بالمختصر المفيد.. عام على الجريمة الكبرى
عبدالفتاح البنوس
قبل عام وبالتحديد في الثامن من أكتوبر من العام الماضي أقدم صهاينة العرب ( آل سعود ) بمعية الخائن المجرم عبدربه منصور هادي والسفاح علي محسن الأحمر وزبانيتهم في جمهورية الفندق العظمى على ارتكاب واحدة من أبشع جرائم عدوانهم الهمجي على بلادنا ، عندما تم استهداف مجلس عزاء آل الرويشان بالصالة الكبرى بشارع الخمسين بأمانة العاصمة ، تلكم الجريمة التي لم يكن يتوقعها الكثير من اليمنيين ، ولا يعني ذلك بأن الكيان السعودي لا يعشق الدماء ، ولا يتلذذ بإزهاق الأرواح ، فسجله الإجرامي حافل بعشرات بل بعدد كبير من الجرائم والمذابح الأكثر وحشية وإجراما ،والأكثر من حيث الضحايا .
الجريمة الكبرى بالصالة الكبرى والتي سقط فيها ما يقارب 132شهيدا وما يقرب من 783جريحا ، لم تكن متوقعة كون المكان المستهدف عبارة عن مجلس عزاء في صالة كبرى ، الكل يعرف عن سبب الإجتماع فيها بما في ذلك الخونة والجواسيس رسل الإحداثيات والبلاغات ، ولا يوجد هنالك أي لبس أو غموض حول سبب توافد كبار قيادات الدولة لتلكم الصالة ، فالكل ذهب لتقديم واجب العزاء لآل الرويشان في وفاة والد وزير الداخلية في حينها اللواء جلال الرويشان والذي حدد له يوما واحدا ، وهو الأمر الذي فتح شهية أحفاد مردخاي للإجهاز على كبار رجالات الدولة والذين توقع الدنبوع وعلي محسن وحميد الأحمر حضورهم ، حيث جاء القصف عقب دخول كاميرات فضائيات المسيرة واليمن اليوم وهو ما أوحى للعملاء عن تأكد حضور الرئيس صالح الصماد والرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ومعهما رئيس البرلمان يحيى علي الراعي علاوة على حصولهم على معلومات دقيقة حول وصول قيادات عسكرية وسياسية عليا إلى الصالة الكبرى ، فأرادوا أن ينجزوا ويحققوا ما فشلوا في تحقيقه من خلال جريمتهم البشعة التي استهدفت جامع دار الرئاسة ، والتي كانت تهدف إلى الانقضاض على الدولة وبسط نفوذهم على البلاد .
عام مضى على الجريمة البشعة التي خسر فيها الوطن كوكبة نيرة من أبرز قادة الدولة من المدنيين والعسكريين ، وفي هذا اليوم يسترجع اليمنيون شريط الأحداث ويستذكروا تلكم الصور والمشاهد المرعبة والمؤلمة لمئات الضحايا الأبرياء الذين تناثرت أجسادهم في أرجاء الصالة الكبرى التي ما تزال آثار الجريمة ظاهرة عليها حتى اليوم ،تحكي للعالم عن إجرام فاق كل التصورات والتخيلات ، إجرام سعودي يهودي بامتياز ، إجرام فيه من الوحشية والصلف ما يستدعي أن تتجه كافة بوصلات أبناء الشعب اليمني بمكوناتهم السياسية المختلفة نحو العدو السعودي ، وأن تتوحد بنادقهم وأسلحتهم وتتوجه صوب هذا العدو وكل المتحالفين معه للأخذ بالثأر والقصاص منهم ، فما حصل في الصالة الكبرى ليس بالأمر الهين ولا بالحدث العابر ، فما حصل مهول جدا ، وهو حدث جلل ومصاب أليم جدا ومن الصعب أن ينسى أو يمحى من ذاكرة كل اليمنيين الشرفاء .
بالمختصر المفيد، جريمة الصالة الكبرى هي جريمة العصر ، وهي الجريمة الكبرى في سجل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي والتي لن تسقط بالتقادم ، ومع مرور عام على ارتكابها ، يجدد أولياء الشهداء ومن خلفهم أبناء الشعب اليمني التأكيد على خيار الثأر والقصاص من القتلة ،والصمود والثبات في مواجهة قوى العدوان وإحباط كافة مؤامراتهم ومخططاتهم ومشاريعهم الاستعمارية والإجرامية حتى يتحقق النصر وينكسر قرن الشيطان بإذن الله وتوفيقه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .