الهوية الإسلامية في مواجهة تحديات العصر

 

 

 

 

*كيف نحمي أجيالنا من خطر الاختراق الحضاري: 1-3

الثورة/ عادل أبوزينة

هيمنة القطب العالمي الأوحد في التحكم في قرارات العالم ومصائره شكلت بكل يقين ظلماً كبيراً على الدول والشعوب، وفي ظل هذا التوحش وهيمنة القطب الواحد، ما هي السبل للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية وصيانة الأجيال من محاولات الاختراق الحضاري.
من خلال وهم العولمة تحاول أمريكا تسويق الحياة على الطريقة الأمريكية والجميع يدرك أن نموذج الحياة الأمريكية يمثل الخواء الوجداني والإنساني الشامل.. إنه الخواء بكل تفرعاته ومن الغريب والحال كذلك أن يجد هذا النموذج من يحاول السير على منواله، وهنا تكمن أهمية الحفاظ على الهوية التاريخية للشعوب وعدم الانجرار إلى هاوية الإنحلال والتجرد من الموروث وثوابت الأرض والإنسان.
هنا مجموعة من الأساتذة الأجلاء أسهمت في إنارة السبل الكفيلة بصيانة أجيالنا العربية من خطر الغزو الفكري والثقافي والإعلامي وكانت هذه المحصلة:

