*العاصمة صنعاء عانت من تراجع في أضوائها الليلية بنسبة 93%
الثورة/أحمد الطيار
من المعروف والمسلم به الآن أن تلألئ الأضواء الليلية يرتبط بقوة بإجمالي الناتج المحلي ،إذ أن البلدان الغنية عادة ما تكون اكثر إضاءة في المتوسط ،لكن الأدلة الحديثة تظهر بشكل أكثر وضوحا أن التغيرات في كثافة الأضواء عادة ما تقتفي اثر نمو إجمالي الناتج المحلي السنوي . بعبارة أخرى ،ربما تكون هناك علاقة تناسبية بين التغيرات في كثافة الأضواء والتغيرات في إجمالي الناتج المحلي .
ووفقا لمؤشرات أولية من نتائج مسح ميزانية الأسرة للعام 2014م والمسح التتبعي 2016م المنفذ من الجهاز المركزي للإحصاء يؤدي هذا إلى زيادة استخدام الأضواء الليلية كمؤشر على مستوى النشاط الاقتصادي .وفي المناطق المحرومة من التنمية أو المتأثرة بالصراعات على نحو خاص ،حيث يكون توفر بيانات مفصلة وذات مصداقية من المسوح أو التعدادات محدودا .
ويقول تقرير عن ذلك: لقد أصبحت بيانات الأضواء الليلية مصدرا مفيدا علميا فقد استخدمت الدراسات الحديثة الأضواء الليلية لبحث نمو المدن في أفريقيا جنوب الصحراء عام 2012م وانشطة الإنتاج في بلدات محاصرة في الضفة الغربية 2014م وشكل المدن في الصين وفي الهند 2016م .
وتشمل صور الأقمار الصناعية للأضواء الليلية تقريبا جميع المناطق المأهولة بالسكان في العالم ومن بينها اليمن وتسجل متوسط كمية الأضواء الملحوظة في كل نقطة (بيكسل )من الصورة خلال فترة زمنية معينة .
تقدم سلسلة برنامج الأقمار الصناعية الدفاعية للأرصاد الجوية سنويا صورا مركبة لليال صافية من العام 1992م إلى عام 2012م .
وكانت نقاط الصور (البيكسل )اقل من كيلو متر واحد شمال -جنوب وتتراوح بين نصف كيلومتر وكيلومتر في عرضها من جهة الشرق –الغرب ،مما سمح للباحثين بدراسة تساؤلات على نطاق مكاني صاف نسبيا على مستوى العالم.
ومنذ العام 2012م أصبحت مجموعة عالمية جديدة من الأضواء الليلية متاحة على المستوى الشهري وقام بجمعها القمر الصناعي فيبرس التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا .
وكما هو واضح فإن القمر فيبرس اقوى واكثر تخصصا من الأقمار السابقة التي تستخدمها برامج الأقمار الصناعية الدفاعية للأرصاد الجوية ،ويتمتع بالقدرة على التقاط صور اكثر دقة .
وبدأت الدوائر البحثية لتوها في بلورة قدرة صور القمر فيبرس على رصد التغيرات الاقتصادية في أنحاء العالم .
وتظهر الصور التي التقطها القمر فيبرس فوق صنعاء بين يناير ومايو 2015م انخفاضا حادا في شدة الأضواء بداية من مارس 2015م وهو الشهر الذي شهد تصاعد الحملة الجوية السعودية على صنعاء وبحلول إبريل 2015م كان اثر الأضواء فوقق صنعاء قد اختفى ،وباستخدام متوسط شدة الإضاءة بين يناير 2014م ومارس 2015م كمقياس يتضح أن كل المحافظات شهدت تراجعا في كثافة الأضواء بين إبريل وأغسطس 2015م وبشكل واضح تفاوتت الخسائر بين المحافظات وخسرت اقل المحافظات تأثرا المهرة 17 % من الإضاءة الأساسية بينما خسرت محافظات اكثر تأثرا بالصراع شبوة وإب وصنعاء ما يصل إلى 80 % وعانت العاصمة نفسها من تراجع في أضوائها الليلية بنسبة 93 %.ماذا يعني هذا الفاقد في الإضاءة بالنسبة لمستوى النشاط الاقتصادي ؟ باستخدام معدل مرونة إجمالي الناتج المحلي العالمي من الإضاءة الذي يبلع227 % سيتضح أن خسائر الإنتاج خلال الشهور الأولى فقط من الصراع في المحافظات الأكثر تأثرا كانت تتراوح بين 22،و25 %.