واشنطن/ وكالات
أكد مقال نشره موقع Moon of Alaba الأمريكي أن الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا بعد إعلان البنتاجون زيادة جنوده هناك هو وجود غير شرعي، كما أنه لا يمكن أن يبلغ مآربه أياً كانت، لافتاً إلى أن الجنرالات الذين وضعوا هذه الخطط يفتقرون إلى البصيرة الاستراتيجية.
وكانت قد أعربت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق عن نيّتها لزيادة عدد الجنود الأمريكيين في سوريا الذين يدعمون قوات سوريا الديمقراطية.
ولفت المقال إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2249 المتعلق بمحاربة داعش ينص على احترام سيادة جميع الدول وسلامتها الإقليمية واستقلالها ووحدتها وفقاً لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، ودعا القرار الدول الأعضاء إلى مضاعفة جهودها وتنسيقها لمنع وقمع الأعمال الإرهابية التي يرتكبها تنظيم داعش تحديداً وغيره من الكيانات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة والقضاء على الملاذات الآمنة التي أقامتها هذه التنظيمات في أجزاء من العراق وسوريا.
وتابع المقال: انطلاقاً من أنه لم يعد هناك أي منطقة خاضعة لسيطرة «داعش» في سوريا وقد تم القضاء على ملاذاته الآمنة على يد الجيش السوري لم تعد هناك ذريعة لوجود القوات الأمريكية في سوريا أو العراق، ومع أنه يمكن تطبيق مبررات قانونية أخرى، مثل دعوة من الحكومتين الشرعيتين في سوريا والعراق، إلا أن الحكومة السورية لم تدعُ القوات الأمريكية للبقاء في أراضيها ما يشير إلى أن وجود هذه القوات في شمال شرق سوريا هو احتلال موصوف، ماذا ينتظر الاتحاد الأوروبي المعتد بنفسه لمعاقبة الولايات المتحدة على انتهاكها للقانون الدولي وعدم احترامها السيادة السورية؟
وأكد المقال استناداً إلى الوثائق الرسمية أن العدد الفعلي للجنود الأمريكيين الموجودين حالياً في سوريا يتجاوز كثيراً الرقم المعلن عنه، حيث ارتفع العدد الإجمالي للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط بنسبة 33% على مدى الأشهر الأربعة الماضية، وتضاعفت الأرقام في تركيا والكويت وقطر والإمارات، بينما لم يتم تقديم أي تفسير لهذه الزيادات.
وأضاف المقال: ليس خافياً أن القوات الأمريكية في سوريا متحالفة مع مايسمى وحدات حماية الشعب التي ينظر إليها على أنها الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتبع بدوره لحزب العمال الكردستاني التركي المدرج والمصنف كمنظمة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وغيره، وهذه الوحدات تسيطر الآن تحت قيادة الولايات المتحدة على حوالي 40٪ من احتياطيات سوريا من الهيدروكربونات في لصوصية فاضحة، ولا ننسى أن الولايات المتحدة سهلت انضمام بعض إرهابيي داعش إلى ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية بعد أن وعدتهم بأجور أفضل.
كما أشار المقال الى أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أعلنت في بيان لها أن طيران التحالف الذي تقوده واشنطن حاول التشويش على عمل سلاح الجو الروسي في المجال الجوي فوق البوكمال بينما كان الجيش السوري وحلفاؤه يحررون المدينة، مشيراً إلى أن المقاومة اللبنانية أكدت بدورها أن القوات الأمريكية كانت تقدم معلومات استخباراتية دقيقة لـداعش الذي يقصف الأهداف وفقاً لذلك، كما أن القوات الأمريكية استخدمت إجراءات الحرب الإلكترونية للتشويش على كل ما تستخدمه سوريا وحلفاؤها في محاربة التنظيم، وتتفق هذه المعلومات مع تقارير أخرى تؤكد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواصلون دعم التنظيمات الإرهابية الأخرى في شمال غرب وجنوب غرب سوريا.
واختتم المقال بفضحه للدور الأمريكي المخرّب في سوريا: كان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قد كشف قبل ذلك عن نيات الولايات المتحدة للبقاء في سوريا بشكل غير قانوني، قائلاً: إن «التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهابيين في سوريا والعراق لن يغادر هذين البلدين طالما أن مفاوضات جنيف للسلام في سوريا، التي ترعاها الأمم المتحدة، لم تحرز تقدماً، وتباعاً وبحسب مسؤولين فإن الإدارة الأمريكية غيرت هدفها المعلن في سوريا وهي تحمي الإرهابيين علناً وتأمل فوقها توظيف وجودها في شمال سوريا في محاولة للضغط على الدولة السورية لتقديم تنازلات في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
Prev Post
Next Post