وجهة نظر.. اكاديميو الرياضة اليمنية

محمد النظاري

مع انتشار أقسام وكليات التربية البدنية والرياضية بالجامعات اليمنية (صنعاء، عدن، الحديدة، حضرموت، البيضاء) أصبحت المخرجات المتخصصة في هذا المجال النوعي يتضاعف عددهم عاما بعد عام.
كذلك تضاعفت مخرجات مبتعثي الجامعات ووزارة الشباب والرياضية في مختلف الدول الشقيقة والصديقة ، لمرحلتي البكالوريوس والداراسات العليا بالماجستير والدكتوراة.
كل تلك الأعداد هي خزان بشري ضخم في مختلف التخصصات التدريبية والفيسولوجية والحركية والتدريسية والنفسية والإعلامية والقياس والتقويم، وغيرها من التخصصات الرياضية التي كونت أكاديمية (غير معلنة) يمنية رائعة.
كل التخصصات الأخرى استطاعت تكوين كيانات تجمعها تحت مسميات متعددة : ملتقيات، اتحادات، جمعيات، رابطات …الخ، ومن خلالها اصبح لها كيان اعتباري لدى الغير، يتحدث باسم منتسبيها.
في وزارة الشباب والرياضية اتحادات لا حصر لها، ولكن لا يوجد اتحاد لاكاديميي التربية البدنية والرياضية، بالرغم من أهميته الكبيرة ، كاتحاد نوعي تقني فني، مناط فيه تقديم الاستشارات والخطط التي من شأنها تطوير الرياضة اليمنية.
منذ زمن طويل وأنا أسعى إلى تأسيس كيان خاص بأكاديميي الرياضة اليمنية، والحمد لله تمكنت مع نخبة من الزملاء من جمع ما يزيد عن 130 أكاديمياً وأكاديمية من يمننا الحبيب تحت سقف مجموعة واحدة، من حملة الماجستير والدكتوراة، وهو عدد تفاجأت به- وأنا من أهل التخصص – فهم شباب يحملون الشهادات العليا ومن هم من تدرج حتى أصبح أستاذاً مشاركاً وأستاذ دكتوراً، وينشطون في الاتحادات والأندية والأطر الرياضية الداخلية والخارجية.
أن وجود كيانات مشابهة في وطننا العربي ،حققت نجاحات كبيرة لمنتسبيها وبالتالي للمجتمع الرياضي في تلك الدول يفرض علينا أن لا نكون أقل منهم إن أردنا أن يكون للتربية البدنية والرياضية ومنتسبيها دور في صناعة الرياضة اليمنية بشكل علمي.
إن إنشاء مجلة الشؤون الشبابية والرياضية وهي مجلة رياضية علمية محكمة ،صادرة عن وزارة الشباب والرياضة، أسسها د. جابر البواب، هي نتاج كبير للارتقاء بالجانب الأكاديمي الرياضي، فكل الجامعات اليمنية التي تحوي أقسام وكليات متخصصة في الرياضة، ليس لها مجلة متخصصة مثل بقية الجامعات العربية والعالمية، وهذا يحسب للبواب، خاصة انه خدم الأكاديميين اليمنيين والعرب في نشر البحوث العلمية، سواء للترقية أو لإثراء المكتبة الرياضية بالبحوث والدراسات الحديثة.
إن كل مقومات إنشاء اتحاد يضم أكاديميي التربية البدنية والرياضية، أصبح أمرا تفرضه الضرورة، خاصة وان المادة غير موجودة في المنهج الدراسي، مما جعل عملية توظيف كوادرها منعدمة، وهو ما قاد إلى نفور متزايد من قبل المسجلين في البكالوريوس بكل الجامعات الحكومية، وهذا يتطلب وجود كيان منظم يدافع عن حقوقهم، يرسي قواعد للتعامل أولاً فيما بينهم وثانياً فيما بينهم والوزارات المعنية.
نطرح أمر تأسيس اتحاد خاص للأكاديميين الرياضيين على وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والشباب والرياضة، مؤملين تجاوبهم مع المقترح من أجل إنصاف هذه الفئة العلمية، وبما يعود بالفائدة على الرياضة اليمنية.

قد يعجبك ايضا