بن سلمان خرج أمس من مخبئه بتسجيل صوتي .. مخاوف اغتيال الطاغية السعودي الصغير تغيبه عن استقبال والده واجتماعات مجلس الوزراء لأول مرة
“الثورة” / وكالات
أرغمت المخاوف الأمنية ولي العهد الانقلابي محمد بن سلمان عدم حضور جلسة مجلس الوزراء السعودي في العاصمة الرياض الثلاثاء الماضي بعد الهجوم الذي استهدف قصر السلام في جدة حيث كان يقيم بن سلمان وبعضا من حاشيته وفق ما أفادت مصادر سعودية.
وأفادت مصادر صحفية أن هذه المرة هي الأولى التي يغيب فيها بن سلمان عن جلسة مجلس الوزراء السعودي بعدما كان غاب عن استقبال والده إثر عودته من زيارة رسمية إلى روسيا وسط أنباء عن قلق شديد ينتاب جهازه الأمني من مخاطر تعرضه للاغتيال مع تصاعد المعارضة لمخططات تنصيبه وريثا للعرش.
ويوم أمس ظهر بن سلمان من مخبئه بتسجيل صوتي في اتصال أجراه مع والد الجندي السعودي عبدالله السبيعي الذي لقي مصرعه عندما هاجم مسلحون معارضون لحكم بن سلمان القصر في الوقت الذي كان بن سلمان مقيما وفق ما أكدت مصادر سعودية .
وتعهد بن سلمان في التسجيل الصوتي أن يأخذ الثأر” من كل إرهابي ومتطرف في السعودية” في إشارة إلى الهجوم الذي شنه مسلحون سعوديون على قصر السلام في جدة وأدى إلى مصرع جنديين واصابة 3 من حرس القصر فضلا عن مصرع احد المهاجمين.
وجاء ذلك فيما كشفت صحيفة ” فايننشال تريبيون” الأمريكية عن حراك واسع في العائلة المالكة بالسعودية مناهض لتنصيب محمد بن سلمان ملكاً على العرش خلفا لوالده الثمانيني.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة أمس ونسبت معلوماته إلى مصدر في مجال الأعمال في الخليج العربي، على صلة بآل سعود، أن “أسر فهد ونايف وعبد الله؛ أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود، يشكلون تحالفا ضد صعود ولي العهد إلى العرش”.
وتشير الصحيفة إلى أن وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) لا ترغب كذلك في وصول ابن سلمان للعرش، بل تفضل عودة محمد بن نايف، الذي شاعت أنباء عن خضوعه للإقامة الجبرية بعد عزله من منصبه، مؤكدة أن التيار السلفي نشط وفعال في السعودية، وأن انقلابا آخر قد تشهده المملكة قريبا على غرار ما حدث مع ولي العهد المخلوع محمد بن نايف.
وقاد ملك السعودية سلمان ونجله محمد انقلابا أطاح بولي العهد السعودي المخلوع محمد بن نايف وأعقبه حملة اعتقالات واسعة شملت المئات من رؤوس العائلة الوراثية الحاكمة والناشطين والمعارضين السياسيين الذين فر بعضهم إلى عواصم أوروبية هربا من الاعتقال ما أشاع أجواء توتر حادة في السعودية وفي أركان النظام السعودي والعائلة الحاكمة.
وقالت الصحيفة إن ما يواجهه بن سلمان ليس مستغربا بالنظر إلى أن ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي يحظى بتقدير كبير في الأوساط العالمية، يخضع للإقامة الجبرية، وتم إعفاء شبكة وكلائه الضخمة في وزارة الداخلية من سلطاتهم.
ورجحت صحيفة “آسيا تايمز” الصينية أن يكون حمام الدم في السعودية وشيكا، لا سيما أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية غاضبة من أن الحل الوسط، الذي تم التوصل إليه في أبريل عام 2015، تم إلغاؤه بإلقاء القبض على أهم عناصر مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، الأمير محمد بن نايف” ما قد يدفع ذلك إلى “اتخاذ إجراءات قوية ضد محمد بن سلمان”.
وأشار المصدر إلى الحالة الاقتصادية التي تمر بها المملكة، وقال إن “الاقتصاد السعودي يتعرض لضغوط شديدة؛ بسبب حرب أسعار النفط مع روسيا”، لافتا إلى أن ذلك أدّى إلى إفلاس بعض الشركات الكبرى في المملكة.
ولفتت الصحيفة إلى أن محمد بن سلمان كان قد اشترى يختا بقيمة 600 مليون دولار، بينما أنفق والده 100 مليون دولار في عطلة الصيف، في حين تعاني المملكة عجزا ماليا كبيرا، وتفرض على المواطنين إجراءات تقشفية.