بالمختصر المفيد.. شعب أصيل.. ووطن عريق
عبدالفتاح البنوس
للأصالة عنوان عليه اثنان وهو الشعب اليمني، وللعراقة مكان واحد هو يمن الحكمة والإيمان، حالتان متلازمتان، الشعب والوطن، فلا يمكن أن تجسد على سطح هذه البسيطة ،شعب كما شعب اليمن في أصالته، وطيبته، ووفائه، وصبره، وتحمله، ورجولته، وشهامته، وشجاعته، وإقدامه، وصموده، وثباته، ورباطة جأشه، ووطنيته، وقوميته العربية، والتزامه، ورقة قلبه، ولين أفئدته، والأخيرة معمدة من سيد البشرية جمعاء الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم القائل وهو يستقبل الوفود اليمنية التواقة للدخول في دين الله : “أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان” هذا هو وصف الرسول لأهل اليمن الذين يصفهم علماء الوهابية السعودية بالمجوس والروافض، والكفرة، ويقولون بأنهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى.
بالله عليكم أيعقل أن يسيء أحفاد القردة والخنازير وأشباه الرجال من آل سعود والوهابية رجال النصرة والمدد وفرسان الفتوحات الإسلامية من اليمنيين، بأنهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى ؟! من نصدق ؟! هل نصدق رسول الله أم نصدقهم ؟! صدقت ياسيدي يارسول فأهل اليمن أهل الإيمان والحكمة وهم أصحاب القلوب الرقيقة، والأفئدة اللينة، ومن نجد خرج لنا قرن الشيطان الوهابية وآل سعود الذين عاثوا وأفسدوا وأجرموا وحللوا ما حرم الله، وحرموا ما أحل الله، هؤلاء من حولوا بيتك ياسيدي يارسول الله إلى حمامات وأزالوا كل معالم آل بيتك وصحابتك، وحافظوا على الآثار اليهودية إرضاء لأبناء عمومتهم من اليهود الصهاينة، هؤلاء الذين شرعنوا لقتل شعب الإيمان والحكمة، هؤلاء الذين اعتدوا على أصحاب القلوب الرقيقة الأفئدة اللينة دونما وجه حق، هؤلاء الذين أفسدوا في الأرض وأساءوا للإسلام والمسلمين، هؤلاء من لا تاريخ لهم ولا حضارة، فما كان منهم ومن حقدهم إلا الاعتداء على بلد التاريخ والحضارة.
ولكنهم رغم كل ما قاموا به، لم يغيروا في الحقيقة أي شيء، فبعد أكثر من 900يوم من العدوان والحصار ،لا يزال الشعب اليمني محافظا على أصالته، معتزا بكرامته وشامخا برجاله الأبطال من الجيش واللجان، ومتفردا بصموده وثباته الأسطوري غير المسبوق، الشعب الذي رغم فقره وجوعه وعوزه يخرج للميادين دعما للصمود وتعزيزا لروح الثبات والمواجهة، ويتسابق أفراده لرفد الجبهات بالمال والرجال وقوافل المدد والعطاء التي لا نظير لها، هذا الشعب المتحد ضد العدوان، القاهر لدعاة التشرذم وشق الصف والتلاحم الوطني، هذا هو الشعب الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر الوفاء والتحمل والصمود، وهذا هو اليمن، منبع العروبة ومصدر فخرها واعتزازها، هذا هو مصنع الرجال الأبطال، وموطن الفرسان المغاوير، وقلعة الصمود والتحدي والمواجهة، هذا هو يمن العزة والكرامة والشموخ والإباء، هذا هو مقبرة الغزاة والمحتلين، وقاهر البغاة والمستكبرين، ومذل الطغاة والمتجبرين.
بالمختصر المفيد، هذا هو اليمن الأصيل بشعبه، العريق بإرثه وتاريخه، الصامد برجاله الميامين الأبطال من جيشه ولجانه، لن ينحني لآل سعود ولن يعلن استسلامه، ولن يقبل بأن تنتهك سيادته، وتمتهن كرامته، وتحتل أرضه، ويقتل أبناء شعبه، هيهات منه الذلة، وهيهات من شعبه المذلة، لغاز باغ ومعتد آثم، ومهما بالغ العدو في صلفه وإجرامه، ومهما تطاول على اليمن واليمنيين بمرتزقته وأزلامه، سيبدو كالذي يناطح جبلا، وينازل فيلا، وكالذي يحاول حجب أشعة الشمس بكلتي يديه وأنى له ذلك.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.