تقرير / مجدي عقبة
هي مأساة تنبع من رحم المظلومية اليمانية التي لا مثيل لها في التاريخ الحديث وماقبله حيث أمعنت آلة الصلف العدوانية في كتابة وحشيتها المفرطة بحق الأرواح والأعراف والضمائر غير مؤمنة بأخلاق الرجال ولا بأدبيات المعارك عارية على حقيقة طغيانها التي ثبتت بالفعل والتكرار والعنف والسقوط والإنحلال عند من يفقهون معناها، في عصر يوم السبت الثامن من شهر اكتوبر 2016 والذي حكى في طياته مراسيم النزيف وفصول الفاجعة التي حلت بمئات الآمنين اثناء عزاء آل الرويشان . دموية حفرت في ذاكرة صنعاء وكل اليمن يوما حزينا أسود وختمت اسفل تاريخ ممالك الرمال بصمة السواد وأسراب الشر لينالوا وصمة الحضيض الذي سقطوا إليه بجدارة .
تقاليد يمنية
المناسبات الاجتماعية اليمنية بشكل عام هي موضع احترام وتقدير كل اليمنيين بمختلف انتماءاتهم الحزبية والقبيلة والمذهبية، حيث يتجلى ذلك الاحترام والتقدير من خلال الحرص الشديد الذي يبديه الإنسان اليمني لحضور هذه المناسبات ومشاركة الآخرين أحزانهم وأفراحهم وتجاوز أي خلافات قائمة مهما كان حجمها حتى باتت مثل هذه المناسبات تشكل الركيزة الأساسية لتماسك النسيج الاجتماعي اليمني فعندما تتصافح الأيدي تتصافى القلوب تلقائيا فتصغر الخلافات وتذوب الضغائن ويكبر اليمني بأخلاقه وقيمه وكما هو معروف عند اليمنيين انه وعقب وفاة شخص ومواراته الثرى يحدد أهالي الفقيد مكان استقبالهم للعزاء من كافة أصدقاء الفقيد وأقربائه وأنسابه وكل من تربطهم بالفقيد أو بأحد أقربائه علاقة نسب أو صداقة أو زمالة أو معرفة، والجدير بالذكر انه وخلال الآونة الأخيرة كانت قد انتشرت في عواصم المدن الرئيسية قاعات ضخمه يتم تأجيرها في المناسبات الاجتماعية المختلفة كمناسبات الأعراس والعزاء وغيرها حيث تتسع هذه القاعات غالبا للمئات فيما بعضها تتسع لآلاف كالقاعة الكبرى في صنعاء والتي تقع في مديرية السبعين في الجهة الجنوبية الغربية من العاصمة تلك القاعة التي احتضنت عزاء آل الرويشان الذين سبق واعلنوا منذ اليوم الاول وعلى نطاق واسع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات المحلية أيضا ان واجب العزاء في وفاة الشيخ محمد بن علي الرويشان سيكون في الصالة الكبرى بصنعاء.
الثامن الحزين من شهر أكتوبر الفاجعة
في يوم السبت الموافق 8 /10 /2016م ومع حلول الساعة الواحدة ظهرا بدأ المعزون بالتوافد الى القاعة الكبرى والتي تتسع لأكثر من 2000 شخص وكعادة اليمنيين في مثل هذه المناسبات وقف أبناء الفقيد واخوانه وبعض ذويه عند البوابة الرئيسية للقاعة لاستقبال وتوديع ضيوفهم الذين توافدوا لتقديم واجب العزاء ونظرا للمكانة الكبيرة التي كان يشغلها الراحل علي بن علي الرويشان فقد كان الحضور كبيرا جدا حيث ضم الكثير من كبار الشخصيات الاجتماعية والعسكرية والسياسية والأدبية بالإضافة الى جمع غفير من المواطنين بمختلف شرائحهم ممن تربطهم علاقة بالفقيد أو بأقربائه وعند حلول الساعة الثالثة وعشرون دقيقة عصرا كانت الصالة ممتلئة على آخرها بالمعزين فجأة حدث ما لم يخطر على بال بشر.
