زياد السالمي
حزني هجوعي في الطريق تجلدا
وتأوه العفوي ما هزأ الصدى
فقت احتمالاً واكتفيت بضحكةٍ
مرسومةٍ حين ارتأيتك موعدا
حزن خرافيٌّ كزهرٍ ذابلٍ
بحرٌ توخى موجه فتجمدا
وترٌ لقافيةٍ توارت دهشةً
ويدٌ بعزف الموت آست مجهدا
ونمت عناقيد النهار بزعمها
أن الذي في الغيم يقتات الندى
ماذا إذاً هل خضت حرب بدايتي
ماذا إذاً هل خلت قلبي أبعدا
قد كنت رغم مسافتي متفائلاً
لكن ليل الأفق يبدو سرمدا.
جازيت جرحي بالخيال فقال لي
ضاق الخيال بمن يعيش تعودا
وأعذت لحني من سجود تخوفي
رفضاً وتأويلاً فلن أترددا
ورميت فنجان التطير جانباً
وقبضت حرفي باليدين تمردا
وغدوت من كل الجهات محاصراً
كالزهر بين الشوك فاح مقيدا
أسفي إذن لا غيره من صاحبٍ
كالماء يرغو بالتصحر مزبدا
هي هكذا لغة تفوح محبةً
وتخونها الأشياء حتى توأدا ؛
قاومت ما ساومت حول مبادئي
ختل النفوس ولم أزل متمردا
ما بين إطراقي وغاية فكرتي
يذوي الفراغ تحسراً وتبلدا
وجعلت من جسد المدينة مسرحاً
في اللهو أبكي ضاحكاً متوددا
من أي نافذة سأعبر .. ربما
من ضوء هزئي حين تهت تفردا
سفرٌ أقل من السجون ومن دمي
ألمٌ ترنح في شجوني مرعدا
أو هكذا .. لك ما تريد من النوى
لي بالمقابل ما أجيد محمدا
ما زلت أزرع في فؤادك وردةً
فاطلق عطورك كي أفوح موحدا
والحلم عشتُ وما غوى قلبُ له
في كل نبضٍ يستميح تفردا
هل ضل .. لا .. هل ضن .. لا .. هل ضام .. لا
هي ثورةٌ صرخت على الغازي ردى
منذ ابتدأت مسيرتي لم أنكسر
بالمحبطين ولم أجد غير العدى
قابلت كل ضغينة بسماحة
وركنت للحلم النبيل تجلدا
علّي ألوذ بفكرةٍ فيها أرى
باباً سيفتح لي فأسعى جيدا
يا حكمة بلغت بها لغتي الرضا
من ذا أسائل فيِّ حتى أرشدا
وحدي وحولي الرمل يزهو واهماً
روضته ندماً فضاق وشددا
أخفيت عني ذلك الظل الذي
ما عاد مني كي أضيء على الهدى
وحملت كأسي غيمة لم أسترح
ظمأً على شفة الحياة تهدهدا
بل جدت أكثر مدركاً ألمي على
أمل إذا ما فل عزماً جددا
أمضيك تطرق أي شيء عشته
ووجدتني عند السؤال معددا
يبدو ويبدو – يا إلهي -دلني
عن قبلة فيها أراك الأوحدا
هذا عذابي أم غيابك في النهى
متوجس أم آخرٌ خلف المدى
عهدٌ إذا ما أنت تنصر رغبتي
سأعيش فيك بكل حزنٍ أسعدا