قراءة للمستجدات
أ. عبدالعزيز أحمد البكير
العدوان على اليمن لم يكن صدفة وتجدد عملية القصف الجوي لم يكن بأسباب الصاروخ اليمني الذي استهدف مطاراً في العاصمة السعودية الرياض, فالجيش اليمني سبق وأن قام بإطلاق عدد من الصواريخ لضرب أهداف معادية عسكرية في نجران وجيزان والطائف وجدة وينبع والرياض وغيرها..
والحرب والعدوان على بلادنا كان هدفاً تم الإعداد له من قبل لسنوات ضمن مخطط صهيوني يستهدف المنطقة العربية كلها .. فمن يقرأ ويتابع ما يجري في المنطقة تحت ذرائع متعددة وحجج واهية كما هو الحال في بلادنا اليمن حين قيل ” أن الحرب والعدوان في سبيل إعادة الشرعية” والحقيقة تقول خلاف ذلك لتشطير اليمن وضرب قواتها وعتادها وبنيتها التحتية والخدمية.. وكذلك ما جرى للعراق تحت مبرر نزع الأسلحة الكيماوية والحقيقة كانت ضرب النظام العراقي وبنيته العلمية والاقتصادية والعسكرية والتي انتهت بشنق الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين ورجال دولته ونظامه .. كما هو الحال في سوريا كانت الحرب والعدوان في سبيل إزاحة الرئيس السوري من نظام حكمه والهدف هو ضرب القدرات العسكرية والاقتصادية لسوريا المحاددة لـ لبنان ودولة الاحتلال الصهيوني لفلسطين .. وليس بخافٍ ما جرى في ليبيا التي استهدفت قيادتها وقتل رئيسها الشهيد معمر القذافي , ويصل في الشعب الليبي إلى الهدف الذي أراده العدوان وهو إيجاد حرب أهلية بين الليبيين وضرب القوة العسكرية والمالية والاقتصادية لشعب ليبيا وهاهو الدور يأتي على شعب لبنان لأهمية مكانته الجغرافية القريبة من العدو الصهيوني المحتل لـ فلسطين ومرتفعات الجولان السورية ومناطق شبعا اللبنانية, والهدف ضرب الاستقرار اللبناني ونشوب حرب أهلية جديدة في لبنان وضرب حزب الله وهو الهدف من خلال تقديم رئيس وزراء لبنان سعد الحريري من العاصمة السعودية في الرياض..
إن الأحداث المتسارعة ومنها ما يجري على المستوى الداخلي للمملكة السعودية التي تشهد تلك الأحداث منذُ أن تربع على عرش ملك السعودية سلمان بن عبدالعزير حيث أطاح بالأمير مقرن بن عبدالعزيز وهو ابن الملك المؤسس من منصب ولي ولي العهد وحل محله نجله محمد بن سلمان في نية تبدو واضحة قلب نظام الحكم والاستئثار به وإقصاء أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز من الحكم وأحفادهم والذي تحقق من خلال الإطاحة بالأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز من ولاية العهد وقيادة وزارة الداخلية ورئاسة الوزراء ليحل محله نجله محمد بن سلمان وتتسارع الأمور تباعاً فيما وقع يوم السبت الماضي من عملية إقصاء لأبناء الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز من قيادة وزارة الحرس الوطني وشقيقه الذي كان أمير منطقة الرياض وكذا المليونير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز وأحد عشر أميراً تم اعتقالهم مع عدد من الوزراء والذين لا يطمئن إليهم الملك ونجله ويريد التخلص منهم ليتمكن نجل الملك محمد بن سلمان من التربع على عرش المملكة ولعل قادم الأيام تأتي باعتقال المزيد من الأمراء والقيادات العسكرية والعلمية والمدنية والتجارية والاقتصادية التي لا تثق بها ..
إن كل ما يجري من أحداث متسارعة توحي بأن المنطقة العربية على موعد مع حرب ضروس ستشمل المنطقة العربية كلها تدخل فيها إسرائيل وإيران وتركيا وربما تكون أمريكا وروسيا في هذه الحرب وجهاً لوجه لإشعال حرب عالمية ثالثة..
إن ما يجري في الوطن العربي والعالم من مؤشرات وتداعيات خطيرة مع انعدام عوامل التوازن في القوة والقيادة السياسية والعسكرية في المنطقة العربية بؤرة الصراع التي خلت من قيادات حكيمة ومؤثرة ومسؤولة وكذا دول النظام العالمي الجديد الذي تنفرد بقيادته أمريكا في ظل فقدان العالم لعملية توازن القوة العسكرية والاقتصادية التي كانت ضرورية لأن تعادل القوة تخلق التوازن والتدافع الذي يخلق توازن الرعب ومنع العمل العسكري على مستوى الكبار .. ونحن في اليمن وما تشهده بلادنا من أوضاع اقتصادية وعسكرية وحصار يتطلب من القيادات السياسية الفاعلة التعامل مع المرحلة ومسؤولية وطنية ودينية واخلاقية تتجاوز العمل على حل كل الخلافات والتباينات السياسية وتغليب مصلحة الوطن والشعب حتى لا يقع الجميع في أخطاء تضيف أعباء فوق أعباء يعجز الشعب عن تحملها وأخطاء يكون لها مردودات سلبية سياسية وأمنية تؤثر على وحدة القرار السياسي وتماسك الجبهة الداخلية وهو ما نحذر منه وندعو إلى وحدة الصف وتجاوز كل القضايا والمواضيع السياسية والإدارية الخلافية …
* وزير الدولة عضو مجلس الوزراء
الأمين العام للحزب القومي الاجتماعي