لحظة الفاجعة
سقط صاروخ أعمى اطلقته طائرات الحلف الناشئ على فكرة الحرب الشعواء والأهداف المدنية مستهدفا وسط القاعة بالقرب من الجهة الشمالية من المدخل الرئيسي مخترقا أرضيتها الصلبة لينفجر بعدها في الدور الأرضي الذي خصص كموقف للسيارات وتتواجد فيه في تلك الأثناء العشرات من السيارات وعلى متنها سائقي ومرافقي بعض الشخصيات التي كانت في الجزء العلوي من القاعة فقد احترقت تلك السيارات بمن فيها على الفور وتفحمت جثثهم تماما تصاعد الدخان متأوها فاجعة البشر بالصدمة والجرم البواح.
وصف المشهد
اشلاء متناثرة وجثث متفحمة وضحايا مبعثرون في أرجاء المكان والذهول هو سيد الموقف من شدة الانفجار قذف العديد ممن كانوا عند مدخل القاعة إلى الخارج. واحدث حريقا هائلاً امتدت ألسنة النيران إلى السقف وإلى جدران القاعة المغطاة بالفلين (عبارة عن مواد سريعة الاشتعال تم استخدامها في الديكورات المستعارة). انتشرت الاخبار بسرعة الريح عن تعرض عزاء آل الرويشان لغارة جوية وهرع المسعفون الى المكان لمساندة بعض من كانوا لايزالون خارج الصالة من المعزين الذين حدثت الغارة وهم لازالوا في محيطها أو بالقرب منها بالإضافة إلى أبناء الحي المحيط بالقاعة. ووصلت فرق الإنقاذ ووسائل الإعلام التي بدت تنقل مشاهد المحرقة الجماعية على الهواء مباشرة.
شهد مدخل القاعة الرئيسي اكتظاظا واسعا من الناجين والمسعفين.
شعر المسعفون بالذهول من هول ما يشاهدونه جثث متفحمه وأشلاء متناثرة ومحترقة وأجساد لازالت النيران تحاول التهامها ودخان متصاعد يخنق من لازال على قيد الحياة.
وسقط صاروخ آخر في تلك الأثناء وبفارق زمني طفيف لا يتجاوز العشر دقائق.
سقط صاروخ آخر بالقرب من المدخل الرئيسي للقاعة محدثا مايفوق القدرة على الوصف، المسعفون يذهبون على نفس درب ضحايا الصاروخ الأول سقط المسعف بجانب الضحية وسقط قناع القاتل بفعلته التي هدمت كل القيم وتجاوزت كل الاحتمالات حيث أختلط الأنين بمدامع قهر الرجال ودب الفزع يحاول تأخير انتشال المدفونين تحت الأنقاض.
صنعاء الثكلى عاجزة عن تفسير مجريات اللحظة الأشد هولا من كل التصورات كل يفتش عن قريبه. الأخ يبحث عن أخيه والولد عن والده
الملامح بالمجمل تفحمت والأشلاء تداخلت والحديث عن تقدير الأعداد ليس ممكنا
وحول الأنقاض حشود وعند أبواب المشافي أمهات وزوجات يبحثن عن بصيص امل يقول عكس الأخبار المفجعة التي فوجئن بها مثل كل اليمنيين.
اهتمام إعلامي محلي ودولي واسع
نالت الجريمة اهتماما إعلاميا واسعا من قبل العديد من القنوات المحلية والعربية والعالمية التي نقلت مباشرة تفاصيل المحرقة .
المشاهد التي كانت تبث على الهواء مروعة وصيحات الإغاثة والبكاء والعويل لبعض الناجين مؤلمة جدا فبعض من نجى وتمكن من الخروج وتمكن من استعادة قواه كان يبكي أباه الذي لازال مصيره مجهولا ولا يعلم عنه شيء والبعض نجى لكنه كان يبكي ولده أو أخاه أو صديقه أو قريبا له.
مستشفيات العاصمة تكتظ بالشهداء والجرحى
في ذلك اليوم الرهيب استقبلت مستشفيات العاصمة صنعاء ما يزيد عن ( 800 ) مدني من الضحايا الذين استهدفهم قصف طائرات العدوان من بين الضحايا ما يزيد على ( 113 ) مدنيا أوصلوا الى المستشفيات جثث هامدة منها متفحمة والبعض عبارة عن أشلاء متناثرة وما يزيد عن ( 607 ) جرحى معظمهم جراحه خطيرة منهم من بترت أعضاؤهم
الصحة تطلق نداء استغاثه للتبرع بالدم
في الأثناء صرح مصدر طبي انه نظرا للحصار الذي يفرضه العدوان على البلاد فإن المستشفيات بأمانة العاصمة تعاني نقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية وندرة الأدوية مما جعلها عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المصابين والجرحى.
