مملكة الإرهاب – 43
فساد الأمراء صفقة اليمامة نموذجا
عبدالله الاحمدي
في العام 2004 م فجرت الصحافة البريطانية فضيحة الفساد والرشاوى التي صاحبت صفقة اليمامة. ورد الأمير بندر بن سلطان على الصحافة البريطانية بالقول: إن بريطانيا لم تدفع بنسا واحدا، فالبلايين كلها من مال السعودية، فلماذا تتفوه هذه الصحافة بفضولها.
البداية لهذه الصفقة كانت في العام 1985 م عندما رفض الكونجرس الأمريكي تمرير صفقة سلاح للمملكة بضغط من اللوبي الصهيوني، ففي فبراير من العام 1985م اعترف الرئيس الأمريكي ريجن بعدم قدرته على تمرير الصفقة، فاتجه الأمير بندر بن سلطان، ومعه والده الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع نحو رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر من اجل الحصول على الطائرات، وخلال أشهر تم الاتفاق على الصفقة التي شملت طائرات تورنيدو، وهوك، والتدريب عليها. كان عدد الطائرات في حدود 72 طائرة، وثمن الصفقة يصل إلى أكثر من عشرة بلايين من الجنيهات الاسترلينية.
سميت هذه الصفقة باتفاق اليمامة. ( اليمامة طائر سلام ) ومع الطائرات هناك أسلحة أخرى، بالإضافة إلى بناء بعض القواعد العسكرية ، ويسري تنفيذ الاتفاقية على عشرين عاما. في البدء قيل أن قيمة الصفقة بلغ 5 بلايين دولار، ومع العام 2000 م ارتفعت إلى عشرات البلايين، أكثر مما أنفقته المملكة في أي عملية أخرى لشراء الأسلحة من أمريكا عبر تاريخها. وقيل أن قيمة الهدايا، والرشاوى التي قدمتها الشركة بلغت أكثر من بليون جنيه ( سيارات، ورحلات، وفنادق، وإيجارات، وراقصات، وترفيهات، وفساتين، وبدلات، وأحجار كريمة، ومقاعد دراسية لبعض الفتيات ) كانت تورد النقود منها إلى بنك ريجز في واشنطن على أقساط في كل أربعة أشهر، ولمدة عشر سنوات، وكل قسط قدره 30 مليون دولار إلى حساب الأمير بندر بن سلطان.
وكان الأمير يتصرف بهذه الأموال باريحية، ويدعم ببعضها الدول، والحركات المناوئة للشيوعية في إفريقيا، واسيا، ومنها مجاهدو افغانستان، بحسب ما قاله الأمير. كما قام الأمير بدفع عشرة ملايين دولار دعما للحزب الديمقراطي المسيحي في ايطاليا ليمكنه من الفوز على الحزب الشيوعي الايطالي، وقد سلم المبلغ بواسطة قسيس في بنك الفاتيكان، لكن القس أنكر ذلك.
مر فساد هذه الصفقة، كثله مثل غيره، ولم يتخذ فيه أي إجراء، لأن فساد الأسرة خط احمر لا يجوز الكلام عنه.