بزعم الحرب على الفساد ..بن سلمان يصفي منافسيه ويطيح بآخر ما تبقى من إرث الملك السابق عبدالله بن عبد العزيز
تقرير/ مجدي عقبه
منذ ليل السبت الأحد والمملكة تعيش في حالة من الغموض.
اعتقالات بالجملة لأمراء ورجال أعمال ووزراء بتهم فساد، بعد دقائق من أمر ملكي بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد برئاسة محمد بن سلمان.
الإجراءات الملكية شكلت صدمة مدوّية في أرجأ الحكم وداخل المملكة وخارجها، الأمر الذي دفع العديد من الصحف الغربية للبحث في ما ورائيات التطهير الذي يعمد اليه بن سلمان بزعم الحرب على الفساد من أجل تصفية منافسيه والإطاحة بآخر ما تبقى من إرث الملك السابق عبدالله بن عبد العزيز.
وصفت الصحافة الغربية، خبر إيقاف لجنة مكافحة الفساد 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين، بــ”التطهير الذي لم يسبق له مثيل”، صحيفة “لوموند” الفرنسية، نقلت عن عضو “معهد بيكر” للسياسة العامة في جامعة رايس، كريستيان أولريكسن، قوله أنه “يبدو أن نطاق ومدى هذه الاعتقالات لم يسبق له مثيل في تاريخ المملكة الحديث”، ويعتبر أن اعتقال الأمير الوليد بن طلال، من شأنه أن يسبب موجة من الصدمات على المستوى الداخلي وكذلك في عالم المال على المستوى الدولي، وهو ما قد ظهر في تراجع أسهم شركة المملكة القابضة فور نبأ الاعتقال 9.9 %.
أما صحيفة “نيويورك تايمز” فقد وصفت حملة الاعتقالات الواسعة بالخطوة الأخيرة لتعزيز سلطة ولي العهد محمد بن سلمان، الابن المفضل والمستشار الأول للملك سلمان صحيفة (20 دقيقة)، وصفت هذه الإجراءات بالتطهير الذي لم يسبق له مثيل وانه سيمكن ولي العهد الشاب من تعزيز قبضته على السلطة، خاصة في ظل مساعيه لجذب الرأي العام العالمي ضمن إصلاحاته.
الإجراءات الملكية أشعلت موقع “توتير” بتغريدت اتهمت محمد بن سلمان، بسرقة أموال أولاد عمومته ورجال الأعمال الذين تحفظ على أموالهم.
وتحت وسم “بن سلمان يسرق عيال عمه”، أعرب مغردون سعوديون عن اعتقادهم بأن ما يقوم به بن سلمان، يمثل فسادا وسرقة.
المغرد الشهير “مجتهد”، أرجع سبب الحملة كون “بن سلمان” يريد الاستيلاء على أكبر كمية من الأموال ويحيلها لحساباته.
المغرد “كشكول”، اعتبر انه “بسبب أن الملك يحارب الفساد.. سيتمكن قرة عينه (حوحو) من تحقيق لقب أول ترليونير في التاريخ”.
ووصف حساب سعودي ما يحصل، بأنه أكبر عملية سطو بغطاء سياسي في التاريخ.
مغرد آخر علق على ما يجري بالقول، إن القصة باختصار: لا أحد يحق له أن يفسد ويسرق غير بن سلمان.
في حين تساءل مغردون كيف للملك أن يحارب الفساد، وهو من أنفق عشرات الملايين خلال إجازته في المغرب.
المعارض السعودي ورئيس منظمة “القسط” لحقوق الإنسان، يحيى عسيرين اعتبر ان السلطات السعودية إذا كانت جادة في مكافحة الفساد، عليها أن تشرك المجتمع في محاربته عبر برلمان منتخب.
أما الكاتبة المعارضة مضاوي الرشيد، أكدت أن ما حصل هو تصفية حسابات مع أمراء قد ينافسون محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن أسهل طريقة للتخلص من الأمراء المنافسين سجنهم في قضايا فساد.
بدوره المعارض سعد الفقيه، أشار إلى أن قرارات الاعتقال تعبر عن حالة صدام داخل العائلة المالكة، مؤكدا أن إعفاء الأمير متعب بن عبد الله أخطر من بقية الحملة.