رئيس الوزراء: التربويون والتربويات لعبوا دوراً مهماً في الصمود والبقاء وإرسال رسائل إيجابية للعالم

انعقاد اللقاء الوطني الموسع للتعليم العام بصنعاء:

 

وزير التربية والتعليم: يجب أن يستشعر الجميع أهمية التعليم باعتباره أساسا للحفاظ على بلادنا من الانجراف نحو ما يصبو إليه الأعداء

الثورة/ حسن شرف الدين

أشاد رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز بن حتبور بدور قيادة ومنتسبي وزارة التربية والتعليم في مواجهة العدوان، وقال أن التربية والتعليم لعب دورا استثنائيا وكبيرا من خلال المعلمات والمعلمين والإدارات المدرسية والموجهين وأيضا قيادة الوزارة خلال الثلاث السنوات الماضية.
وأضاف في كلمة له خلال اللقاء الوطني الموسع للتعليم العام الذي عقد يوم أمس بصنعاء: إننا نتابع معا ما عاشته التربية وما عاشه الطلاب والمواطنون في ظل هذا العدوان المتوحش الذي يستهدف الطالب والطالبة والمدرس والمدرسة يستهدف المدرسة والكلية، يستهدف تقريبا كل شيء له علاقة بالحياة المدنية في إطار التربية والتعليم.
وأكد الدكتور بن حتبور أن التربويون والتربويات لعبوا دورا مهما في موضوع الصمود والبقاء وإرسال رسائل إيجابية للعالم بأنه برغم كل ما يتم من تدمير إلا أن رسالة التربية والتعليم تظل رسالة مستمرة وخالدة ولذلك ظهر جليا للعالم بأننا شعب لا يستطيع أحد أن يركعنا بمجرد أن لديه الصواريخ والطائرات والإمكانات.. هذه الرسالة جاءت من التربية والتعليم والمعلمات والمعلمين من كل منتسبي وزارة التربية والتعليم..
وقال: أنا أعرف في الحقيقة العديد من زميلاتي وزملائي في وزارة التربية والتعليم أعرف أن لديهم العديد من الملحوظات والعديد من الانتقادات، لكن هم يؤمنون بأن هذا العدوان لم يأت موجها لأحد، ولم يأت كرسالة لأي فريق، إن الرسالة الرئيسية من هذا العدوان هي العدوان على الشعب اليمني كله من أقصاه إلى أقصاه، حتى المدارس التي تقع اليوم في المحافظات الواقعة تحت العدوان، ماذا تحقق لها؟.. لم يتحقق لها شيء على الإطلاق، بل تم استبدال الألوان والطلاء الخارجي فقط في العديد من هذه المدارس وقالوا أن هؤلاء المحتلين الجدد عملوا تغييرات وإصلاحات في هذه المدارس، أما المدارس الواقعة تحت قيادة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني فهي تعرضت لعدوان ممنهج مخطط له سلفا.. ويهدف العدوان من ضرب المؤسسات على هذا النحو تجهيل الأجيال المتلاحقة.
وأضاف: هناك تقرير لوزارة التربية والتعليم شمل أرقاماً وبيانات وإحصائية للتدمير الذي طال المدارس بهدف استبعاد مجموعة كبيرة تجاوزت النصف من أبنائنا حتى لا يحصلوا على حقهم من التعليم، هذه إحدى المؤشرات والدلائل التي أراد العدوان أن يوصلها، يريد أن يجهل شعبنا، يريد أن يوصلنا إلى مرحلة أننا مجموعة من الأميين، ويريد أن يقول للعالم أننا نقاتل مجموعة من الأميين، هذه الرسائل التي حاولت وتحاول دول العالم أن توصلها للعالم ولمنظماته غير المحايدة تجاه قضيتنا.
وأكد رئيس مجلس الوزراء بأن القوانين واللوائح والنظم هي التي تحكم نشاطنا وعملنا، وأنه ليس هناك شيء ارتجالي هو الذي يحكم نشاطنا وعملنا.. كما أن حقوق أعضاء هيئة التدريس المعلمات والمعلمين هي حقوق أساسية ولا يستطيع أحد يقول أن هذا الحق مسلوب وليس له الحق في الحصول عليه.
وأوضح: التقينا مع عدد من الوزراء بمجموعة من أعضاء المكتب التنفيذي لنقابة المهن التعليمية وقبلها بمجموعة من التربويين، وأكدنا على أنه من الضرورة أن تعمل الحكومة جاهدة من أجل أن تكون التربية والتعليم لصيقة في اللجان الشعبية والجيش في حقوقهم وفي مرتباتهم، وبدأنا بشكل فعلي أن تأسيس صندوق خاص يكون للتربية والتعليم يحل مشكلات التعليم خلال العدوان وستكون وظيفته مستمرة، حيث ولدينا مركز البحوث والتطوير التربوي يعتبر عقل التربية والتعليم، منه تنشأ الدراسات وتعود الخطط الدراسية وتبدأ الصيغ الأولى لإعداد المناهج والكتاب المدرسي.. الخ، هذا المركز مهم جدا ليس فقط لتربية والتعليم، لكن للبلاد بشكل عام، ينبغي أن نعطي لهذا المركز اهتماماً بالغاً.
