القدس.. بوصلة الانتماء الإسلامي

الثورة / عادل أبوزينة

 

الرفض الدولي والإسلامي لقرار الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده إلى القدس الشريف والذي أثار ردود أفعال متعددة في معظم دول العالم يحمل إشارة بالغة الدلالة تدل على صوابية المنهج الذي تسير عليه الجمهورية اليمنية في مواجهة المشروع الأمريكي – الصهيوني هذه الرؤية المناهضة لدول الاستكبار العالمي التي أرساها الشهيد القائد رضوان الله عليه وجذرها في أرض الواقع قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي اليوم أعلن أحرار العالم وكل عقلائه أهمية هذه الرؤية الاستراتيaجية في مواجهة الرغبات الاستعمارية والتصدي لتخاذل الأنظمة العميلة.
تتعرض مدينة القدس العربية المسلمة لمخطط أمريكي صهيوني يستهدف هويتها الحضارية عن واجب الأمة تجاه هذه القضية تحدث الأستاذ عبدالله حسن الراعي مفتي جامع صنعاء المقدس قائلا: يقول الله سبحانه وتعالى (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ) ويقول رسولنا المصطفى محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ” ينقسم المسلمون إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه” وفي هذا التشخيص القرآني النبوي نجد أن القدس الشريف هي مقياس زماننا الراهن، وهذه المدينة المباركة هي ميزان الفسطاطين والدفاع عنها سوف يميز المؤمن من المنافق وقد رأينا تخاذل المتخاذلين من عملاء المشروع الأمريكي الصهيوني ولم نر إغلاق سفارة أو قطع للعلاقات بينما نجد المقاومة الإسلامية وفي الصدارة يأتي السيد حسن نصر الله وقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ومن سار على منوالهما الثوري المقاوم والمناهض للمؤامرة الكبرى على المقدسات الإسلامية فقد رفعوا الصوت عالياً ضد هذه المؤامرة وأعلنوا بكل صراحة أن القضية الفلسطينية تهم كل عربي ومسلم، ويبدو أن هذه الخطوات الأمريكية المتمثلة بقرار الرئيس الأمريكي هي بداية لخطوات تطبيعية مع الكيان الغاصب والتطبيع مع شذاذ البشرية من اليهود لعنهم الله إنما هو إظهار لنفاق هذه الأنظمة العميلة وانحلالهم الأخلاقي والديني وظنهم الكاذب أن بقاء سلطتهم بتوليهم اليهود حتى خرجوا عن ولاية الله وهذا غير خافٍ على أحد فقد شاهدنا وعايشنا أن كل من اعتز باليهود ذل عبر التاريخ.
الحفاظ على المقدسات الإسلامية واجب ديني على كل مسلم ومسلمة في مشارق الأرض ومغاربها فقد اتضحت الرؤية لكل ذي عقل ومناصرة القدس الشريف يكتسب أهمية خاصة في الوقت الراهن.
الأستاذ خالد موسى تحدث بقوله (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) هذه الأرض المقدسة التي تحمل الهوية الإسلامية اختارها أئمة الكفر لتكون هدفاً استراتيجيا لمأرب خبيثة ومشاريع كبرى تخدم مصالح الدول الاستعمارية وحتى يصل المستعمرون إلى مآربهم ويحققوا أهدافهم فإنهم يحاولون إيجاد المبررات والذرائع لتحقيق آمالهم والوصول إلى أطماعهم أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وحصار وحرب إبادة وهمجية صهيونية لتغيير الهوية الإسلامية والعربية وأمام ما تتعرض له القضية الأولى للعرب والمسلمين من تصفية وما وصل إليه القدس والمسجد الأقصى من تواطؤ من قبل الأنظمة الخائنة والعميلة وما أحدثه هذا الخذلان من تغيير تاريخي سلبي وجوهري إزاء القضية الفلسطينية التي وصلت إلى أسوأ مراحلها بسبب غياب القرار العربي وتغييب البعد العقائدي وتغييب حضورها سياسياً وقومياً رغم استحضار اليهود الغاصبين للبعد العقائدي واستقطابها لكل شذاذ العالم تحت عناوين وشعارات