فارس الميدان في الذكرى الثالثة لرحيله


استـطلاع / أسـامة الغـيثي -أمين الجرموزي –
ارتبط اسمه بشهر رمضان المبارك من خلال برنامجه التلفزيوني الجماهيري الشهير”فرسان الميدان” وما يزال الملايين من اليمنيين يتذكرونه على الرغم من مرور ثلاث سنوات على رحيله المفاجئ إلا أن طلته البهية وأسلوبه المتفرد وتعامله الإنساني الراقي مع بسطاء الناس من خلال برنامجه الميداني ذائع الصيت ما زالت حاضرة في وجدان الجماهير.
إنه الإعلامي الكبير يحيى علاو فارس الفرسان الذي ترجل عن صهوة جواده قبل الأوان تاركاٍ مآثر إبداعية خالدة لا تنمحي بتقادم الأيام والسنين.
نترك في هذا الاستطلاع الكلمات لأصدقائه وزملائه ومن عملوا معه طيلة مشواره الإعلامي الحافل..فإلى ذلك.

إبداع وشهرة
● حسين باسليم – رئيس قطاع قناة اليمن الفضائية: ما يمكن قوله في الذكرى الثالثة لرحيل الأخ والزميل يحيى علاو بوفاته فقدنا فارسا إعلاميا لا يشق له غبار أثرى شاشة قطاع التلفزيون قناة اليمن الفضائية الأولى والإعلام المرئي اليمني بشكل عام بإبداعاته المتنوعة فمن منا لا يتذكر (فرسان الميدان) ومن منا لم يتعلم من (الموسوعة اليمنية) و(كشكول) وغيرها من البرامج التي كان لها شعبيتها الواسعة ليس فقط بين أوساط المثقفين ولكن كانت لها جماهيريتها الواسعة بين أوساط عامة فرحيل هذا الفارس الإعلامي هي خسارة كبيرة لنا جميعا كمواطنين وكإعلاميين ولا يسعنا هنا إلا أن نترحم عليه مؤكدين أن إبداعاته الإعلامية ستظل محفورة في ذاكرتنا جميعاٍ .
حريص على النجاح
●مختار القدسي – المدير التنفيذي لقناة السعيدة الفضائية – قال : رغم مرور ثلاث سنوات على رحيل فارس الإعلام اليمني الأستاذ يحيي علاو رحمه الله إلا أن الذاكرة تأبى أن تفارقه كونه ارتبطت معه ذكريات شخصية وأخرى في مجال العمل فلقد عملنا معه في عدة برامج من سلسلة “فرسان الميدان” وبرنامج “أسواق شعبية ” وبرنامج “أهل العزم” وجميعها بثت في قناة السعيدة ولازال الكثير من المشاهدين يطلبون إعادة بثها كونه لازال في ذاكرتهم تأبى عوامل النسيان المختلفة نسيانه وذلك لأنه كان حالة إبداع استثنائي في زمن استثنائي وكان رحمه الله موسوعة ثقافية إبداعية فنية في كل المجالات تقريباٍ كما لازلت أذكر حرصه الشديد على النجاح والاهتمام بأدق التفاصيل فكانت جميع برامجه تأتي متأخرة من كثرة حرصه على مشاهدتها لعدة مرات حتى تخرج في أحسن صورة.. رحمك الله يا أبو محمد.
