اليمن بين السلام …وتحقيق أهداف العدوان
محمد صالح حاتم
منذ ما يقرب من 1000يوم من العدوان الظالم والغاشم الذي شنه تحالف القتل والإرهاب السعو صهيو امريكي ،على اليمن، آلاف الغارات الجوية التي شنه هذا التحالف ، والتي خلفت عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين الأبرياء ومثلهم وأكثر من الجرحى ،جلهم أطفال ونساء وعجزة ،وحصار اقتصادي بري وبحري وجوي فرضته علينا قوى العدوان،يعني 1000يوم من القتل والدمار والحصار ،والجوع والمرض، كل هذا في ظل صمت وسكوت عالمي وأممي.
هل حقق العدو أهداف عدوانه على اليمن ؟
للأسف ان العدو لم يشن عدوانه من أجل شرعية من لا شرعية له .
ولم يأت لقتل الآف اليمنيين من أجل محاربة المد الإيراني وحماية الأمن القومي العربي والعالمي من الخطر الإيراني .
إن الصمود والاستبسال الذي ابداه شعبنا اليمني بشجاعة جيشه ولجانه الشعبية وتضحياتهم في الجبهات،هو ما افشل مخطط العدو وفضح أهداف تحالفهم.
فالعدو الذي يحتل عدن وأبين ولحج والضالع وحضرموت وشبوة وجزءاً من مارب والجوف ،والسواحل اليمنية ،يهدف إلى احتلال والسيطرة على منابع النفط وباب المندب والجزر اليمنية ذات الاستراتيجية العالمية ،وهو ما يجري في سقطرى وميون وحنيش من قبل قوات الاحتلال الاماراتي الذي أقام فيها قواعد عسكرية ،وما قامت به السعودية في حضرموت من التوغل في الأراضي اليمنية بمساحة تفوق 42000كيلومتر مربع ،وقيامها بنقل العلامات الحدودية بين البلدين ،كل هذا يكشف مخطط وأهداف العدوان .
فهل إعادة شرعية هادي تتوجب إقامة قواعد عسكرية في الجزر اليمنية وهل محاربة إيران يستدعي نقل العلامات الاسمنتية والتوغل في الأراضي اليمنية ؟
فهل حان الوقت لإحلال السلام في اليمن ،ووقف نزيف الدم اليمني؟
للأسف أن الكل يتكلم أن السلام لن يأتي إلا عبر الحوار والعودة إلى طاوله المفاوضات .
وما سمعناه سابقا وبتنا نسمعه اليوم من مبادرات لإحلال السلام في اليمن ،عبر الحوار ومنها مفاوضات جنيف والكويت ومبادرة كيري ومفاوضات مسقط ،ومبادرات المبعوث الأممي ولد الشيخ والتي كثرت وتعددت وتنوعت بنودها والتي للأسف هي شروط قوى العدوان،وحسب رؤية السعودية وأمريكا،وتحقق أهداف عدوانهم.
والآن بعد 1000يوم من العدوان ،والذي أصبح العدو يبحث عن مخرج من المستنقع اليمني وخاصة السعودية،والتي لجأت إلى روسيا لإخراجها من هذه الورطة.
فهل ستنجح روسيا في إنقاذ السعودية ،وإحلال السلام في اليمن؟
الواقع يقول إن الحل وإحلال السلام في اليمن لن يأتي عبر أمم متحدة أو روسيا،فالكل يبحث عن مصالحه ومنها روسيا ،فالمصالح تغلب على الإنسانية .
فأمن المنطقة واستقرارها لن يأتي ما لم يحل السلام في اليمن وتنعم بالاستقرار . ولكن الواقع يقول عكس ذلك من خلال ما تم تسريبه من مبادرات أو خارطة طرق للحل في اليمن ،فهي في مجملها تصب في صالح تحالف العدوان ومرتزقتهم،وتحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب ،ومنها الأقلمة، وتقسيم اليمن على أساس طائفي ومذهبي ، والاستفتاء على الدستور الجديد،الذي يجعل من اليمن تحت الوصاية الخارجية، وتنفيذ مخرجات الحوار.
والتي لن تأسس ليمن آمن ومستقر ولن تأتي بالسلام للمنطقة كافة .
فهذه من أبرز البنود التي تتطرقت لها اغلب المبادرات التي قُدمت من قبل ولد الشيخ .
فهل بعد القتل والدمار والخسائر التي قدمها شعبنا،ورفضه الخضوع والاستسلام لمشروعكم ومنها الأقلمة والدستور الجديد الذي رفضته القوى السياسية المقاومة للعدوان ممثلة في المؤتمر وحلفائهم وأنصار الله وشركائهم،تريدون تحقيقها اليوم عبر الحوار والمبادرات .
فأي سلام لا يحفظ لليمن وحدته وسلامة أراضيه واستقلاله وسيادته،ليس بسلام ولن نقبل به .
فأي مبادرة لا تلزم قوى التحالف بوقف عدوانه على اليمن،ورفع الحصار، وخروج قواته من الأراضي اليمنية وإعمار مادمرته عاصفته،وترك اليمنيين يتحاورون فيما بينهم دون تدخل خارجي ،يعني حوارا يمنيا يمنيا خالصاً ،وبعدها يكون حوار يمني سعودي إماراتي،فهي مبادرة حل وسلام.
ما لم فالشعب اليمني يعرف طريق الحل، والسلام وهو مواصلة الصمود والاستبسال والتضحية والجهاد في جبهات العزة والكرامة وخاصة جبهات ماوراء الحدود.
وعاش اليمن حراً أبياً والخزي والعار للخونة والعملاء.