نظن جميعًا أن اتصالاتنا اللاسلكية بتقنية Wi-Fi مؤمنة إلى أبعد الحدود بمجرد استخدام بروتوكول التشفير المعروف WPA2، ولكن ومع الأسف، يبدو أن هذه المعلومة لم تعد صحيحة، خاصة بعد ما طرحه مجموعة من الباحثين من دراسات تؤكد أن بروتوكول الحماية المذكور قد تم اختراقه بالفعل.
ماذا يعني هذا؟ يعني أن أي مخترق قد يصبح قادرًا على اختراق اتصالك اللاسلكي عبر Wi-Fi بمجرد وجوده بالقرب من موقع شبكتك في المنزل أو العمل، وباختراقه لشبكتك سيتمكن من الاستيلاء على كلمة مرورك إلى الشبكة، والتلصص على كافة أنشطتك على الإنترنت، والاستيلاء على كافة البيانات التي يتم استقبالها وإرسالها عبر الشبكة، بما فيها كلمات المرور التي يتم وضعها على المواقع أو حتى لقطات الفيديو التي ترسلها الكاميرا الخاصة بمراقبة منزلك.
فقد كشف مجموعة من الباحثين عن اكتشافهم لوسيلة جديدة تستخدم لاختراق شبكات Wi-Fi تسمى KRACK اختصارًا لـ Key Reinstallation Attacks أو هجمات إعادة التثبيت الرئيسية بالعربية، وهي وسيلة قادرة على استغلال نقاط الضعف في تأمين شبكات الإنترنت اللاسلكية، مما يسمح للمخترق بالتلصص على البيانات المتداولة بين الأجهزة المتصلة وبين نقاط الاتصال اللاسلكي، مستغلًا الشبكات المؤمنة ببروتوكول WPA2 الذي يستخدمه أغلب الناس منذ ما يقرب من 13 عامًا.
وكان قد تم الكشف عن هذه الثغرة الجديدة للمرة الأولى عبر موقع “أرس تيكنيكا” الذي أكد أن فريق الولايات المتحدة الأمريكية لطوارئ الكمبيوتر US-CERT قد انتبه لوجود وسيلة تمكن المخترقين من استغلال نقاط الضعف في بروتوكول الحماية WPA2 المستخدم في حماية الاتصال بشبكات Wi-Fi.
كما أكد تقرير الموقع على إشارة الباحثين إلى أن أكثر من 41% من الهواتف الذكية العاملة بنظام تشغيل أندرويد معرضة لهجمات اختراق الاتصال عبر Wi-Fi باستخدام هذه الطريقة. كما أكد التقرير إلى أن أغلب الأجهزة المتصلة لاسلكيًا عرضة لهذا النوع من الاختراقات الذي ستصحبه تداعيات خطيرة مثل التلصص وسرقة البيانات أو زراعة فيروسات طلب الفدية التي انتشرت في الآونة الأخيرة على نطاق واسع في كافة أنحاء العالم.
ومن المتوقع أن تفصح مؤسسة US-CERT عن التفاصيل الكاملة الخاصة بهذه الثغرة في تقرير رسمي وبيان صحفي سيتم نشره يوم 1 نوفمبر المقبل، كما تعمل المؤسسة على اكتشاف سبل مكافحة هذه الهجمات وكيفية الوصول إلى التأمين الأمثل لشبكات Wi-Fi.