مروان حليصي
تحول مفاجئ في استراتيجية القوة الصاروخية اليمنية أربكت بها قادة العدوان السعودي الأمريكي ، تجسد في خارطة أهدافها الجديدة التي دخلت في دائرة الاستهداف ،وانتقالها من الأهداف العسكرية الصرفة التي اقتصرت عليها سابقاً ،إلى المنشأت الحيوية والإستراتيجية الهامة ، واستهداف مطار الملك خالد الذي يبعد عن الرياض قرابة 20 كيلو متراً بصاروخ “بركان 2H” هو أول تلك الأهداف التي حذرت من استهدافها قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي النظام السعودي مرات عدة عقب كل جريمة ترتكبها طائرات العدوان، إلا إن غرور قادة العدوان واتكالهم على إمكانياتهم جعلهم غير آبهين يستمرون في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين .
ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها القوة الصاروخية اليمنية أهدافاً سعودية في عمق أراضيها ومدنها ومنها الرياض ، ولكنها المرة الأولى منذ بدء العدوان التي تستهدف فيها منشآت حيوية وأهداف استراتيجية هامة، مثل مطار الملك خالد في الرياض، وبصاروخ جديد لم تفصح عن تفاصيله بعد وزارة الدفاع اليمنية ، وقطع الصاروخ لكل هذه المسافة دون اعتراضه من قبل أنظمة الدفاعات السعودية “الباتريوت” التي تمتلكها الرياض ، وإصابته لهدفه بدقة عالية ، كلها عوامل شكلت صدمة أخرى للنظام السعودي بعد صدمته التي يعيشها جراء فشله في تحقيق أهداف العدوان طيلة عامين ونصف، وستطرح من قبل المواطنين السعوديين الكثير من التساؤلات عن مصير مليارات الدولارات التي أنفقها نظامهم في شراء منظومات الدفاع الجوي التي وققت عاجزة عن اعتراض الصاروخ اليمني “بركان 2H”.
إنها الحرب وباختصار ، أعلنتها العاصمة صنعاء على دولة العدو السعودي بعد عامين ونصف من جرائم العدوان المستمرة بحق أبناء الشعب اليمني ، دشنتها في العاصمة الرياض واختارت الهدف المستهدف بذكاء كبير ، وهو مطار الملك خالد الذي أرادت من وراء استهدافه معايشة السعوديين لمشاهد الخراب والدمار وبث حالة من الرعب والخوف في صفوفهم ، وإرسالها الرسائل المشفرة لشركائهم في العدوان، لكون التغطية الإعلامية عليه من قبل النظام السعودي شبه مستحيلة ، ولن يستطيع إخفاء ماحل به من صاروخ “بركان 2H” اليمني ، ولن يكون بمقدوره هذه المرة نسب الأمر إلى محول كهربائي أو نيزك كما اعتاد أن يغطي على فضائح وصول الصواريخ اليمنية إلى عمق أراضيه وإصابة أهدافها.
وما سبق من استهدافات للقوة الصاروخية لأكثر من هدف عسكري سعودي طيلة عامين ونصف هي مجرد رسائل حاولت فيها القيادتان الثورية والسياسية إفهام النظام السعودي من مغبة تمادي عدوانه وحلفه الإجرامي بحق الشعب اليمني ، لعلهم يعودون إلى رشدهم ويراجعون حساباتهم ، من باب أن الحر تكفيه الإشارة والعبد يقرع بالعصى ، ولكنهم للأسف لم يكونوا احراراً، بل عبيداً لآسيادهم الأمريكان والصهاينة، وهو ما توجب على القوة الصاروخية قرعهم و التعامل معهم بالوسيلة التي يفهمونها ، ولن يكون”بركان “2H”، آخر تلك الوسائل،والقادم أعظم بإذن الله.