من الذاكرة

مجاهد القهالي

في أواخر عام 68 صدر أمر القائد العام ورئيس مجلس الوزراء الفريق حسن العمري رحمه الله إلى الشهيد إبراهيم الحمدي قائد قوات الاحتياط العام وفقيد الوطن اللواء مجاهد أبو شوارب بالتحرك لفك الحصار عن مدينة حجة والتي تحاصرت حصارا مطبقا من قبل قوات الملكية وكان المرابطون في المدينة من لواء الوحدة بقيادة النقيب علي صلاح حين ذاك وجموع العسكريين وأبناء المدينة والشخصيات والمشائخ الأحرار يقفون جميعهم صفا واحدا وبشجاعة نادرة للدفاع عن مدينة حجه التي كانت علی وشك السقوط لولا الدفاع المستميت عنها وقد شهدت مدينة حجة حربا ضروسا في ظل حصار شديد علی المدينة من مختلف الاتجاهات
وفور صدور قرار الفريق العمري تحرك قائد قوات الاحتياط المقدم إبراهيم الحمدي ومعه الكتيبة الثالثة عاصفة بقيادة الرائد يحيى مجاهد القهالي وبطاريتي مدفعية هاون 120mm بقيادة النقيب مهدي العولقي وعربة صواريخ كاتيوشا وصواريخ جراد (ب) بقيادة النقيب علي قناف زهرة ودبابة 100mm تابعة لسلاح المدرعات بقيادة إلى منطقة بيت الولي وبيت الفراق في مديرية كحلان-عفار كما تحرك العميد مجاهد يحيى شوارب مع عدد كبير من المقاتلين من أبناء قبيلة حاشد يصل الفي مقاتل تقريبا ومن القبائل الأخری وتم تحديد جبل جراع وجبل المشعيب وقدم حجة كأهداف لقواتنا فكانت البداية من جبل جرع الواقع فوق مدينة كحلان المسافة إلى قمة الجبل في حدود4 إلى 5 ساعات مشيا علی الأقدام قمة الجبل محصنة بسور ومتارس قد تكون من أيام الأتراك يوجد في قمة الجبل بركة لمياه الشرب وقاعدة للعلم قوة الهجوم علی الجبل مجموعة في حدود ال70مقاتلاً اختارهم العميد مجاهد أبو شوارب شخصيا وسرية من الكتيبة الثالثة عاصفة بقيادة الملازم أول مجاهد القهالي وأثناء الوصول إلى قمة الجبل تم الانتشار علی بعد مئات الأمتار مع ترك ثغرة لانسحاب قوة الملكية التي كانت مرابطة في قمة الجبل ساعد علی سرية الحركة وعدم اكتشافها الغيوم الكثيفة التي كانت علی قمة الجبل واندلعت الاشتباكات وكان القتال شرس لولا نقص المؤن لدی الملكيين لاستمر القتال لساعات طويلة كان علی رأس المقاتلين الملكيين السيد محمد عبدالله أبو منصر المعروف بشجاعته ..
كانت تعليمات الهجوم وخطة الهجوم قد رسمها بدقة العميد مجاهد يحيى أبو شوارب وبتحقيق الانتصار في جبل جراع تساقطت الكثير من المواقع التابعة للملكية نظرا لسيطرة جبل جراع علی معظم المناطق والجبال المتاخمة لمدينة حجة وتكلف الملازم علي زيد القهالي بقيادة جبل جراع كقائد للموقع وقائد لسرية العاصفة..
المرحلة الثانية الهجوم علی المشعيب وقدم حجة القوة المهاجمة سريتين عاصفة بقيادة الرائد يحيى مجاهد القهالي وعدد كبير من قبائل حاشد وتحقق الانتصار في مشعيب كما تحقق في جراع أما قدم -حجه ويعتبر احد أهم بوابات مدينة حجة قاد هذا الهجوم العميد مجاهد أبو شوارب شخصيا وكان من المميزات القتالية للعميد مجاهد انه يرسم خطة المعركة في ذاكرته من وقت مبكر ويرسمها ويغير فيها وهو في قلب المعركة وفي قلب المعركة كان يحدد الميمنة والميسرة ويحدد المواقع الأشد صعوبة ويتولاها بنفسه ومن المميزات القيادية له انه قبل دخوله لأي معركة يقوم بتكثيف التواصل مع القبائل المحيطة والتي تقف مع العدو ومع عناصر العدو نفسه ويمهد للمعركة قبيل حدوثها ويذلل الكثير من الصعاب وبعد أن تحقق النصر في قدم حجة استطاع العميد أن يخترق جميع الدفاعات الملكية بسهوله وتم فك الحصار علی يده وكان الشهيد الحمدي قد لعب دورا كبيرا في فك هذا الحصار وقيادة هذا النصر الكبير.
والی من يريد أن يتعرف علی شخصية الفقيد وعلی مآثره من الشباب أن يتحرك إلى قمة جبل جراع كي يری كيف استطاع هذا القائد أن ينتزع المجد والنصر بقوة شخصيته وحنكته .
كانت الطريق غير معبدة من عمران حتی حجة وكان الناس يفضلون المشي فيها علی الأقدام ومن سافر منكم إلى حجة أرجو أن يسأل عن الطريق إلى بيت الولي والتي كانت منقورة عرض حيد أملس تقدر المسافة من الطريق إلى بيت الولي من 1كيلو متر أما ارتفاع الحيد عن سطح الأرض الواقعة تحت هذا الحيد الأملس فتصل إلى مئات الأمتار لو سقط أي شيء من هذا الطريق لتحول إلى قطع متناثرة وفعلا سقطت العديد من العربات والمدرعات بالذات علی الجيش المصري
هذه الطريق يصل نسبة الخطر فيها أكثر من 60 % والشرح يطول والكلام كثير حول المصاعب في تلك الجبال من حيث وصول المدد والتموين ومشاق السفر ومخاطر الطريق وغير ذلك هذا موجز بسيط انقله إلى الإخوة في هذا المنتدی الذي اشعر بالاعتزاز في حديثي معهم متمنيا لهم المزيد من الأداء النوعي المتميز لما يخدم المصالح العليا للوطن واسأل الله أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب ..
رئيس تنظيم التصحيح الشعبي الناصري