 – وضع خطة إعلامية مواكبة للتحريض قبل وأثناء تنفيذ المخطط.