وشدد الدكتور بن حبتور على أهمية قضية التربية والتعليم وعلى عدم التحدث فيها بلغتين أو رؤيتين.. فالتربية والتعليم هي قضية وطنية واحدة تبدأ من المهرة وتنتهي في ميدي وحرض وتبدأ في حرض وتنتهي في جزيرة سقطرى.. كما أن قوى العدوان تريد فتح ثغرة في قضية التربية.. منوها إلى أن التربية ليست موضوعاً حزبياً ولا سياسياً هي موضوع وطني علينا جميعا أن نحافظ على هذا المنحى وهذا المنهج.. فالحديث حول قضايا التربية حديث في قضايا المستقبل والحاضر، وينبغي أن نتحدث بعقل وهدوء ونستلهم المسؤوليات الوطنية الكبرى لقادم الأيام.
من جانبه ألقى وزير التربية والتعليم يحيى بدر الدين الحوثي كلمة قال فيها: إننا في وزارة التربية والتعليم نتشرف بأنكم حكومة ومحافظين ورجال أعمال وقادة مجتمع تشاركوننا هم التعليم، وإننا وإياكم نسير سويا في درب الصمود، وإننا نواجه معا عدوانا غاشما وحصارا اقتصاديا جائرا استهدف الإنسان اليمني ومقومات حياته، ورغم ذلك فهو قوي بعزيمته وصلب بإرادته، وقد أثبتنا جميعا وفي مقدمتنا المعلمون والمعلمات عظمة هذا الشعب القوي الصلب، وأنه عصي على الكسر والذل، رائد في المقدمة منذ فجر التاريخ مهما حيكت ضده المؤامرات وأحاطت به الملمات.
وأضاف الوزير الحوثي: إن الوزارة تشيد بدوركم التاريخي وصمودكم الأسطوري طيلة عامين من العدوان، وعام من توقف المرتبات بعد أن قام العدوان بنقل البنك المركزي إلى عدن كتتويج لحصاره الاقتصادي الذي يفرضه على بلادنا مستهدفا بذلك إيقاف عجلة الحياة وإضعاف عزيمة الموظفين بما فيهم أنتم، إننا نشكركم لأنكم حملتم هم هذا الوطن وبذلتم أوقاتكم وجهودكم في سبيل استمرار العملية التعليمية، وكنتم فوق مستوى الجدث، وأثبتم أن هامة الإنسان اليمني لا تركع إلا لله، ولا تضعف ولا تلين، ونبلغكم بأننا معكم، نحمل همومكم، ونشعر بمعاناتكم ولن نألو جهدا في العمل على تذليل الصعوبات من أجل أداء رسالتكم الخالدة كما كنتم دوما.
وقال: إننا نقدر فيكم جميعا هذه الروح الفياضة بالوطنية وهذا الشعور بأهمية التعليم باعتباره أساسا للحفاظ على بلادنا من الانجراف نحو ما يصبو إليه الأعداء، فبمشاركتكم لنا هذا اللقاء ووقوفنا جميعا في سبيل استمرار التعليم، نستبشر بأننا سنحافظ على أبنائنا وبناتنا، ولن نتركهم لمن يدفع بهم نحو ترك التعليم والالتحاق بصفوف الإرهاب وإطفاء وهج نورهم الذي تعلق عليه اليمن أملها.
وأشاد وزير التربية والتعليم برجال الأعمال ودورهم المجتمعي في بعض المحافظات وبذلهم السخي لدعم استمرار العملية التربوية والتعليمية خلال العام الدراسي الماضي.. آملا منهم المزيد من التفاعل والدعم وتنظيم جهودهم وتوحيدها.. شاكرا المجلس السياسي والحكومة سعيهم الحثيث في سبيل توفير المرتبات، وبحثهم عن المعالجات الممكنة والمتاحة، ومعالجة جزء بسيط جدا من العجز في الكتاب المدرسي.. مؤكدا ضرورة القيام بدورهم المناط بهم، فعلى عاتقهم أولا تقع مسؤولية توفير المرتبات والبحث عن كل السبل التي ستلبي هذا الهدف الهام، واستكمال إنشاء صندوق دعم وتطوير التعليم العام الذي تطالب به الوزارة منذ أكثر من عامين وضمنته فيما يخصها من برامج الحكومة وخطة مجلس الوزراء إلا أنه لم ير النور حتى الآن.
