الثورة/ خالد مسعد
التجربة الفريدة والناجحة لأبطال الجيش واللجان الشعبية في الدفاع عن الاراضي اليمنية ،اضحت اليوم تطبق في بلدان عربية كالعراق وهذا بكل تأكيد محل فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني الاحرار .
فعندما تداعت علينا جحافل الشر لتنتقص من سيادتنا وكرامتنا كان مقاتلو الجيش واللجان الشعبية في الموعد حاضرين واستطاعوا ان يفشلوا مخطط السعودية وهادي في تدمير الجيش اليمني وهيكلته ، هذا المخطط الخبيث الذي فشل و تحطم أمام عزيمة رجال القبائل العظماء الابطال ، وما يسطرونه في شتى الجبهات طيلة ما يقارب الثلاثة أعوام من انتصارات تاريخية دليل قاطع وبرهان ساطع على ان انهيار المؤسسة العسكرية اليمنية لم ولن يؤثر في بلد تزخر برجال كرجال الجيش واللجان الشعبية.
مقاتلو الجيش واللجان الشعبية هم من أربكوا حسابات العدو السعودي وهم من كشفوا هزالة القوات البرية السعودية ومرتزقتها ليس في الدفاع عن الاراضي اليمنية بل في استعادة مناطق ومواقع عسكرية في نجران وعسير وجيزان.
هؤلاء العظماء هم من صمدوا ولا زالوا في أماكن سماؤها مصفوفة بالطيران وتحدوا اف 16والاباتشي وغيرها من سلاح الجو السعودي الذي يتفنن في قتل الأطفال والنساء بشكل يومي ليس أكثر.
في بداية العدوان راهنت المملكة كثيرا على حسم المعركة في بضعة أيام أو شهور ،غير ان راهنها الذي اعتمد على الخيار الجوي فشل فشلا ذريعا ،بعدما عجزت عن التقدم شبرا واحدا في الاراضي اليمنية بفضل أبطال اللجان الشعبية الذين جسدوا عظمة المقاتل اليمني العظيم ارضا وانسانا .
قد يكون هناك مقاتلون من الجيش في نهم وتعز ومأرب لكن تبقى جبهتا حرض وميدي هي من تحتضن اصحاب المعاوز من مقاتلي اللجان الشعبية الذين ألفوا طبيعتها الصحراوية وألفتهم .
شخصيا زرت هاتين الجبهتين في حرض وميدي عشرات المرات فلم أجد غير هؤلاء العظماء الذين وهبوا أنفسهم لله وللدين والوطن .
مئات الزحوفات على ميدي طيلة اكثر من عامين ،كان هؤلاء المقاتلون العظماء يصدونها ويدحرونها بكل شجاعة واستبسال ملحقين بالاعداء والمرتزقة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والمعدات العسكرية امريكية الصنع ورصدتها عدسة الاعلام الحربي وشاهدها العالم أجمع .
في جبهتي حرض وميدي لا يوجد غير رفاق عقيل الشامي وابو جبريل وابو عماد وابو حمود وغيرهم من رجال الجيش واللجان الشعبية يواجهون الطبيعة الجغرافية ويحافظون على أهم جبهتين تراهن عليهما دول الشر والإجرام .
مئات الشهداء ارتقوا الى ربهم في جبهتي حرض وميدي من مقاتلي الجيش واللجان الشعبية وهم يدافعون عن عزة وكرامة وسيادة وكرامة بلد شامخا وسيبقى شامخا بفضل أبطال سطروا ملاحم من الانتصارات الاسطورية والتي ستخلد في عمق التاريخ.
آلاف المقاتلين من مختلف مناطق محافظة حجة التحقوا بالجيش واللجان الشعبية منهم من فاز بلقاء ربه ومنهم من لايزال يواجه الابرامز والبرادلي ومن فوقهم يواجه غطاء جويا في ميدي وحرض.
ولتقريب الصورة خذوا قضاء الشرفين نموذجا، :كم قدمت مقاتلين من ابنائها في جبهتي حرض وميدي فقط وكم قدمت شهداء من ابنائها في سبيل رفع راية الوطن خفاقة في سماء الحرية والكرامة.
وحتى عندما زرت جبهة الحثيرة التابعة اداريا لجيزان، لعلي أجد مقاتلين بدون معاوز ،غير ان الواقع لم يتغير فلم أجد غير أبناء القبائل هم من يتقدمون خطوط النار الامامية وهم من يدوسون بأقدامهم الطاهرة على مدرعات وآليات العدوان السعودي الهزيل.
أتذكر عند تواجدي في الحثيرة قلت للشهيد محمد الاهنومي، لما ترجع للبلاد مر عندنا نخزن معا ،غير انه قال لي ( عندما تحسم المعركة لصالحنا سأترك مترسي وأعود غير ذلك لن أعود إلا شهيدا ) وهو ما حصل فعلا فقد نال الشاهدة وعاد محمولا على الاعناق.
في ميدي وحرض رجال وهبوا أرواحهم وأجسادهم للدفاع عن الوطن والعزة والكرامة وغيروا مفاهيم جديدة في الحروب واثبتوا ان الخيار الجوي لا يحسم معركة مهما كانت حداثته ، وهناك من يقلل من شأنهم ويغالط الحقيقة والواقع .
خذوها من الحقيقة إن أردتم, مقاتلو اللجان الشعبية هم من يدافعون عن الاراضي اليمنية في جبهتي حرض وميدي وكذلك في جبهة الحثيرة .
أكتب هذه السطور لله وللتاريخ كشخص تواجد في هذه الجبهات وبشكل مستمر ولمس حقيقة لا يستطيع احد نكرانها .