*لا يوجد شخص كامل واختيار شريك الحياة لا يعني أن يكون خالياً من كل الأخطاء
الأسرة / زهور السعيدي
اختيار الزوجة المناسبة التي تتحمل صعوبة الحياة من أهم المشاكل التي تؤرق الشباب المقبلين على الزواج في هذا العصر ..
البعض يظل يبحث لسنوات والبعض يبحث عن الجمال وآخرون عن المال والبعض يريد مواصفات خاصة بحيث أصبح اختيار الزوجة هما كبيرا أمام كل شاب يفكر بالارتباط ويحلم ببناء حياة زوجية سعيدة:
عبدالملك النهاري يقول : إن اختيار شريكة الحياة التي تناسب مشكلة كبيرة فقد يظل الشاب لسنوات يبحث عن الفتاة التي يحلم بها وربما لا يوفق بكل ما تمنى وخاصة أن كل شاب يحلم بفتاة تقدر الحياة الزوجية وتقف معه وقت الصعاب والمشاكل وتقدر أهله وترفق بوالديه خاصة أن معظم الفتيات الآن لا يقبلن بالعيش مع أهل الزوج أو مع والدته فربما تخدعك المظاهر الكذابة وتبدو لك الفتاة طيبة وذات أخلاق وتكتشف غير ذلك مع مرور السنوات .
ويقول الشاب علي حسن يوسف: إن مشكلة الاختيار سبب رئيسي للانفصال والطلاق بين الزوجين حتى بعد مرور السنوات فقد تزوجت بزميلتي في الجامعة بعد التخرج ومعنا طفل الآن وكنا سعداء غير أنها لا تريد أن تأتي أمي لزيارتنا وتكره الجلوس معها والتحدث إليها أو الذهاب معي لزيارتها ثم اشتدت المشاكل بيني وبينها بسبب والدتي لأني أحب والدتي كثيرا ولا أريد أن اربي أطفالي بعيدين عنها .
اختيار صعب
وتقول رشا محمد إن الاختيار يعتبر البداية الصعبة للحياة القادمة سواء من الفتاة أو الشاب فأحيانا كثيرة لا توافق الفتاة على الزواج بالشاب ذي الأخلاق الذي سيحميها ويقف إلى جانبها في مراحل الحياة القادمة وسيكون الزوج المثالي والأب المسؤول فلا يقتصر الحال على الشباب في اختيار العروس برأيي فإن الفتاة قد تكون هي الضحية لأن المرأة غالبا تحلم بالاستقرار وتتحمل المسؤولية وتقف أمام العقبات وان كان فيها تقصير فبإمكان الزوج أن يقوم بنصحها بطريقة لطيفة وستكون هي المطيعة ولكن طبع الزوج وتكبره وغطرسته ربما يكون اقرب الطرق إلى الانفصال والندم على الاختيار ودائما يلقى اللوم على المرأة .
محمد أمين يرى أن العادات والتقاليد ربما تكون عائقا أمام اختيار الشاب لشريكة حياته فغالبا لا يرى الشاب خطيبته في كثير من مناطق صنعاء ولا يسمح له برؤيتها إلا يوم العرس عندما تزف إليه رغم أنه يحل للرجل أن ينظر إلى المرأة التي سيخطبها حتى يقتنع بها كما أن الفتاة أصبحت تنظر إلى الشاب المتقدم إليها ماديا فقط ولا تقبل به إلا إذا لبى كل طلباتها وقدم لها الهدايا الثمينة ومن هنا زادت مشكلة اختيار وإيجاد الفتاة المناسبة في الصعوبة .
أسس العلاقة
ويقول الاستشاريون في مجال الأسرة والمجتمع انه لا يوجد شخص مثالي وكامل وانه لكل إنسان عيوبه وأخطاؤه وان وجود شريك الحياة المناسب لا يعني بالضرورة عدم التعرض للخلاف أو المشاكل ولكن بالحب والاحترام سيتغلب الشركاء على مشاكل حياتهم فالاحترام هو أساس العلاقة الزوجية ولكن هناك بعض الصفات التي يجب أن تبحث عنها في شريكة حياتك أو من ستقدم بالارتباط بها وهو أن يتحلى الشخص بالأمانة والصدق والاحترام وان يكون ودوداً ويحترمك في غيابك ويستطيع أن يدعمك عاطفيا ومعنويا ويحتويك وبإمكانك أن تعرف تلك الصفات من خلال السؤال عن ذلك الشخص بين أصدقائه أو طرق تعامله مع جيرانه ويفضل تقارب السن والمستوى الثقافي والاجتماعي والمادي وعلى الشاب أن يختار الفتاة التي تطيع أهلها وتحترمهم لأنها بالمقابل ستحب أهله وتحترمهم فلا تؤذيهم بالأقوال والأفعال بل تعامله كما تعامل زوجها بكل أدب وعلى الشاب ان لا يكون أنانيا ويبحث عن كل المواصفات فبالتأكيد لن يجدها جميعا في فتاة واحدة فالمرأة ليست جارية اشتراها بماله إنما هي امرأة جعل لها الإسلام حقاً وكرامة واحتراماً فكن الزوج المثالي الذي تتفاخر بك أمام أهلها ولا تنسى بأن المرأة دائما تحتاج إلى الحنان والاحترام وستكون خير زوجة .
اختيار الشريك
وتحدد مرشدة الأسرة عائشة مرعي بعض النصائح لاختيار شريك الحياة وهي عدم النظر في عيوب الآخر فقط لان أي شخص ذكرا كان أو أنثى يحمل صفات ومميزات وكذلك بعض العيوب فلا يوجد إنسان كامل فالأفضل اختيار صفات الشريك العقلية لان القدرات تختلف من شخص لآخر ويجب الحذر من الاندفاع وراء المظاهر الخارجية لأنها غير دائمة وتزول مع مرور الوقت وكذلك على الفتاة تجنب الطلبات الكثيرة والباهظة وقت الخطوبة لأنها تنفر الشاب بل عليها مساندته في ظروفه وعدم التخلي عنه من البداية فالحياة التي سيخوضها الشابان هي جديدة ودائمة ولابد من التوافق بينهما فالشعور بالانجذاب والطمأنينة للطرف الآخر من شأنه ان يكون عاملا مهما لنجاح العلاقة الزوجية المستقبلية وعلى الشريك أن يعلم أن الحياة التي سيخوضها إنما هي حياة مشتركة وعليهما البدء بالتعامل بصراحة وصدق وإخلاص متفانٍ منذ الوهلة الأولى لإنشاء أسرة سعيدة وزواج ناجح .