أهمية الدفاع الجماعي
يحيى صلاح الدين
من السنن القرآنية أن أي جماعة أو أمة تمتلك رؤية واحدة تعتبر قوة لا يمكن خرقها أو القضاء عليها أو هزيمتها من أي قوة في العالم ويكون لهذه الأمة بسبب اجتماعهم على رؤية وهدف واحد طاقات هائلة وتعزيز نفسي فيما بينها كبير ينعكس أثره على أفراد الجماعة ويحفزهم لبذل جهود وتفان اكبر لصالح الأمة ويعزز ويوجد قدرة كبيرة على مواجهة الأخطار والأعداء وهزيمتهم بشكل مؤكد في حين لن يكون هناك اثر يذكر في مواجهة هذه الأخطار والتحديات بشكل منفرد وهذه السنة القرآنية عرفها معشر النمل التي تقدس العمل الجماعي وثقافة المصلحة العامة فكل نملة لها عمل تصب في مصلحة وخدمة الجماعة فهناك جزء من النمل الجندوة مهمته حماية أفراد الجماعة من أي خطر محدق بها وهناك جزء مهمته البناء وجزء آخر للتربية وآخر للحفاظ على الغذاء والتخزين وغيرهم وكل عمل يقومون به هو لصالح أمة النمل وتصب في سد الثغرات أمام الأخطار والأعداء لذلك وبسبب عقيدة العمل الجماعي لدى النمل لا يوجد لدى أمة النمل فقير أو نملة بدون سكن مستأجرة عند حشرة أخرى ولا يوجد نملة جائعة بل وصلت بهم الروح الجماعية إلى تخصيص بعض النمل برعاية أي نملة حدث لها إصابة عمل أو أي إعاقة.
فبالله عليكم أليس من المعيب والمحرج لبني البشر أن يكونوا في ثقافتهم وأنانيتهم اقل مستوى من أمة النمل لو كانت لنا روحية العمل الجماعي لاستفدنا كلنا ولكان من السهل تجاوز التحديات والأخطار التي تحاك ضدها من قبل الأعداء، هناك مخطط أمريكي إسرائيلي لتعميق النظرة الفردية وتضخيمها ليسهل عليهم القضاء على أمتنا فلو تأملنا عدد المسلمين والذي يصل إلى مليار ونصف المليار والذي يقف عاجزا أمام عدد اليهود الصهاينة والذي يبلغ ثمانية ملايين تقريبا ذلك لأن روحية العمل الجماعي والدفاع الجماعي غائبة وغيبت عن ذهنية المسلمين بسب مكر اليهود والتضليل الذي مورس عبر وسائل الإعلام الذي جعل العمل على مواجهة العدوان والمنكر مخصصاً لجهات معينة وليس من صلاحيات أحد غيرها.
وجاءت فكرة التدخل الدولي وسيادة الدول علينا فقط، إما هم فيحق لهم التدخل في شؤون أي دولة أو أمة أخرى ويحق لهم ارتكاب أبشع الجرائم بحق المسلمين بسبب وأعذار واهية وكاذبة كالحفاظ على حقوق الإنسان والدفاع عنها، أما نحن الدول المسلمة لاحق لهذه الدولة المسلمة الحديث والاعتراض على ظلم جماعة مسلمة أخرى في دولة أخرى وهكذا تم فصل المسلمين عن بعضهم البعض ونحن من لدينا قرآن كريم كلام رب العالمين يقول “إنما المؤمنين إخوة” وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
وكم هناك من أوامر إلهية تدعونا وموجهة لجماعة المسلمين بأن يقوموا بكذا وكذا كقاتلوا الذين يقاتلوكم، الاعتصام الجماعي (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) البشر كلهم يعرفون قيمة التوحد ولكن كيف ما هي على أي أساس تعد فاشلة التوحد إذا كان على أساسات كالقومية والسلف ووووو إلخ إذاً لابد أن نعرف أن التوحد روحية الاعتصام بحبل الله حبل واحد ونترك الحبال الأخرى المعارضة لهذا الحبل الله حدد ووضح بوضوح كيف هو التوحد المجدي تعبير قوي عبر عنه الله حبل واحد منهج واحد ثمرته واحدة يوجد أشخاص على قلب رجل واحد هنا تكون لدينا أمة وجماعة واحدة قوية وقادرة على التغلب على كل التحديات وكلمة جميعا توحي بأن كل فرد مطلوب منه التحرك ضمن هذه الجماعة في مواجهة اليهود لابد أن تكون لنا روحية الإخاء والمحبة الذي يصنعه الاعتصام بحبل الله جميعا.
واليهود يعرفون ذلك ويقومون بإحياء التفرق المذهبي لأنه يفرقنا وذلك يخدمهم.
الحبل هو هدى من الله هو هدى واحد.
إذا لم يوجد انصهار في المشاعر لدى الجماعة فلن يكون لأعمالهم أي تأثير في مواجهة الأعداء لأنه اجتماع على أساس حبال متعددة والمفروض أن تكون كلها ذات قلوب متآلفة والخطير في عدم العمل الجماعي وبروحية الأمة الواحدة والمعتصمة بحبل الله سيكون البديل هو الاضطهاد والقهر والتشتت والتمزق ويكونوا كالأغنام المشتتة والفريسة السهلة للذئاب والكلاب الضالة والعياذ بالله.