مازال حياٍ
● د.محمد قيزان – مدير عام قناة سهيل الفضائية – قال : مرت ثلاثة أعوام على غياب الأخ والأستاذ الإعلامي القدير يحيى علي علاو رحمه الله تعالى الذي برحيله ترك فراغا كبيرا ومكانه مازال شاغرا حتى اللحظة… يحاول البعض أن يقلده في أدائه وفي الدور الإنساني والقيمي لبرنامجه وفي تلمس حاجات البسطاء لكنهم لم يفطنوا للسر الذي به فاز علاو رحمه الله تعالى وأسكنه أعالي الجنان…وها هو رمضان الغالي على قلوبنا جميعاٍ يأتي ليجدد في نفوسنا الأفراح ويجدد فينا الأحزان أيضاٍ حيث يذكرنا بالعزيز علاو لكنه في نفس الوقت يبعث فينا وفي نفوسنا السعادة والاطمئنان لأن يحيى مازال حياٍ بيننا بأثره وقيمه وسجاياه الخالدة والباقية فقد عاش حياته وكرسها لخدمة دينه ووطنه وأمضى عمره ملتزما بشعائر الإسلام مخلصاٍ في كل أعماله متفانياٍ في عمله ومتواضعاٍ.. حياة طيبة وأخلاق حسنة بها بلغ منزلة كبرى وصارت له مكانة في قلوب اليمنيين كافة.. وهذا من فضل الله عليه وعلى الناس…لقد كان رحمه الله جوال اليمن بحق وجوال العصور بأسئلته والمعلومات التي قدمها عنها من خلال برنامجه الأشهر (فرسان الميدان) وبتنوعها حيث شملت كافة مجالات الحياة: دينية ثقافية سياحية سياسية وغيرها…وقدم المعلومة المفيدة والقيمة بأسلوب مشوق ومبسط مخاطباٍ الجميع بمختلف شرائحهم وفئاتهم ومستوياتهم العلمية والثقافية…
قدوة
● من جانبه قال الزميل الصحفي وديع عطا – معد برنامج فرسان الميدان وأحد تلاميذ الراحل يحيى علاو : في كل شهر يونيو من كل عام ميلادي تتجدد ذكرى لحظات الفقد الأليم لفلتة الإعلام اليمني وفارسه على الإطلاق الأستاذ يحيى علي علاو وفي كل مساءُ رمضاني من كل عام يتجدد السؤال الحزين (أين يحيى¿)..رحم الله أستاذي ومْعلمي ومْلهمي(أبا محمد) كان بالنسبة لي في الإطار المهني الأب الروحي والأخ النصوح الصديق الصدوق الزميل النادر كان جامعتي التي تمنيت أن يطول بقائي فيها كان مدرستي الذي لا أمل دروسه..شرْفتْ بصْحبته طوال عشرة أعوام طالباٍ ومرافقاٍ ومتدرباٍ في مختلف فنون العمل الإعلامي والصحفي والإبداعي كان حجتي في الأخلاق الإعلامية وقدوتي بأخلاقه الإعلامية الإنسانية النادرة…معه وتحت إشرافه عرفت ربوع اليمن وتعرفت كيف يمكن للإعلام أن يعزز الوحدة الوطنية كان لا يقبل أن تأخذ محافظة نصيب محافظة أخرى من الجوائز فقد كان من أسس (فرسان الميدان) أن لكل محافظة نصيباٍ مفروضاٍ من الأسئلة والجوائز.
شخص مميز
● أما نبيل السماوي- مصور تلفزيوني في برنامج فرسان الميدان – يقول: إننا نحتاج إلى دقيقة لنجد شخصاٍ مميزاٍ وساعة لتقديره ويوم لنحبه ولكننا نحتاج إلى أيام عمرنا كلها لننساه…هذا هو فقيد الإعلام يحيى علاو كيف وقد أحبه تراب هذا الوطن الذي كان ينتظر جولته السياحية من عام إلى عام عله يحظى بإطلالة ذلك الفارس ليظهر نفائس ذلك المكان ودرة المكنون…أحبته كل ذرة رمل مشى عليها وربوة حط رحاله بها وكل سهل ووادي وجبل أفرد له مساحة في برنامجه وتغنى بحسنه وجماله في ربوع هذا الوطن الحبيب قدم وطنه بأروع حلة وأبهى جمال وأعطاه من جهده وفكره ووقته ما لم يسبقه إليه أحد من الإعلام, خدمه بإخلاص وتفانُ مستشعراٍ الأجر من رب العباد الذي لم يكن عليه رقيباٍ ولا حسيباٍ من تلك الفيافي والقفار إلا هو عز وجل..
