الحديدة/ غمدان أبو علي
مهنة الصيد أضحت مخاطرة حقيقية، فمن نجا من أمواج البحر فلن ينجو من طائرات العدو، والنتيجة رزوح محافظة الحديدة تحت تهديد الجوع وخراب الديار..
هكذا كان الحال في محافظة الحديدة، وهكذا استمر العبث بأرواح الصيادين ومصادر رزقهم، ولم ينتبه الجميع إلا بعد أن ثارت ثائرة الصيادين هناك، ولكنها صرخة ما لبثت أن تلاشت.
“الثورة” تلمست أوضاع الصيادين البسطاء في سواحل الحديدة للوقوف على كل تفاصيل المشكلة والتقت كلاً من الصياد والمسؤول، وخرجت بهذه الحصيلة:
لتكن البداية مع الصيّاد محمد النهاري، حيث قال:أنا أعول أسرة مكونة من سبعة أولاد بالإضافة إلى والدتي وزوجتي، وكنت أمارس مهنة الصيد كونها مصدر رزقي الوحيد، ولكن منذ بدء العدوان السعودي على بلادنا وحتى الآن لم أتمكن من ممارسة مهنتي والسبب ان طيران العدوان يستهدفنا وقوربنا، الأمر الذي جعلني أنا وأسرتي لا نجد لقمة عيش تسد جوعنا.
وأضاف: اليوم أصبح الوضع كما تشاهد (كارثياً) فالمجاعة طرقت أبواب منازلنا، والمرض فتك بالصغير والكبير،والمعونات التي نحصل عليها من المنظمات والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال لا تكفي.
نقف عاجزين
كما تحدث الصياد، سالم عبدالله حنيش، بالقول: إن الدخول إلى البحر أشبه بالانتحار فطائرات العدوان السعودي “لا سامحهم الله” يستهدفونا وقواربنا،ونتيجة هذا العمل الإجرامي واللا إنساني أصبح حالنا لا يسر صديقاً أو عدواً، فأولادنا يموتون من الجوع أمام أعيننا ونحن نقف عاجزين لا حول لنا ولا قوة إلا الدعاء لله رب العالمين ان يفرج عنا ما نحن فيه.
ويضيف: يا أخي علينا أن نضع حداً لهذه المهزلة التي تسبب بها العدوان الشيطاني ومن يحالفهم،وعليهم أن يعلموا أننا سوف نصبر على الصبر وسيأتي الفرج من عند الله وسوف ينتصر الشعب اليمني على آل سلول.
استهداف الصيادين
أما، رئيس ملتقى الصياد التهامي الاجتماعي للتنمية بالحديدة، محمد الحسني، فقد أكد بدوره أن العدوان يستخدم قوة مفرطة بحق الصيادين،بالرغم من انها شريحة مسالمة ولا تشكل أي خطر.
ويضيف: يعترض العدوان الصيادين أثناء مزاولة مهنة الصيد في عرض البحر، ويعمل على ممارسة تحقيقات قاسية معهم ويتخللها الضرب والاهانة والإذلال والتهديد بالقتل، وبعد تفتيش دقيق لقوارب الصيادين والتأكد بأنها لا تحمل أسلحة يقومون بتدمير القوارب أو إحراقها أمام أعين الصيادين ومن ثم يتم إطلاق سراح البعض، والبعض الآخر يتم اعتقالهم.
واختتم الحسني حديثه قائلاً: إن الجرائم التي ترتكب بحق الصياد التهامي هي جرائم يندى لها الجبين وجرائم ضد الإنسانية خاصة وان طيران العدوان استهدف وبصورة مباشرة (170) من الصيادين،بالإضافة إلى تضرر نحو (300) ألف، يد عاملة تعمل في مجال الاصطياد، ناهيك عن تضرر التجار والمصدرين للأسماك الذين تكبدوا خسائر فادحة.
جرائم حرب
أما الأخ، عبدالملك صبرة مدير عام الموانئ ومراكز الانزال السمكي بالحديدة، فقد ناشد المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الانسانية والحقوقية بأن يطلعوا على ما يعانيه الصياد التهامي وان يعملوا بما تملي عليهم ضمائرهم وواجباتهم التي يتغنون بها على مدى الزمن فحان الوقت ان يضطلعوا بدورهم الإنساني.
