الصمود خيارنا الوحيد
زيد البعوه
كان الصمود ولا يزال الخيار الأمثل والوحيد للشعب اليمني في مواجهة العدوان منذ البداية واليوم بعد مرور 1000 يوم من العدوان وبعد أن سمعنا تصريحات محمد بن سلمان وبيان قمة وزراء العدوان الذي أكدوا فيه على ضرورة استمرار عدوانهم على اليمن سيبقى الصمود هو الخيار الوحيد إذ لا يوجد خيار آخر إلا الاستسلام والخضوع لدول العدوان والقبول بالاحتلال والوصاية الخارجية وهذا غير وارد في حسابات الشعب اليمني..
ما تسمى بالشرعية لم تعد هدف العدوان على اليمن كما كنا نقول منذ البداية خصوصاً بعد تصريح بن سلمان الأخير الذي قال فيه أن العدوان مستمر حتى لا يكون هناك نسخة من حزب الله في حدود السعودية ثم ذكر الحوثيين وهذا يعني أن العدوان بدأ يكشف حقيقته أنه يحارب هذه الأمة لوعيها الجهادي وثقافتها القرآنية ومواقفها من أعداء الله اليهود والنصارى وعملائهم..
ومن خلال كلام بن سلمان هذا يعني أنهم أعداء لحزب الله وأصدقاء إسرائيل ولا يريدون نسخه من حزب الله في حدودهم لأنهم حلفاء إسرائيل بل عبيد لهما وليسوا حلفاء لكن في المقابل نقول لهم يشرفنا أن نكون نسخة من حزب الله ولا يشرفنا أن يكون جيراننا موالين لأمريكا وإسرائيل ومهما استمر العدوان فموقفنا واضح هو الاستمرار في مواجهة العدوان والدفاع عن أنفسنا وعن وطننا مهما طال الزمان ونحن على ثقة بالله انه لن ينصركم علينا ولن يخذلنا..
وفي هذه الظروف التي بدأت تأخذ منحى جديداً في التصعيد العسكري والسياسي وفي مختلف المجالات علينا كشعب يمني أن نواصل مشوارنا الجهادي التحرري فقد قطعنا شوطاً كبيراً في مواجهة العدوان وتجاوزنا الكثير من الصعاب ووصلنا إلى مرحلة متقدمة في الخبرة القتالية ومعرفة أساليب الصراع وكيفية التصدي لها ولدينا اليوم بفضل الله وبفضل رجاله في مجال التصنيع العسكري منظومات عسكرية دفاعية وهجومية متطورة تم صناعتها وتطويرها في اليمن في مختلف المجالات الجوية والبرية والبحرية والصاروخية وهناك المئات من معسكرات التدريب تعج بالآلاف من المقاتلين المستعدين لخوض غمار معركة التصعيد والتحدي وهذا يعني أن الخيار العسكري الذي يفكر فيه العدو لن يحسم المعركة لصالحه بل ستكون النتائج الطيبة والمثمرة لصالح الشعب اليمني الذي صمد وثبت من خلال جيشه ولجانه الشعبية وألحق أفدح الخسائر في صفوف العدوان ومرتزقة خلال الألف يوم التي مرت..
ولا يعني الصمود في مواجهة العدوان أن لا يحصل تعب ومشاق وصبر وتضحيات وشهداء وجرحى فهذه سنة الحياة منذ بداية الخلق لا يصل الناس إلى مراتب العلياء والحرية والعزة إلا بتضحيات ولكن في نفس الوقت بما أننا اليوم في عصر تعددت فيه أنواع وأساليب الصراع ولم تعد تقتصر فقط على الجانب العسكري فإننا كشعب يمني معنيون بالتحرك في كل الجوانب والاتجاهات السياسية والإعلامية والأمنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها لتفعيل مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد وتعزيز عوامل الصمود من الترابط والتماسك وأن نقول للباطل لا ونقف في وجهه من أي طرف كان وأن نبحث عن حلول قوية وفعاله تسهم في قوة الشعب اليمني وتحبط كل المؤامرات التي تعمد إلى هز وضعضعة كيان هذا الشعب القوى الصامد المجاهد الذي بات على مقربة من النصر إن شاء الله.