منارة إعلامية
● أحمد وهاس – صحفي وأحد رفقاء درب الراحل يحيى علاو قال : احترت ماذا أقول في الذكرى الثالثة عن ذلك العلم الشامخ والإعلامي المتميز وتبادر إلى ذهني عبارة الرئيس الراحل عبد الفتاح إسماعيل عندما وصف الكلمة ووجدتها أنسب ما ابدأ به حديثي وأصدق ما يمكن أن توصف به الكلمات عندما تحاول أو يحاول كاتبها وصف أستاذنا الراحل …إنه بالفعل ستظل الكلمة ركيكة المعنى مجزأة الحرف عندما تحاول بائسة أن تصنف تلك المنارة الإعلامية السامقة الأستاذ يحيى علاو ولا تستطيع أن تعطيه حقه وتعجز حروفها في الإلمام بمناقبه وما تركه من أثر طيب في قلوب مشاهديه وزملائه وتلاميذه .
ويسترسل البعض قد يقول إني أبالغ في وصفي للأستاذ يحيى علاو لكنني أتساءل لو طلب تحديد أهم الشخصيات التي شكل رحيلها خسارة للوطن خلال الثلاثة والعشرين سنة مضت ففي المجال الإعلامي لن تتعدى الخيارات أن الأستاذ يحيى علاو كان أبرز الشخصيات الإعلامية التي فقدناها وأثرت فينا وكان له بصمات كبيرة .
قاموس للمعرفة
● المصور والمخرج عادل العديل: من كان يقترب من الأستاذ يحيى علاو يعرف بأن الشخص جمع بين الجد والمرح ففي وقت العمل تراه يشد العزم ويمتطي جواده ليصحبنا معه إلى الميدان حتى أثناء العمل لا تفارقه الابتسامة التي يلتقي بها الصغار والكبار ويعطر بها نفوس كل من رأه وكان بالنسبة لنا ليس قائداٍ فحسب بل كان أخاٍ ومعلماٍ وأنا أعتبره أيضاٍ أباٍ روحياٍ وكانت هذه الروح تتجسد في شخصيته والميزة الأخرى التي كان يتميز بها هو تقبله للرأي وحبه للمشورة وهذا ما كان يخرج منه عملاٍ متميزاٍ أما خصوصية التقاط الصورة فكانت متروكة لي.
سر المحبة
الممنتج والمخرج ياسر الظاهري: كنت أتمنى يوماٍ أن ألتقي به وبعد خمس سنوات أخرجت أول فيديو كليب وقتها كان الأستاذ في الحديدة وشاهد الكليب فأعجب به وقام بتكريمي بميدالية البرنامج.. كان همه إسعاد المواطن اليمني من خلال الجوائز وكان يقول إن الريف اليمني ملء بالمواهب والإبداعات وواجبنا كإعلاميين أن نظهر للناس الكنوز اليمنية وإظهار المناظر السياحية.
وذات مرة اتصل بي الأستاذ يحيى علاو وطلب مني أن أخرج له برنامج “أهل العز” وقتها شعرت أنها الانطلاقة الثانية لكنه توفي وعندما رأيت موكب الجنازة عرفت سر محبة الناس له.
إخلاص وتفانُ
● الإعلامي يحيى الصالحي: لقد عرفت الأستاذ يحيى علاو مذيعاٍ لبرنامج عالم عجيب في قناة صنعاء وعندما التحقت بكلية الإعلام كنت أتمنى أن أكون مذيعاٍ ناجحاٍ مثله وسألت الأستاذ ذات مرة وأنا في مكتبه عن مواصفات المذيع الناجح فقال لي أن يكون قارئاٍ جيداٍ فدخلت مكتبته وإذا بها ما يقارب الأربعة آلاف كتاب وسألته هل قرأت هذه الكتب كلها¿ فرد علي لا أضع كتاباٍ في الرف حتى أنهي قراءته فأصبت بالذهول مما سمعت.
فلقد كان رحمه الله مهتماٍ كثيراٍ بأموره الدينية حتى أنه عندما قطع عنه العلاج وهو يتعالج بالرياض أحس بأن أمر الله قد وشك على النزول فطلب الذهاب إلى مكة لتوديع بيت الله ومن ثم السلام على رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” في المدينة المنور والعودة إلى صنعاء لتوديع أولاده وأهله كان راضياٍ بقضاء الله وقدره ومستقبلاٍ له برحابة صدر.

قد يعجبك ايضا