مسؤولية تحالف العدوان عن الجريمة قانونا
وبرغم كل الشواهد والأدلة التي تؤكد أن العزاء في الصالة الكبرى تم استهدافه بغارة جوية الا ان قنوات إعلامية تابعة لدول تحالف العدوان حاولت التظليل على ذلك من خلال نشر بيان نسب إلى تنظيم داعش الإرهابي يفيد تبنيه للهجوم وان ذلك تم من خلال انتحاري ينتمي للتنظيم نفذ الهجوم بواسطة عبوات متفجرة كان يحملها معه أثناء تواجده في صالة العزاء.
تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن في بداية الأمر نفى الاتهامات بالضلوع في هذه الأحداث، وأكدت قيادته، بأن لديها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية، معلنة عن فتح تحقيق فوري في الحادث، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)لكن قناة بي بي سي كشفت أن السعودية أقرت بشكل غير معلن بأن إحدى طائرات التحالف العسكري الذي تقوده قصفت مجلس عزاء في العاصمة اليمينة صنعاء.
ومن ثم أعلنت قوات التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية أن “الفريق المشترك لتقييم الحوادث” سيحقق في الغارة بدعم من الولايات المتحدة.
أصدر الفريق المشترك لتقييم الحوادث بشأن حادثة استهداف القاعة الكبرى بمدينة صنعاء، يوم السبت 15 أكتوبر، بياناً ورد فيه أن جهة تابعة لما يسمى الجيش الوطني قدمت معلومة مغلوطة بوجود قيادات حوثية مسلحة داخل القاعة، وأن مركز توجيه العمليات في اليمن أجاز الغارة دون إذن قيادة التحالف. وأقر المحققون في بيان بأن الغارات الدامية تمت من دون “الموافقة” النهائية لقيادة التحالف الذي تقوده السعودية ومن دون “اتباع الإجراءات الاحترازية المعتمدة”.
وفي فيلم مصور لقناة اللي بي سي التي التقت بقيادات عسكرية موالية لهادي، محمد علي المقدشي رئيس هيئة الأركان للقوات التابعة للهادي والمسؤول المباشر عن مركز العمليات الجوية في مأرب نفى أن يكون لديه أي علم بالعزاء أساسا كما نفى أن يكون قد أعطى توجيهات لشن الغارة الجوية على العزاء مؤكدا وجود ضباط وخبراء تابعين لتحالف العدوان في غرفة عمليات مارب إلى جانب قيادات عسكرية يمنية وأنهم على تنسيق مباشر مع مركز عمليات التحالف في الرياض ويحددون ضرب أي هدف لضربه سويا.
المواقف والإدانات
عبرت العديد من الدول وعشرات المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية عن إدانتها واستنكارها للجريمة المروعة التي ارتكبتها طائرات التحالف السعودي بحق آلاف المدنيين الأبرياء المجتمعين في الصالة الكبرى بصنعاء لتقديم واجب العزاء والمواساة الاجتماعية.
وعبرت المنظمات الحقوقية والمحلية عن خيبة أملها واستغرابها للصمت الدولي في مثل هكذا جرائم، كما نددت بموقف الأمم المتحدة المتخاذل والذي اعتاد الجميع منها غض الطرف وتجاهل الجرائم والمجازر التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء منذ ما يزيد على سنة ونصف مما شجعها على التمادي في الجرائم والانتهاكات للقوانين الدولية ولحقوق الشعب اليمني كما طالب الحقوقيون والمنظمات إلى وقف العدوان ومحاكمة المتورطين بارتكاب تلك الجرائم وعلى رأسهم قادة دول التحالف.
كما نددت عدداً من الأحزاب الوطنية المجزرة المروعة التي ارتكبتها طائرات العدوان الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن وعبرت عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات الجريمة المروعة التي تجاوزت كل القيم الإنسانية والقوانين والمواثيق الدولية معتبرة ما قامت به طائرات التحالف من تعمد قصف للقاعة الكبرى جريمة حرب يجب معاقبة من تسبب فيها.