الأستاذ/ أحمد الجبلي:
من المبادئ الحضارية الثقافية العامة أن ليس ثمة ثقافة أو حضارة تستطيع أن تعزل نفسها في مقصورة لا يدخلها التأثير.
ويشهد التاريخ الحضاري للإنسانية هذا التلاقح بين مختلف الثقافات والحضارات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وبطريقة إيجابية ولم يطرأ على بعضها الانعزال والتقوقع إلا في فترات محددة.
وأن أطروحة ما يسمى بـ» صراع الحضارات» الا تعبير عن إحدى اللحظات العابرة النادرة في تاريخ ظهور الثقافات في العالم.
أضف إلى ذلك أن ثمة مبادئ أخلاقية وعلمية عامة شاملة في كل الحضارات ولو أن ذلك لا يعني بالضرورة غياب الاختلافات في العديد من القواعد الأخلاقية اليومية لدى الشعوب وهذا ليس من الدقة القول بعزل أنفسها عما يدور من متغيرات على مختلف الأصعدة الإنسانية.
أما بشأن موضوعة الانتماء وتحصين الإنسان العربي بالمفهوم العام( الدين- الأخلاق- العرف) فإن ما نحن بحاجة ماسة إليه هو توافر الشروط الحياتية الضرورية لتأهيل الأجيال لحب وطنها والحفاظ على قيمها الثقافية والاعتزاز بمجدها الغابر وبحاضرها بكل ما فيه من أوجاع وصعوبات مع العمل المستمر لتحسين شروط هذا الفخر بالماضي والحاضر.
اضرب مثلاً صغيراً من تاريخ الاحتلال البريطاني لعدن ومدى تأثيره في حياة الناس الدينية والأخلاقية العامة حيث نجد أن تأثيره الديني مثلاً لم يتجاوز أربعة أشخاص فقط مع العلم أن الهيئات المسيحية (الخيرية) كانت لديهم مستشفيات ويقدمون خدمات طبية للمواطنين، إلا أن ذلك لم يفت في عضد الانتماء الإسلامي لليمنيين، هذا مع أن الاحتلال البريطاني الذي نحتفل بالذكرى الخمسين للاستقلال الوطني استمر منذ العام 1839م حتى 30 نوفمبر 1967م وكما يرى القارئ طول هذه الفترة التي تتجاوز مائة وتسعة وعشرين سنة ومع ذلك انتهى الاحتلال ولم يبق أي منتمٍ إلى الديانة المسيحية مطلقاً أن التعامل مع الثقافة المعاصرة سواء أتت من الشرق أو الغرب ينبغي أن تتسم بعقلانية صارمة على أسس المبدأ (التمييزي) الذي بمقدوره أن يفرق بين الحق والباطل على الصعيد السياسي والثقافي والحضاري التمييز بين النفعي والمبتذل وبين المصلحة الوطنية.
الدكتورة وهيبة أحمد صبره – نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني:
الحفاظ على ثوابت الهوية العربية الإسلامية من أجل إيجاد أجيال نافعة لنفسها ونافعة للمجتمع يمر من خلال العودة إلى التمسك بالهوية الوطنية وقيام الدولة العادلة الديمقراطية القادرة على أن تجعل المواطن لا يعيش أكدار الحاجة للمتطلبات المعيشية، إذا استطاعت الدولة أن تحقق للمواطن العادي الحياة الكريمة لأشك أن الإنسان العربي سيتمسك بهويته العربية الإسلامية وسيفخر بها وإذا بقيت الأوضاع في الوطن العربي كما هي الآن في الوقت الحاضر فالهوية والثوابت في طريقها إلى التشظي والانحلال.
يجب أن تتوفر للمواطن العادي أدنى مقومات الحياة ويجب خلق المواطنة العادلة لكل المواطنين لا دولة طائفة أو مذهب ويجب أن تكون مناهج التعليم حاملة للفكر الوطني الذي يعزز حب الوطن والاعتزاز بالهوية الإسلامية.
الأستاذ عبدالله حسن الراعي:
يقول الله تعالى «الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ» فالهداية والعز والنصر والسؤدد والكرامة في هذا الدستور الإلهي كما قال سبحانه وتعالى «وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ» معنى الذكر هو العز الأبدي ولكن للأسف حينما تخلت الأمة عن مسؤوليتها وثقافتها القرآنية ابتلوا بثقافة الغرب الانحلالية ومن ضمنها تغذية الأجيال بثقافة الانحلال والهزيمة النفسية أمام القائمين على المناهج ووسائل الإعلام ووزارة الأوقاف ومن له صلة بتربية الأجيال تصحيح الأفكار الهدامة للروابط الاجتماعية وهذه مسؤولية أمام الجميع كما قال النبي «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» والله يقول «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا» والعز يكون بالله سبحانه وقال تعالى « وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ» ولن يكون نصرنا وعزنا بكثرة عدداً أو مال أو حلفاء إنما النصر من عند الله «ولينصرن الله من ينصره» يا أيها اليمنيون عودوا إلى أمجادكم أمن فرسان الإسلام وبالإسلام انتصرتم وبالتوحيد والوحدة والتلاحم ثبتم وهذه وصية الله في كتابه «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ» فليكن ولاؤكم للقيادة الربانية التي أسى دعائمها الشهيد القائد الذي أفنى طاقاته من أجل شعبه ودينه.
الأستاذ عبدالفتاح إسماعيل الكبسي:
حماية أجيالنا العربية من الغزو الفكري والإعلامي يكون بتعليمهم التعليم الصحيح، التعليم الذي يزيل حالة الجهل والعمى ويولد البصيرة والهدى، تعليم الدين الإسلامي الأصيل الجامع غير المفرق وتربيتهم التربية الإسلامية القائمة على الأخلاق والفضائل من توقير الكبار ورحمة الصغار والرأفة بالحيوان وحسن الجوار والشجاعة والعزة وخاصة ونحن نخوض غمار هذا العدوان الهمجي الذي يتطلب منا جميعاً الدفاع عن الأرض والنفس ورفد جبهات القتال بالسلاح والأبطال ليخوضوا معركة استقلال القرار الوطني وبطبيعة الحال الغزو اليوم لابد أن يواجه على جميع الأصعدة، الفكري بالفكر والعسكري بما يردعه ويرده خائباً، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وتلاوة القرآن فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله».
فتحصين الجيل العربي بالتعليم وتسليحهم بالعلم وتربيتهم على المكارم كل هذا يعزز الهوية الحضارية للإسلام ونستطيع الانتصار بإذن الله في كل الميادين.
الأستاذ حسين المعافا:
الأجيال هم ثروة الأمة وبوعيهم تزداد الأمة الإسلامية وعياً ورفعه وبتحصينهم بثوابت الثقافة القرآنية والأخلاق الفاضلة نبني جيلاً متحملاً لمسؤولياته فلا تؤثر فيهم أفكار العولمة ورأس حربتها أمريكا وإسرائيل هذه العولمة التي يحاول أعداء الوطن العربي أن يزرعوا بذورها في عقول الناشئة والشباب ليسهل عليهم بعد غرس هذه الشجرة الخبيثة التغلغل في الأوطان ونهب الثروات وتبديل الأفكار والاتجاهات، إذن الهوية الإسلامية قادرة على تحصين الشباب وبهذه الهوية تعزز الصمود أمام هذا الكم الهائل من المغريات وصدق الله القائل «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ» وصدق رسوله الكريم الذي أرشدنا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم «علموا أولادكم فإنهم خلقوا لزمن غير زمانكم».
الدكتورة إسهام الإرياني:
الحفاظ على الهوية الإسلامية من أجل صيانة أجيالنا من محاولات الاختراق الثقافي والإعلامي يبدأ من مراحل التعليم الأساسي يحب أن نغرس الولاء الوطني في نفوس شبابنا منذ البواكير الأولى، ليكون لدى الشباب القدرة على مواجهة متغيرات العصر بما في ذلك تحديات الغزو الحضاري خاصة وأن العالم أصبح اليوم قرية واحدة. يجب أن نعد شبابنا إعداداً جيداً وسليماً يكون سلاحهم في مواجهة كل ما يمر عليهم من أفكار دخيلة أو جديدة بحيث يستطيع أن يستوعب الغث من السمين.
الأستاذ أحمد عاطف:
نحصن أنفسنا وأجيالنا بالثقافة القرآنية التي جاء بها رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وجاءت بها الشريعة الغراء وذلك في إطار مواجهة الغزو الفكري والثقافي والإعلامي الذي تمارسه قوى العدوان والاستكبار على وجه الأرض، كل فكر بمثله، حتى ينشأ جيلاً يعرف العدو الحقيقي لهذه الأمة.
وقد أشار الشهيد القائد رضوان الله عليه إلى خطورة دخول أمريكا إلى اليمن وكذلك خطرها على الأمة العربية والإسلامية، ونحن نعايش اليوم ماذا صنع الرئيس الأمريكي في المملكة السعودية حيث استطاع أن يغير مناهجها التعليمية والتربوية بل وصل الأمر أن يتدخل على مستوى إعداد الخطاب الديني، كل ذلك على طريق نزع الهوية الإسلامية وفرض ما يمليه أعداء الأمة في وجود أسرة متسلطة تخلت عن قيم العروبة والإسلام وأصبحت أداة طيعة للفكر الأمريكي الصهيوني.

 

قد يعجبك ايضا