لا سبيل
زينب الشهاري
لا تستحقون العيش، نحن فقط من نملك حق الحياة ونحن من نقرر من يجب أن يموت أو يحيا، جئنا بمن ينفذ قرارنا فسارع و كان أهلاً بالمهمة فأحكم تنفيذها و لم يتباطأ أو يتوان أو يتكاسل أعطيناه الضوء الأخضر فقط فأرانا ما يسر خواطرنا وأبدع وتفنن وجرعكم الموت أصنافاً وألواناً… وماذا يعني أن تكونوا مليوناً أو ثلاثين مليوناً فلتذهبوا أنتم و أطفالكم و نسائكم إلى الجحيم فالحياة زيادة عليكم و هي من حقنا نحن فقط، منعنا عن رضعكم وأطفالكم الغذاء فصاحوا وبكوا وأزعجونا فأسكتناهم بصواريخنا، إلا أننا استمتعنا بأصوات الجرحى الذين تسببنا بجراحاتهم و آلامهم حين أمطرتهم طائراتنا بالقنابل المحرمة والصواريخ الفتاكة فأغلقنا دونهم السبل ليستمروا في أنينهم ووجعهم الذي يغذي أرواحنا، فأقمنا معاناة المرضى ولم ندخل لهم أي دواء وتركنا شبح الموت يهاجمهم و يخطف أرواحهم، ما ألذ مشاهدتكم وأنتم تتلوون من الجوع وأصبح جحيم المجاعات يعصف بكم أغلقنا جميع المنافذ و حبسنا عنكم الغذاء و تركنا الموت يتربص بكم من كل جانب، هذا هو نهجنا و هذا هو أسلوبنا ولا تملكون حتى الحق في استنكار وإدانة ما نفعل فنحن دول العالم الكبرى و مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة حكمنا عليكم بالموت و حكمنا أن يستمر العالم في تمثيل دور الأبكم و الأصم و الأعمى و أن تستمروا في المعاناة.
لكن يبدو أن تحت الرماد ناراً مستعرة تتقد ورغم كل ما صببناه فوقكم من عذاب لم تستسلموا وهذه النار تزداد كل يوم اضطراما وباتت ألسنة اللهب تصل إلينا وتكوينا، تعبنا ومارسنا كل شيء ضدكم و أغلقنا كل سبل الحياة أمامكم و لم نستطع أن نفهم كيف ما زلتم تستطيعون تغيير مجرى كل شيء و تقلبون الأمور كيف و بعد أن دمرنا كل مقدراتكم حاصرناكم جوعناكم قتلنا الآلاف إذ بكم تفاجئوننا بصاروخ يعادل كل ما أذقناكم و يقلب الموازين لصالحكم، من أين لكم كل هذا الصمود و قوة الإرادة الجبارة أصبحنا نحس بالضعف و العجز أمامكم و نسلم بأن هزيمة أداتنا الضعيفة من نظام آل سعود باتت وشيكة و أنه لا سبيل إلى إركاعكم أو اخضاعكم و نعترف بأننا سنظل عاجزين أمامكم مهما و مهما و مهما فعلنا.