مواقف المنظمات الدولية
أدان الأمين العام للأمم المتحدة: بان كي مون – الهجوم الذي استهدف مجلس عزاء في صنعاء، وراح ضحيته مئات القتلى والجرحى، ودعا في بيان له: “إلى إجراء تحقيق عاجل وحيادي في هذه الحادثة، مشدداً على “ضرورة تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة”، وحسب البيان فأن “التقارير الأولية تشير إلى أن الهجوم ناجم عن قصف جوي من قبل قوات التحالف، مما أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصا وإصابة المئات بجراح، وطالب “كي مون” مرة أخرى كل الأطراف بضرورة الامتثال لالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك المبادئ الأساسية بشأن التناسب والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، واتخاذ التدابير الاحترازية، من أجل حماية المدنيين وبنيتهم الأساسية.
كما عبر وكيل الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية – ستيفن اوبراين – عن إدانة الأمم المتحدة لهذه الجريمة وقال أن “الأمم تدين بقوة وبشكل قاطع ولا لبس فيه القصف الجوي الذي تعرض له مجلس العزاء، ما أدى إلى مقتل مدنيين بينما كان المجلس يعج بآلاف المشيعين”. وأضاف المسؤول الأممي ” أنا مرعوب للغاية وفي شدة الانزعاج من أنباء مقتل هذا العدد الكبير من المدنيين في هجوم صالة عزاء ، وأقدم خالص التعازي ومواساتي لعائلات الضحايا والمصابين ” ودعا إلى “إجراء تحقيق سريع وشفاف ونزيه في هذا الحادث لضمان المساءلة”، مطالبًا “كافة الأطراف بحماية المدنيين ووقف استخدام الأسلحة المتفجرة أو القيام بعمليات قصف جوي في أماكن مأهولة بالسكان المدنيين”.
وأعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن – جيمي ماكغولدريك – إدانته لـ”الهجوم المروع” الذي استهدف مجلس العزاء.
وأوضح في بيان صادر عن مكتب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، أن “مجتمع العمل الإنساني في اليمن أصيب بالصدمة وهو غاضبٌ جراء الغارات الجوية التي استهدفت الصالة الكبرى الخاصة بالمناسبات الاجتماعية، إذ كان يؤمها آلاف المعزين الذين حضروا إليها لتقديم واجب العزاء”. ولفت منسق الشؤون الإنسانية إلى أن “جهات الاستجابة الأولية العاجلة اليمنية وصلت إلى الميدان، على الرغم من الظروف الصعبة للمساعدة في التعامل مع القتلى والجرحى الذين سقطوا جراء هذا الفعل اللامسؤول”، مذكّراً جميع أطراف النزاع بـ”التزاماتهم وفقاً للقانون الدولي الإنساني بحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية.
المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين دعا بشكل عاجل لإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في اليمن.
قائلاً: “منذ بداية هذا الصراع في اليمن تم قصف حفلات الزفاف والأسواق والمستشفيات والمدارس والآن المشيعين في جنازة مما أدى إلى خسائر جسيمة بين المدنيين وعدم مساءلة المسؤولين.
وأشار إلى أن عجز مجلس حقوق الإنسان عن اتخاذ إجراءات حاسمة من خلال إجراء تحقيق دولي، من شأنه أن يخلق مناخاً موائماً للإفلات من العقاب ووقوع الانتهاكات بشكل منتظم ولا يمكن السماح لمثل هذه الهجمات الشنيعة على الاستمرار بأي شكل من الأشكال.
وأضاف زيد أن للمجتمع الدولي واجب قانوني وأخلاقي للرد بقوة على هذه المستويات المروعة والمتزايدة من الضحايا المدنيين في اليمن.
الغارة السعودية على مراسم العزاء جريمة حرب
منظمة هيومن رايتس أصدرت تقريراً حول الغارة على صالة العزاء وحثت على سرعة إجراء تحقيق دولي عاجل ذي مصداقية في الغارة على مراسم العزاء. وقالت إن قصف صالة العزاء يؤكد الحاجة الملحة إلى تحقيقات دولية موثوقة في انتهاكات قوانين الحرب في اليمن وعلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وباقي الحكومات إيقاف مبيعات الأسلحة إلى السعودية.