دينية كبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى الذي تهدده الحفريات وتحاصره الأنفاق ويدنسه الصهاينة ويدخلون باحاته الطاهرة على مرأى ومسمع من الأنظمة العربية والإسلامية وكأن ذلك لا يعنيهم ولا يخاطب ضمائرهم ومشاعرهم، ونأمل أن يكون القرار الأمريكي الأحمق بداية للتذكير بهذه القضية وإحيائها وتحريك البوصلة نحوها لعل الأمة والنخب والهيئات والمؤسسات والمراجع العلمائية والفكرية وكل الأحرار في العالم لعلهم يتذكرون تلك الثوابت الدينية والأسس الإسلامية المتعلقة بهذه القضية وفي مقدمة هذه الأسس أن اليهود والصهاينة محتلون مغتصبون وقتلة مجرمون يحرم التفاوض معهم ولا شرعية لأي صلح أو سلام معهم ولا يجوز الاعتراف بكيان لهم على جزء أو شبر واحد من الأرض العربية وأن الخيار الجهادي هو الخيار الوحيد لإجبار اليهود المحتلين على الخروج من كامل التراب الفلسطيني وكذلك نؤكد أ الحكم على من يمد يد السلام لليهود ويقدم لهم مبادرات السلام والصلح والتطبيع بالخيانة الكبرى لله ورسوله والمؤمنين عموماً والشعب الفلسطيني خصوصاً ويعتبر متواطئا بل شريكا للمحتل الغاصب.
واختتم الأستاذ خالد موسى مداخلته قائلاً: لقد اعتبر القرآن الكريم موالاة الغاصبين المعتدين يهوداً كانوا أو أمريكان وبريطانيين وتقديم صداقتهم وعدم كفاحهم ومواجهتهم وتقديم أي مساعدة لهم والتجسس لصالحهم والعمل لمصالحهم اعتبر ذلك جميعاً ارتداداً من الدين ومروقاً من الإسلام يقول العلامة محمد الغزالي رحمه الله : إن موالاتهم فالكاتب الذي يعطف عليهم بكلمة والعامل الذي يؤدي لهم خدمة والفلاح الذي يسدي لهم نفعاً والحاكم الذي يتيح لهم نفعاً.. كل أولئك منسلخ من تعاليم الدين مندرج في غمار المرتدين والمنافقين، والمسلمون في وقتنا الراهن مقبلون على عصر طويل من التضحيات في سبيل إعلاء راية الحق.
التمسك بثوابت العقيدة وتحصين أجيال الأمة العربية والإسلامية بهذه الثوابت هي أساس الصراع مع المشروع الشيطاني الذي يمثل أمريكا وإسرائيل رأس الحربة في هذا المشروع، من هذا المنطلق بدأ الأستاذ عبدالله صالح الحاضري حديثه قائلاً: إن الصراع مع اليهود هو صراع عقائدي وجوهري لا صراع من أجل حدود، فالشعب الفلسطيني ومدينة القدس تمثل بداية احتواء المقدسات الإسلامية وأن الأطماع الإسرائيلية هدفها إقامة دولتهم المزعومة من النهر إلى الفرات .
وأكد الحاضري على أهمية البعد الإيماني في هذه المعركة قائلاً: إن الإسلام شريعة الله الخالدة منحها الله لعباده لحماية أخلاقهم وأعراضهم من الانحراف القيمي والكفر بجميع أشكاله يحاول مسخ الإنسان وإخراجه عن فطرته التي فطره الله عليها فالحذر من أتباع أعداء الحضارة الإسلامية والسير على منهجهم الهادف إلى التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وهو هدف تسعى الإدارة الأمريكية لفرضه على شعوب الأمة العربية والإسلامية ولكننا نؤكد أن هذه الأهداف لن تصل إلى مبتغاها، لقد رأينا كيف هبت الجماهير في الوطن العربي والإسلامي من أجل الذود والدفاع عن القدس الشريف هذه الهبة المباركة لها معان وأبعاد ودلالات، جميعها تصب في خدمة الإسلام والمسلمين والمطلوب اليوم هو إعلان الرفض الشامل لكل المحاولات التي تبذلها الأنظمة العميلة من أجل تحسين صورة الكيان اليهودي الغاصب.
واختتم الأستاذ عبدالله صالح الحاضري حديثه قائلاً: واجب كل مسلم الدفاع عن المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها وعلى رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية ولا عذر أمام الله للجميع.

 

قد يعجبك ايضا