حساباتهم !

 

إبراهيم الحكيم

جنون تحالف العدوان إثر قصف اليمن مجددا عمق رأس حربته، عاصمة مملكة الشر، وتجديد طيران تحالف العدوان قصف ميدان السبعين ومنصته، لا مبرر له عدا تصفية حسابات شخصية لدول التحالف تتقدمهم السعودية مع هذا الميدان لثلاثة أسباب رئيسة:
أولها أن ميدان السبعين، رمز الصمود اليمني بوجه دول تحالف العدوان نفسها وتحديدا ممالك المنطقة بقيادة السعودية وتسليح أربابها قوى الحلف الانجلوصهيوني: أميركا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، طوال ثمانية أعوام (1962-1970م) وصولا إلى كسر حصار السبعين يوما.
وثانيها أن ميدان السبعين ساحة عروض الجيش اليمني ووحداته وعتاده، والذي بني تجنيدا وتأهيلا وتدريبا وتسليحا رغم أنف السعودية ودول التحالف واتفاقية “جرس السلام” التي تحصر تعداد وعتاد الجيش اليمني .. وأبرزها عرض مايو 2000م المهيب في العيد العاشر لإعادة توحيد شطري اليمن، الذي حد من تجبر مملكة الشر ومن إملاءاتها بشأن ترسيم الحدود كما كانت تريد .
وثالثها وأهمها أن ميدان السبعين، لا يزال الساحة الأبرز على الإطلاق لـ “الشرعية الشعبية”، والأكبر اتساعا لمسيرات جماهير الشعب الحاشدة؛ الرافضة للتدخل الخارجي (تحالف الجزم)، والمنددة بجرائمه البشعة، والمتصدية لقواته الغازية وحثالة مرتزقته ، والمجددة للصمود اليمني بوجه حروبه العسكرية البشعة، والاقتصادية القذرة، والإعلامية المنحطة، والسياسية العاهرة في سوق النخاسة الدولية.
يبقى الثابت أن اليمنيين شعب حر أبي عزيز . لا يقبل المهانة ولا يطيق احتمال الاهانة، ويرفض الخضوع لهيمنة الوصاية الخارجية وتبعية قراره الوطني للخارج.
ويبقى المؤكد أن انكسار أدوات هذه الوصاية ونفوذ دولها كان الدافع الرئيس لشن العدوان وأن عجزه عن إعادتها سيظل شاهداً على واقع انكسار هذا العدوان وهزيمته الأكبر، علاوة على هزائمه في مختلف جبهات الدفاع عن سيادة اليمن واستقلال قراره.
ما سلف يستدعي تعقل المكونات السياسية الوطنية، شركاء الصمود والتصدي للعدوان ومراميه الخبيثة وأطماعه الدنيئة، وتعزيز اتحادها بوجه عدو مشترك لها حاقد ولئيم يحاول جاهدا شق صفوفها ببث الشائعات ونفث سموم الشقاق وتمويل جحافل النفاق، واليقين بأن فشله في هذا المسعى يعني هزيمته وإقراره الوشيك بها.
تساموا على كل شيء وترفعوا عن كل أنانية أو عصبية من أي نوع عدا التعصب لليمن. لا تنجروا إلى مناكفات فارغة أو تخوضوا في مكايدات سافلة توغر الصدور بجراح الفجور وتزعزع الثقة بسموم التشكيك والتخوين وإساءة الظن من دون يقين.لا تتساهلوا مع أي ممارسات سلبية بينة العبث، دامغة الانتهاز والفساد، وصريحة الظلم والإرجاف وبث الشقاق.
لا تخذلوا الشعب الصابر الصامد وتضحياته، ولا تخونوا دماء شهداء استرداد سيادة اليمن واستقلال قراره الوطني مدنيين وعسكريين ولجانا شعبية. لا تفرطوا بهذين الهدفين الرئيسيين والشرطين اللازمين لنيل حرية أي شعب ونهضته وبلوغ حقه في العيش الكريم.
لا شيء يغري .. ولا شيء يغوي .. أمام عدو يبغى إبادة جميع من تصدى ويتصدى له بلا استثناء .. ولا قيمة لأي سلطة أو مكاسب إن لم ينتصر اليمن لسيادته واستقلاله كاملا غير منقوص .. فالشعب صار أوعى بما جرى ويجري ولن ينخدع بتخرصات أي طرف فرط أو خانه. والله المستعان.

 

قد يعجبك ايضا