“التحالف” يبحث عن ثغرة في الجدار
لقمان عبدالله
قبل شهر، أصرّ الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي على أنّ الحلّ الوحيد في اليمن هو الحلّ العسكري. إلا أنّ التطورات الأخيرة على الجبهات أظهرت تفوّق اليمنيين على «التحالف»، وإخفاق الرهان على إسقاط مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر. وإلى جانب التأثير المباشر لـ«الأزمة الخليجية» التي تُلقي بظلالها على «التحالف» وعلى الأطراف المحسوبة عليه، فقد حصل تغيّر في مزاج الرأي العام الدولي لمصلحة وقف الحرب، كما أخفق الرهان على الخلاف بين «أنصار الله» و«حزب المؤتمر».
لعلّ هذه المعطيات أجبرت القوى المشاركة في الحرب وتلك الداعمة لها على البحث عن فتح ثغرة في جدار الجمود السياسي والعسكري في اليمن. وفجأة تحرّك المسار السياسي، وجاءت كلمة السرّ من السفير الأميركي في اليمن، ماثيو تولر، فتحركت على إثر ذلك الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. غير أنّ الأخير، وقبل الشروع في أيّ مفاوضات أو إحياء للمسار السياسي، ومهما كان مضمون الطروحات التي سيقدمها، فإن انحيازه فاضح للسعودية من دون أي مداراة لدور الأمم المتحدة المفترض فيه الحيادية. وفي مقابل ذلك، فإنّ مطّلعين في العاصمة اليمنية يقولون إنّ «إثبات الحيادية يجب أن تكون بدايته بفتح مطار صنعاء، وهذا أضعف الإيمان».
ومن الجدير ذكره أنّ ما تمّ تسريبه من مبادرة ولد الشيخ لم يأتِ على ذكر وقف إطلاق النار والطلعات الجوية من الجانب السعودي، وعلى كيفية إجراء الترتيبات الحدودية بين البلدين. وفضلاً عن أنّ المبادرة لم تلحظ المناطق التي تحتلها كل من الرياض وأبو ظبي في المحافظات الجنوبية والشرقية، فإنّها تُظهر الحرب كأنّها صراع داخلي بين المكوّنات اليمنية، من دون أيّ ذكر للعدوان على البلد. وتخلو المبادرة كذلك من أيّ التزامات سعودية بالانسحاب ودفع التعويضات.
لكن لعلّ اللافت في الأفكار الجديدة أنّ الحديث عن «عودة أنصار الله إلى شمال الشمال»، أي إلى معقلهم التقليدي في جبال مران، لم يعد حديثاً صالحاً بأيّ حال. وبالتالي، إنّ المبادرات التي تطرح تتخطّى الشروط السابقة، في وقت ترى فيه «مجموعة الأزمات الدولية» في تقريرها الأخير بشأن اليمن أنّه «كي تنجح المبادرة الإقليمية والمحادثات اللاحقة، يجب أن تخرج عن القيود المفروضة بموجب قرار مجلس الأمن 2216 الذي أعاق مفاوضات الأمم المتحدة بسبب طابعه الأحادي الجانب وغير الواقعي».
* كاتب صحفي لبناني