ترميم القلوب
حمدي دوبلة
حالة الاحتقان وتزايد مشاعر الاستياء والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد تظل واحدة من أبرز الأوراق الخبيثة التي أصبح يراهن عليها العدوان للنفاذ إلى العمق وضرب تماسك الجبهة الداخلية بعد أن فشل في خياره العسكري وتبخرت أمانيه في إخضاع الشعب اليمني وكسر إرادته وإعادته إلى مربعات العبودية والاستكانة والوصاية الشاملة.
أعلم كما يعلم الجميع بأن الوضع المعيشي بات في غاية الصعوبة في ظل العدوان والحصار والحرب الاقتصادية الشعواء التي يشنها دون رحمة أو هوادة لكن ما يجب أن تدركه القوى الوطنية التي اختارت مواجهة العدوان والانحياز لصف الشعب اليمني بأن هذا العدو غبي ومتغطرس وله من الثراء والنفوذ العالمي ما أضحى معلوما للقاصي والداني ولابد من التصدي وابتكار الحلول المناسبة والمعالجات الممكنة للتخفيف من معاناة الناس وتوفير ادنى متطلبات العيش والخدمات الأساسية للمواطنين والقيام بالمسؤوليات الملقاة على القيادة تجاه الشعب في إطار المتاح وعدم التحجج بالعدوان دون أن تكون هناك أية إجراءات لمواجهة والحد من جنون هذا العدو الذي لايأبه ولايبالي حتى لو أباد الملايين من اليمنيين في سبيل إشباع رغباته وغروره.
ليس ذلك فحسب بل أن على القيادة السياسية ممثلة في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني أن تعمل على إزالة كل أسباب الاحتقان والتوترات المجتمعية أيا كانت أسبابها وأشكالها وان تبادر إلى ترميم القلوب من خلال تفعيل قرار العفو العام ولاباس هنا من إطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء من المغرر بهم ممن تورطوا في مساندة وتاييد تحالف العدوان شريطة اعتدال سلوكهم وبعد أن يتم أخذ تعهداتهم بالتوبة عن ما سلف وعدم رجوعهم إلى الغي والضلالة مجددا وان أعين أجهزة الأمن ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه القيام بكل ما يضر بأمن الوطن واستقراره.
نحتاج فعلا في هذا الظرف العصيب الذي يتعرض له الوطن إلى التسامح والإخاء والى إنهاء كل مايؤدي إلى الفرقة ونشر الضغائن والأحقاد في ما بيننا فالشرخ بات عميقا بين أبناء الوطن والمجتمع الواحد ومن الخطأ الفادح ترك الأمر على ما هو عليه دون أن تكون هناك تدخلات حكيمة ومعالجات منطقية لمحاصرة هذا الشرخ الآخذ في الاتساع وبمايقطع الطريق على العدو السعودي ومخططاته الدنيئة في إشعال الفتنة وإذكاء الصراعات والخلافات في ما بيننا وجعل اليمنيين في حالة احتراب دائمة.
معاناة قرية الجعفري
معاناة أبناء قرية الجعفري في منطقة التريبة بزبيد في محافظة الحديدة وشكواهم المريرة التي تداولتها مؤخرا مواقع الصحافة الاكترونية بخصوص تعرضهم لخطر الموت عطشا بسبب المبالغة في احتساب الرسوم الشهرية والبالغة الفي ريال عن كل فرد في الأسرة والتي يفرضها صاحب مشروع المياه الوحيد في المنطقة جديرة بالاهتمام من قبل السلطات المحلية في المحافظة ولاتحتاج المشكلة لحلها أكثر من إلزام صاحب المشروع بتركيب عدادات وبحيث لا يتعرض أي احد للظلم والابتزاز فهل في ذلك معضلة؟!