14 أكتوبر .. برع يا استعمار
عبدالفتاح علي البنوس
برع يا استعمار من أرض الأحرار ، هكذا هتف الثوار الأحرار من أبناء جنوب اليمن من نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى نهاية ستينياته في وجه المحتل البريطاني البغيض الذي جثم على صدورهم قرابة الـ 129عاما من القهر والاحتلال والاستعباد ، وفي مثل هذا اليوم من العام 1963فجر الأحرار ثورة التحرير من الاحتلال من أعالي جبال ردفان بقيادة الثائر راجح لبوزة حيث نجح الثوار في إنهاء الوصاية والاحتلال البريطاني بعد أن سطروا ملاحم بطولية غير مسبوقة في تاريخ الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق من براثن الاستعمار والاحتلال والوصاية ، وظل وهج ثورة أكتوبر مشتعلا حتى رحيل آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب في ال 30من نوفمبر 1967 يوم الاستقلال المجيد والذي تطهرت فيه أرض الجنوب اليمني من دنس المحتل الغاصب ، الذي عاد اليوم عبر أذنابه في المنطقة لفرض احتلال جديد بملامح وأهداف ومطامع الظاهر منها على أنها عربية ، في حين أن الحقيقة تقول بأنها أمريكية بريطانية صهيونية بامتياز .
واليوم ونحن نحتفل بالعيد الـ54 لثورة الـ14من أكتوبر المجيدة ، هذه الذكرى التي تحمل اليوم الكثير من الدلالات والمعاني وخصوصا وهي تأتي في ظل استمرار العدوان والحصار السعودي والإماراتي والأمريكي الغاشم على بلادنا ، بالتزامن مع خضوع أجزاء كبيرة من المحافظات الجنوبية تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي والسعودي والذي قامت ثورة 14أكتوبر المجيدة من أجل الخلاص منه وتطهير البلاد من رجس المحتل البريطاني الذي عمل على استغلال ثروات وخيرات الجنوب وتفكيك أوصاله وحال دون اندماجه مع الشمال في وحدة اندماجية .
واليوم ونحن إذ نحتفل بهذه الذكرى الغالية على قلوب كل اليمنيين فإننا نحتفل بتلكم الروح الثورية المتقدة حماسا وشجاعة وبطولة وإقداما وبسالة ، روح المقاومة الوطنية اليمنية الهوى والهوية التي تقارع اليوم قوى الغزو والاحتلال والارتزاق من أجل استعادة السيادة الوطنية والحفاظ على الهوية والوحدة الوطنية وإسقاط كافة المشاريع الصغيرة ، وإحباط كافة المخططات الشيطانية التي تستهدف اليمن الأرض والإنسان والحضارة ، هذه الروح التي تتجدد اليوم ، لتجدد معها وعدها ووعيدها للمحتلين والمرتزقة بأنه لا مقام لهم على الأراضي اليمنية وأن وهج ثورة أكتوبر الذي تفجر على المحتل البريطاني حمما ملتهبة من أعالي جبال ردفان وقمم جبل شمسان ما يزال متقدا ، وما تزال حممها مشتعلة وثائرة ، ولن يطول بقاء المحتلين الجدد وسيكون التحرير قريبا جدا بإذن الله .
وإذا كان أحرار الجنوب من فجروا ثورة 14أكتوبر قد نجحوا بعزيمتهم ونضالهم ومقاومتهم الوطنية البطلة في صنع التحرير ودحر الغزاة ، فإن الجنوب ما يزال يحتضن الكثير من الأحرار الذين تربوا على ثقافة راجح لبوزة ورفاقه في النضال ولن يطول صمتهم على بائعي الوهم وتجار الحروب الذين يتاجرون بالجنوب وبأبناء الجنوب ويدفعون بهم للقتال بالنيابة عن المحتل السعودي والإماراتي في المخا وميدي وجبهات الحدود مع جارة السوء السعودية ، وستكون لهم كلمة قوية وردة فعل مزلزلة كما كانت لأجدادهم من المناضلين الشرفاء ولن يكون الجنوب إلا حرا ولن تكون أرضه إلا يمنية ولن يحصد الغزاة غير الذل والهزيمة والانكسار .
بالمختصر المفيد كما رحل المحتل البريطاني سيرحل المحتلون الجدد وسيكتب التاريخ ذلك بأحرف من نور في سفر البطولة والنضال والتضحية والفداء ، ملاحم بطولية يمنية أبطالها أحفاد راجح لبوزة ورفاقه في درب النضال والمقاومة اليمنية ، ولن تكون اليمن إلا مقبرة للغزاة .
الرحمة والخلود للشهداء ، الشفاء للجرحى ، الحرية للأسرى ، النصر والتمكين لليمن واليمنيين ، الخزي والعار والهزيمة والاندحار للغزاة والمحتلين والعملاء والمرتزقة .
ولن ترى الدنيا على أرضي وصيا .