¶التربوية سارة الذبحاني لـ”الأسرة”: الطفل في ظل العدوان يحتاج للدعم النفسي والتنفيس عن المشاعر المكبوتة
الأسرة / زهور السعيدي
“ماما سارة” هكذا باتت تعرف في أوساط أطفال مناطق مختلفة من حي نقم شرقي العاصمة صنعاء، تخرج على يديها المئات من الطلبة والطالبات بعد أن تلقوا أساسا تعليميا بديعا بشهادة أولياء الأمور ممن يثنون طويلا على ما قدمته وتقدمه هذه التربوية الفاضلة لأطفالهم في سنين تعليمهم الأولى من خلال روضة الأطفال التي افتتحتها وتديرها إلى الآن في حارة الشريف بمديرية آزال بالعاصمة صنعاء وبجهود ذاتية بحتة.
“الأسرة” التقت التربوية سارة الذبحاني في روضة الأمل التي تضم عشرات الأطفال من دون سن السابعة واستعرضت من خلالها هذه التجربة التربوية المجتمعية الرائدة الخاصة بها.. مزيد من التفاصيل تجدونها في التالي:
اعتمدت سارة على أساليب تعليمية رائدة في ترغيب وتحبيب الطفل على الالتحاق بمدارس التعليم الأساسي من خلال إعطائهم دروسا ومعلومات أساسية هامة في المرحلة التمهيدية وهو الجهد الطيب والمبادرة الإنسانية الرائعة التي يشيد بها الأهالي كثيرا ويجدون فيها المثال الجيد الذي ينبغي أن يحتذي به جميع العاملين في الحقل التربوي والتعليمي.
*في البداية حدثينا عن تجربتك في التعليم التمهيدي ورياض الأطفال؟
_بفضل الله تعالى استطعت أن أفرغ جل وقتي لهذه المهنة الإنسانية مع الأطفال في هذه المنطقة ومن أكثر الحوافز التي شجعتني لمواصلة هذا العمل هي استقرار الخريجين من الروضة في صفوف المدرسة دون مشاكل أو خوف كحال أغلب الطلاب الذين يجدون صعوبة في تقبل النظام المدرسي ومع متابعتي المستمرة لهم أكون في قمة السعادة حين يكرمون على مستوى المدارس ومازال في ذكرياتهم روضة الأمل ومربياتهم عشر سنوات أمضيتها معهم بكل حب وإخلاص وسأظل للأطفال ولأجل الأطفال في هذه المنطقة هذه هي رسالتي التي أقدمها لمجتمعي ولبلادي.
*هناك إشادة كبيرة وارتياح من قبل الأهالي لما تقومين به كيف استطاعت سارة أن تحظى بهذه المكانة وما هي الوسائل التي تعتمدينها لترغيب الأطفال في التعليم؟
_كما ذكرت سابقاً فلو أن أولياء الأمور لم يلمسوا الأداء الجيد الذي تقدمه الروضة لما وصلنا إلى هذه المرحلة من النجاح و ثقة المحيطين برغم كل الصعوبات التي نواجهها وقلة الإمكانيات إلا أن المرحلة الأولى هي الروح المرحة و النزول لمستوى وعقلية الطفل والإدماج في عالم الطفولة الممتع ساعد كثيراً على تحقيق النجاح وفي المرحلة الثانية تأتي الألعاب التربوية و الذهنية المختلفة و القصص وربط الطفل بأهم القيم المجتمعية وأهم ما جعلني أقاوم كل التحديات والضغوط التي تواجه الروضة إيماني العميق بحاجة الأطفال في ظل هذه الأزمة للدعم النفسي من خلال التنفيس عن المشاعر المكبوتة لدى الطفل ففي هذا السن فهم أكثر من يحتاجون لبرامج الدعم النفسي و الألعاب و الإشباع العاطفي والنفسي كي يتمكن من الانخراط في حياته الاجتماعية بكل ثقة.
*برأيك ما هي القواعد المطلوبة لإيجاد طفل يحب التعليم بحيث ينطلق من رياض الأطفال إلى المدارس برغبة وشوق للتعليم؟
_هناك الكثير من القواعد التي من شأنها إيجاد طفل يرغب في التعليم ومنها توحيد الفئات العمرية لكل صف في التمهيدي أو الروضة.
والاختيار المناسب للمربية التي ستكون مع الأطفال لساعات فلابد أن تكون محبة للعمل ومرحة و حازمة في نفس الوقت وغيرها من الصفات التي يطيل شرحها بالإضافة إلى توفير المناخ الآمن والمريح للطفل داخل الروضة بحيث يمارس كل أنشطته بحرية دون قيود وكذلك تعريف الأطفال بالواقع خارج نطاق الأسرة الصغيرة وندع له مجالاً لاكتشاف كل ما يحيط به و بحياته المستقبلية ويتم ذلك من خلال التعاون بين المربية و ولي الأمر في كل مراحل الدراسة والمشاركة في متابعة سلوك و ميول الطفل وتعديلها مع الحرص على عرض الرسومات وأهم السلوكيات على المختصين في دراسة سلوك الأطفال ومواكبة كل جديد في عالم التربية للأطفال و تطعيم العملية التربوية و التعليمية بأهم المدارس الحديثة.
*كيف يمكن بناء تعاون وثيق بين أولياء الأمور ورياض الأطفال لضمان تربية سليمة منذ الصغر؟
_تنشأ التربية السليمة لدى الطفل من خلال توحيد آلية التعامل مع الطفل في البيت أو داخل الروضة بحيث لا يكون فيها انفصام تربوي يصيب الطفل بحيرة لا يعرف من خلالها التمييز بين واقع المدرسة أو الروضة بواقع حياته المعاشة ، و كذلك من خلال المصداقية في موافاة الأسرة بالتقارير الفصلية وهذه الطرق تأتي بثمرها خاصة عند الأسر التي تتحلى بالصبر والمرونة وتتفهم طبيعة المرحلة العمرية التي يكون فيها الطفل في مرحلة الروضة.
*ما هي الصعوبات التي تعترض الروضة التي تديرينها خاصة وأنها بجهد ذاتي؟
_للأسف تعتبر أهم الصعوبات التي أواجهها هي عدم تفاعل وتشجيع الجهات المختصة كالمجلس المحلي أو إدارة المنطقة التعليمية ، وعدم توفير التسهيلات التي من خلالها نتمكن من ممارسة العمل في الروضة بشكل رسمي كما نطمح ، بل على العكس يضعون العراقيل في طريق إتمام المعاملات والتعامل مع الروضة كمشروع ربحي بحت ، دون الأخذ بعين الاعتبار سنوات العطاء الذاتي و كذلك عدم تقدير الوضع الصعب الذي تمر به البلاد.