وأضاف: مصير الصياد التهامي مجهول وسيتضرر كثيراً حيث سيعاني من المجاعة كون الظروف الاقتصادية سيئة بالنسبة لهم كون البحر هو مصدر رزقهم الوحيد؛ لقد فاقم العدوان السعودي من معاناة الصيادين بل فاقم من معاناة شعب بأكمله وهذا يعتبر من جرائم الحرب والتي لن تسقط بالتقادم حيث ستتم محاكمة كل من تسببوا في ارتكاب تلك الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني وعلى رأسهم مملكة آل سلول.
تدمير ممنهج
وبدوره أوضح الأخ، عبدالقادر الوادعي، رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية في موانئ البحر الأحمر، أن الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع السمكي بمحافظة الحديدة نتيجة الاستهداف المباشر لطيران العدوان السعودي للصيادين وقواربهم وموانئ ومراكز الانزال السمكي فاقت الـثلاثة مليارات و114 مليونا و330 ألف دولار؛ هذا إلى جانب تأثر قطاع الثروة السمكية تأثراً كبيراً بفعل العدوان السعودي، حاله كحال القطاعات التجارية والاقتصاد اليمني الذي تعرض للتدمير والاستهداف بطريقة ممنهجة بهدف إفقار البلاد وإخضاع شعبها.
أضرار مباشرة
وأضاف:بلغ عدد الصيادين الذين فقدوا مصادر دخلهم 36.688 صياداً،وفي الساحل الغربي نزح الكثير من صيادين ( المخا – ذوباب – يختل – ميدي )، فيما بلغ عدد قوارب الصيد التي دمرها العدوان السعودي بشكل كلي في سواحل محافظة الحديدة 204 قوارب بخسارة بلغت أربعة ملايين و 713 ألف دولار، في حين لم نتمكن من حصر القوارب المدمرة في محافظة تعز كونها منطقة مواجهات عسكرية ، كما تسبب العدوان في أضرار مباشرة على المصدر المعيشي لأكثر من مليونين ونصف مليون نسمة، كما تسبب القصف المتواصل من قبل طيران العدوان السعودي في تدمير مراكز الإنزال الأمر الذي أدى إلى توقف أربعة آلاف و586 قارباً عن العمل معظمها بمديرية ميدي بمحافظة حجة ومدينة ذوباب وميناء المخا بمحافظة تعز، قدرت خسائرها بـ 655 مليوناً و170 ألف دولار.
استهداف الصيادين
وواصل الوادعي حديثه قائلاً: للأسف نشاط المصدرين للأسماك من الشركات والافراد تأثر بشكل كبير بفعل العدوان السعودي الامريكي حيث أن عدد المصدرين للأسماك والأحياء البحرية من الشركات والأفراد الذين توقفت أعمالهم خلال الثلاثة الأعوام الماضية بلغ 28 مصدرا، كما توقفت شركة با مسلم للتصدير والاستزراع السمكي بشكل تام جراء الاستهداف المباشر لها من قبل طيران العدوان السعودي، والتي كانت تنتج ألف طن سنويا من اسماك الجمبري كما بلغ عدد المنشآت التي توقف نشاطها جراء انخفاض الإنتاج السمكي أكثر من 50 منشأة متنوعة ما بين مصنع ومعمل تحضير وغيرها مما ترتبت على ذلك خسائر بـخمسة ملايين و262 ألف دولار كما تسبب العدوان السعودي في فقدان 18 ألفا و652 من الأيدي العاملة لأعمالهم، إضافة إلى تدني متوسط استهلاك الفرد السنوي من الأسماك سنويا على مستوى الجمهورية حيث وصل إلى اثنين كيلو ونصف بدلا عن 14 كيلو جراما بنسبة 85% كما تسبب تحالف العدوان في إلحاق أضرار بالغة بالبيئة البحرية نتيجة الصيد الجائر تحت حماية سفن العدوان قدرت هذهِ الخسائر بحوالي مليار وخمسين مليون دولار ناهيك عن تقييم الأثر البيئي الناتج عنه بحوالي 840 مليون دولار، فيما بلغت الخسائر في البنية التحتية الناتجة عن استهداف العدوان المباشر لميناءي ميدي والحيمة إضافة إلى 22 مركز إنزال بـ 13 مليونا و32 ألف دولار.