وطالب الحكومة والسلطات المركزية والمحلية التي أن تكون عونا للوزارة في جهودها لتصحيح الاختلالات الوظيفية والإدارية الموروثة منذ سنوات بعيدة، وعدم التغاضي عنها، لأنها تنهك التعليم، وتحول دون تحقيقه لأهدافه، ويجب الوقوف بحزم تجاه كل من يتباطأ أو يتثاقل في معالجة تلك الاختلالات، ونشكر تلك الجهود التي تقوم بها بعض قطاعات الوزارة وإداراتها العامة وبعض مكاتب التربية والتعليم بالمحافظات في هذا الجانب.
وأكد ضرورة الاعتماد على الله ، وعلينا أن نؤمن إيمانا عميقا بأن ما نعيشه ليس إلا سحابة صيف ثم تنقشع، وأن نخلص لهذا الوطن ونبذل كل الجهود للمشاركة في النهوض به، واستعادة مكانته التاريخية بين الشعوب والأمم.
وخرج اللقاء الموسع بعدد من المقترحات والمعالجات الذي عقد تحت شعار ( التعليم العام أولوية وطنية ومسؤولية مجتمعية تشاركية).. حيث أدان المشاركون في اللقاء استمرار العدوان السعودي الأمريكي على اليمن وما تسبب به من انتهاكات وجرائم وأضرار في البنية التحتية لمؤسسات الدولة ومنها قطاع التعليم وقتل الأطفال والنساء والكثير من العاملين في القطاع التربوي وما نتج عنه من حصار بري وبحري وجوي ما زاد من معاناة الشعب بكل شرائحه ونقل للبنك المركزي إلى عدن والذي نجم عنه توقف صرف المرتبات.. مطالبين الأمم المتحدة بالإيفاء بتعهداتها السابقة في دفع مرتبات الموظفين باعتبارها شريكاً رئيسياً في نقل البنك المركزي إلى عدن مما تسبب في زيادة معاناة الشعب.. شاكرين الكادر التربوي عموماً والمعلمين والمعلمات خصوصاً على صمودهم في تأدية رسالتهم التربوية والتعليمية خلال العام الدراسي المنصرم في ظل استمرار العدوان السعودي الأمريكي والحصار الشامل من ناحية، ومعاناتهم الشديدة نتيجة توقف صرف مرتباتهم من بداية أكتوبر 2016م من ناحية أخرى، مثمنين تثميناً عالياً في هذا الصدد استمرارهم في العمل التربوي والتعليمي دون توقف.
وشدد المجتمعون على الحكومة ضرورة إيجاد حلول تسهم في صرف واستيفاء الحكومة تحويل مرتبات الكادر التربوي للعاملين فعلياً في المحافظات التي لم تصرف مرتباتهم للفترة من شهر أكتوبر 2016م إلى شهر مارس 2017م إلى حساباتهم في التوفير البريدي وفقاً لقرارها رقم (59) لسنة 2017م.. واستكمال صرف البطاقة السلعية للمحافظات التي لم تستكمل إجراءات صرفها للأشهر من ابريل على أن يراعي فيها عدم الاستغلال من التجار.. وتولي الحكومة مسؤولية استمرارية صرف المرتبات دون توقف اعتباراً من شهر يونيو 2017م للعاملين فعلياً في المحافظات التي توقف الصرف فيها من خلال تدبير موارد استثنائية خاصة لدعم رواتب الكادر التربوي بصورة منتظمة.. منوهين بأهمية الإسراع في إصدار قرار لمشروع إنشاء صندوق لدعم التعليم العام المقدم من وزارة التربية والتعليم إلى رئاسة الوزراء.
وفيما يخص الكتاب المدرسي أوصى المشاركون في اللقاء الموسع بضرورة إعطاء الحكومة اهتماماً خاصاً في توفير موازنة طباعة الكتاب المدرسي في وقت مبكر لضمان وصوله إلى التلاميذ/الطلاب بداية العام الدراسي.. وضمان انتظام التدفقات المالية وآليات صرفها بصورة دورية منتظمة.
وفيما يخص المبنى المدرسي أوصى المشاركون الجهات المعنية بإعداد وتحديث قاعدة المعلومات والبيانات الخاصة بالمباني والمنشآت التعليمية المتضررة جراء العدوان السعودي الأمريكي ومن تحالف معهم الموضحة لحجم الأضرار ونوعها والتكلفة التقديرية لإعادة الإعمار أو الترميم والتأثيث والتجهيز.. واستكمال إجراءات معالجة الاختلالات الحالية في الأبنية المدرسية العاملة.
كما أوصى المشاركون بضرورة الاهتمام في توسيع وتفعيل الشراكات المجتمعية الداعمة للتعليم العام.. وتطوير لائحة مجالس الآباء والأمهات.. مؤكدين استمرارية بناء شراكات حقيقية مع القطاع الخاص ورجال المال والأعمال كشركاء تنمية وطنية فاعلة.. وتبني رؤية متكاملة (إعلامية وقانونية) في فضح جرائم وانتهاكات العدوان السعودي الأمريكي الحالي ضد تعليم أطفال اليمن.

 

قد يعجبك ايضا