في لقائهم الموسع تحت شعار “حرمة التطبيع مع العدو الصهيوني ووجوب مواجهة العدوان ومحاربة الفساد”
الثورة/ حسن شرف الدين
عقد أمس بصنعاء اللقاء الموسع لعلماء اليمن تحت رعاية رابطة علماء اليمن وتحت شعار “حرمة التطبيع مع العدو الصهيوني ووجوب مواجهة العدوان ومحاربة الفساد”.
عبر علماء اليمن في بيان ختام لقائهم عن رفضهم القاطع والمطلق لأي تطبيع بأي شكل من الأشكال مع الكيان الصهيوني الغاصب.. مؤكدين على حرمة وعدم جواز التطبيع مع هذا الكيان العنصري داعين الدول العربية والإسلامية التي لها علاقات معه إلى قطعها.
ودعا علماء اليمن علماء وشعوب الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني إلى الضغط على أنظمتهم لتحقيق ذلك.. مؤكدين أن أي تطبيع مع هذا الكيان خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وتواطؤٌ واضح معه ومشاركة له في تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد علماء اليمن على أن الكيان الصهيوني الغاصب وكل من يدعمه هو العدو الرئيسي للأمة وأنه إلى جانب القواعد الأمريكية والأجنبية في المنطقة يشكل الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي والإسلامي وأن سلاحه النووي خطرٌ على الأمن والسلم الدوليين.. داعين جميع المسلمين إلى مواجهة هذا العدو اللدود بكل الوسائل المشروعة والإمكانات المتاحة.
وعبر علماء اليمن عن رفضهم القاطع قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في الجامعة العربية والتي كانت قرارات صهيونية بامتياز لوصفهم فيها دفاع الشعب اليمني عن نفسه وحركات المقاومة الإسلامية ومن يدعمها ضد العدو الصهيوني بالإرهاب.. مؤكدين على وجوب دعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة الإسلامية بكل غالٍ ورخيص حتى تتحرر فلسطين كل فلسطين.
وأدان علماء اليمن المجازر المروعة والبشعة التي ارتكبتها وترتكبها ما تسمى بقوات التحالف بحق الشعب اليمني التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى ويحملونها المسئولية عن كل قطرة دمٍ تسفك.
كما أدان علماء اليمن الحصار الجائر الذي تمارسه قوات التحالف وعلى رأسها السعودية وأمريكا ضد الشعب اليمني جواً وبراً وبحراً الذي أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وزاد من معاناتهم وأوصل الكثير إلى مشارف المجاعة وفاقم معاناة المرضى وتسبب في موت الكثير منهم، ومنع سفر الكثير من الحالات التي تستدعي السفر للخارج.. داعين إلى رفع هذا الحصار الجائر وفتح جميع المنافذ وبالخصوص مطار صنعاء وميناء الحديدة.
وأكد المشاركون في اللقاء الموسع لعلماء اليمن على حق الشعب اليمني في رد العدوان ومقاومته بكل الوسائل المشروعة والمتاحة وأن ذلك حق كفلته الشريعة الإسلامية وكل الأعراف والقيم الدولية والإنسانية. مشيدين بأخلاق الجيش واللجان الشعبية في الحرب بالتزامهم القواعد الشرعية من احترام الأسير وعدم استهداف المدنيين رغم ما يرتكبه العدوان من مجازر وحشية.
ودعوا كل شرائح الشعب اليمني علماء وقادة وسياسيين وقبائل وأحزاباً إلى جمع الكلمة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان والعمل بجد وصدق لرفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح لدفعه.. مؤكدين على وجوب النفير العام والجهاد في سبيل الله وأن ذلك واجب على كل قادر على حمل السلاح من المكلفين ولا مجال للحياد أمام قتل الأطفال والنساء والمجازر المستمرة.
وأكد العلماء على وجوب محاربة الفساد بكل أشكاله وأنواعه مالياً وإدارياً وأخلاقياً وأنه لا يجوز الوقوف مع المفسدين أياً كانوا وممن كانوا وأن الوقوف مع الفاسدين والدفاع عن المفسدين فساد في حد ذاته.