وحينها قالت الولايات المتحدة الامريكية أنها ستعيد النظر في دعمها للتحالف العربي بعد هذه الضربة الجوية بعد أن ذكرت هيومان رايتس ووتش أن الذخيرة المستخدمة كانت القنبلة الموجهة بالليزر جي بي يو-12 بايفواي 2 أمريكية الصنع.
ليست جريمة الصالة الكبرى وحدها :
لم تكن جريمة القاعة الكبرى هي الاولى التي يرتكب فيها العدو مجزرة بحق تجمعات المدنيين في مناسبات اجتماعية فقد سبقها مجازر عديدة.
منها مجزرة عرس سنبان قبل عام ينقص منه يوم واحد عن تاريخ مجزرة القاعة الكبرى حيث استهدف طيران تحالف العدوان عرساً في قرية سنبان التابعة لمديرية عنس بمحافظة ذمار في تاريخ 7 /10 /2015 حيث سقط فيها ما يقارب 119 شهيداً وجريحاً معظمهم اطفال ونساء.
وفي تاريخ 28 /9 /2015م استهدفت طائرات قوات تحالف العدوان تجمعا نسائيا في عرس بمنطقة واحجة في مديرية ذو باب الواقعة بالقرب من باب المندب وراح ضحيته ( 42) مابين شهيد وجريح
كذلك استهدفت طائرات لتحالف الإرهاب تجمع مدنيين في مناسبة عرس في حي سوق الهنود بمدينة الحديدة الساحلية يوم 2016/9/21م حيث بلغ عدد الضحايا ما يقارب ( 106 ) ما بين شهيد وجريح.
وكذلك ارتكب طيران تحالف الارهاب مجزرة مروعة بحق عزاء نساء في مديرية أرحب في تاريخ 16 /2 /2017 بعد قصفه بيت الكينعي في قرية شراع التابعة لمديرية ارحب الذي كان يقام فيه العزاء حيث بلغ عدد الضحايا اكثر من 16 ضحية ما بين شهيدة وجريحة في جريمة بشعة عبرت عن همجية تحالف العدوان الذي تجاوز كل القيم والاعراف.
مجزرة تنومة الكبرى
في العام 1922 م الموافق 1330 هجري ارتكب نظام آل سعود اكبر وافضع من مجزرة القاعة الكبرى وهي مجزرة تنومة التي راح ضحيتها آلاف الحجاج اليمنيين ففي وادي تنومة التابع لمنطقة عسير والذي يقع تحديدا بين بلاد بن لسْمر وبن لحْمر
حيث تقول الروايات انه وفي الاثناء التي كان فيها آلاف الحجاج اليمنيين الآمنين يجتازون وادي تنومة كانت تترصدهم هناك مجموعات تكفيرية (داعشية) تتبع جيش عبدالعزيز آل سعود تقف على رؤوس الجبال المطلة على الوادي، يقال لهم الغُطْغُط[1]، بقيادة التكفيري الوهابي سلطان بن بجاد العتيبي، فانقضُّوا عليهم بوحشية منقطعة النظير، وهم عزل من السلاح، ومعهم نساء، متقربين إلى الله بزعمهم بقتل هؤلاء الحجاج اليمنيين جميعا رجالا ونساء؛ لأنهم وبحسب عقيدتهم الوهابية التكفيرية مجرد كفار مباحو الدماء والأعراض، لقد كان أتباع قرن الشيطان ولا زالوا يحملون جينات وبذور ما عرفه العالمُ اليوم باسم (داعش)، حيث بلغ اجرامهم الى درجة هنَّأ بعضُهم البعضَ الآخر بكثرة من قُتِل من الحجاج، فمن قتل حاجًّا واحدا بشّروه بقصرٍ في الجنة، ومن قتل اثنين بشَّروه بقصرين، وهكذا. وبعد ذلك سطوا على دوابهم وقافلتهم التي كانت تحمل الحبوب والدقيق والسمن واحتياجاتهم التموينية التي كانت أيضا سببا في سيلان لعاب هؤلاء الوهابيين التكفيريين.
المصدر من مقال للمؤرخ والباحث حمود الأهنومي