في وداع فنان القرن وأوسكار الأغنية العربية
محمد صالح حاتم
لقد فجعنا وفجع الوسط الفني يوم 10ديسمبر 2017م بخبر وفاة الفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه ، ماذا نقول في وداع صاحب الحنجرة الذهبية ،وسفير الأغنية اليمنية الفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه ،فقد رحل عنا وهو من حفظ التراث اليمني ،ونقله ونشره في الوطن العربي .
رحل ابو أصيل وهو من ظل يفتخر بأصله وهويته اليمنية رغم انه يحمل الجنسية السعودية ،والتي لم تمنعه أن يتكلم عن التراث والفن اليمني الأصيل.
رحل “ياورد محلا جمالك بين الورود” .
تركنا “سرحبي فيك غامض” ،”وباشل حبك معي” ،”24ساعه” .
ونحن نودع عملاق الفن اليمني ابو بكر سالم ،كلنا يتذكر هذا الصوت الفريد والذي يمتلك حنجرة ذهبية جعلت من صوته أندر الأصوات في العالم ،بالإضافة إلى قدرته العجيبة على تغيير طبقات صوته بشكل موسيقي وكأنه آله موسيقية.
كان بلفقيه يمتاز عن غيره من الفنانين كونه كان يكتب ويلحن ويغني ،فقد كتب عدة أغان والتي كانت أولى أغانية (يا ورد محلا جمالك بين الورود) والتي كتبها وهو في السابعة عشرة من عمره ،والتي سجلها عبر إذاعة عدن في عام 1956م،وكذالك أغنية (لما ألاقي الحبيب)،”وخاف ربك” “وسهران ليلي طويل” ،”وما حسبنا” حسابه،”وغدر الليل” ،”في شواطي عدن” ،”وياسمار” وغيرها العديد من الأغاني التي كتبها ولحنها وغناها الفنان الكبير ابوبكر ،وكذلك فقد غنى العديد من الفنانين اليمنيين والعرب ،للفنان ابوبكر مثل وردة الجزائرية،وهيام يونس ونازك وطلال مداح وعبدالله الرويشد.
وابوبكر سالم غنى للوطن والذي ظل يفتخر به ويعتز بيمنيته وانتمائه لليمن أصل التاريخ ومنبع الحضارة فقد غنى (أمي اليمن )(كل شي إلا فراقك يا عدن )(ويا طائرة طيري على بندر عدن ).
لقد كان ابوبكر سالم مدرسة فنية وغنائية نادرة فقد تميز بقدرته على أداء الألوان الغنائية المختلفة،فإلى جانب إجادته للأغنية الحضرمية فقد أجاد الغناء العدني وكذلك الصنعاني مثل (قال المعنى لمه ،ومسكين يا ناس ،وياليل هل اشكو ،وامغرد ،وبات ساجي الطرف،ورسولي قوم ).
والفنان ابوبكر غنى للعديد من الشعراء مثل ،لطفي جعفر أمان، ومحمد عبده غانم،وابرهيم جمعة وبن شهاب وفائق عبدالجليل .
إلا انه شكل مع الشاعر حسين المحضار ثنائياً فنياً وأثريا المكتبة الفنية بالعشرات من الأغاني مثل (باشل حبك معي ،سر حبي فيك غامض،كما الريشة،ويازارعين العنب،وشلنا يابوجناحين، وياسهران،وعنب في غصونه ،والكوكب الساري ،وفرصة من العمر وطاب الهناء،،ويامسافر ،أحب الفراق)وغيرها من الأغاني التي كتبها المحضار وغناها ابوبكر سالم .
رحل أبو أصيل ،وبرحيله هذا فقد خسرت الحركة الفنية،ليس في اليمن وحسب ،بل في الوطن العربي والعالم عموما .
رحل ي”اسمار” ،”وماحسبنا حسابه” ،”وحطني في عيونك”،”وغدر الليل” .
سيظل بلفقيه أسطورة الأغنية اليمنية والعربية ،والذي رفد المكتبة الفنية العربية بالعديد من الأغاني والقصائد والألحان الجميلة والنادرة ،رحل وقد خلد ونحت اسمه في وجدان الأغنية العربية ،فقد كان فنانا نادرا ومدرسة تخرج منها العديد من الفنانين العرب ،لقد كان منهلا نهل منه العديد من الفنانين .
لقد فقدنا “عادك إلا صغير” ،”ماعلينا” ،”غزاني الشيب” ،”تصافينا”،”نار الشوق” ،”شوف لي حل” .
ونحن نودع العسل الدوعني ،والعنب الصنعاني والبخور العدني ،فنحن نودع عملاقاً من عمالقة الفن ،إن لم يكن هو الفن نفسه ،فرحم الله ملك الفن اليمني ،وزعيم الدان الحضرمي ،وصندوق التراث اليمني ،الذي حفظ ونشر الأغنية اليمنية كلمات والحاناً وأداء ،فقد كان احد المدافعين عن التراث الفني اليمني ،الذي تعرض للنهب والسرقة من قبل دول الخليج ،ولكن ابو اصيل كان واحدا ممن عملوا على حفظ هذا الفن وتوثيقه وإرجاعه إلى موطنه الأصلي اليمن .
فرحمك الله يا أبو أصيل ،رحمك الله يافنان اليمن الكبير وحنجرته الذهبية.