ودعا علماء اليمن المجلس السياسي الأعلى والمكونات السياسية إلى تشكيل حكومة كفاءات ترعى مصالح العباد والبلاد بعيداً عن المحاصصة والمقاسمة والعمل الفوري على رفع معاناة الناس والتخفيف عنهم بالوسائل المتاحة والقدر الممكن.
وأدان علماء اليمن عمليات القتل والاغتيالات الممنهجة للشخصيات المعتبرة من علماء وسياسيين التي ترتكبها أيادي العمالة والارتزاق المدعومةُ من قوات التحالف في المحافظات الجنوبية والمحتلة.. داعين من يقفون في صف العدوان إلى مراجعة حساباتهم والعودة إلى جادة الصواب إلى جانب إخوانهم من الجيش واللجان الشعبية فالوطن يتسع للجميع.
كما دعا علماء اليمن في بيانهم كافة علماء المسلمين في الداخل والخارج للقيام بمسؤولياتهم أمام الله في الدعوة والسعي لإيقاف هذه الحرب الظالمةِ ضد الشعب اليمني وقول كلمة الحق حقناً لدماء المسلمين والسعي لإصلاح الشأن بعيداً عن الإملاءات الخارجية التي لا تريد الخير لأبناء اليمن خاصة وللأمة العربية والإسلامية عامة.. محيين كل من وقف إلى جانب مظلومية الشعب اليمني والقضية الفلسطينية ويخصون بالذكر السيد حسن نصر الله لمواقفه الصادقة والأخوية ومن وقف موقفه.
وأكدوا تضامنهم الكامل والصادق مع الشعب اللبناني أمام المؤامرات الخطيرة من قبل النظام السعودي والإماراتي والكيان الصهيوني والتي تستهدف بالمقام الأول المقاومة الإسلامية.. مؤكدين أيضا تضامنهم مع الشعب البحريني المظلوم.. ومهنئين الشعبين العراقي والسوري بانتصاراتهم على داعش السعوأمريكية الصهيونية وأخواتها من الحركات التكفيرية.
وبمناسبة قدوم مناسبة المولد النبوي الشريف هنأ علماء اليمن الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بهذه المناسبة الغالية.. داعين إلى التفاعل معها والاستفادة منها واقتباس الدروس والعبر والحضور المشرف لإحياء هذه المناسبة.. كما هنأوا الشعب اليمني بعيد الجلاء الـ30 من نوفمبر.. داعين كل أبناء الشعب اليمني للرجوع إلى الله والتضرع إليه وكثرة الاستغفار ورد المظالم والثقة المطلقة بالله تعالى وبنصره القريب، والأخذ بعوامل الصمود وأسباب النصر والتكافل الاجتماعي ومواساة الفقراء والمساكين والمحتاجين.. داعين التجار إلى السعي لتخفيف معاناة الناس والإحسان والبذل وعدم خلق الأزمات والاحتكار والمغالاة في الأسعار، ويدعون الحكومة والشعب إلى ترك التعامل بالربا وإنصاف المظلومين والوقوف بحزم ضد الطابور الخامس والمرجفين والمحتكرين.
وألقيت خلال اللقاء الذي حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل ووزير العدل القاضي أحمد عقبات ونائب وزير الأوقاف والإرشاد فؤاد ناجي وعدد كبير من علماء اليمن من مختلف المحافظات.. حيث ألقى رئيس رابطة علماء اليمن مفتي الجمهورية العلامة شمس الدين شرف الدين وأمين عام مجلس القضاء الأعلى القاضي محمد عبدالله الشرعي وأمين عام جمعية علماء اليمن العلامة أحمد محمد الأكوع وخطيب جامع الشهداء فضيلة العلامة محمد إبراهيم العيسوي ومفتي ذمار العلامة أحمد الأكوع والعلامة منصور المطري والعلامة محمد أحمد السقاف والعلامة نعمان المذحجي.. أكدوا جميعا على ضرورة أن يتحمل العلماء المسؤولية بجدارة وخاصة في هذه الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد جراء العدوان الذي استهدف اليمن أرضا وإنسانا وسفك الدماء المعصومة.
وأكدوا على وجوب محاربة الفساد بكل أشكاله وأنواعه.. والانتباه لجبهة الفساد والحد منه في مختلف مؤسسات الدولة.