بثينة .. وهستيريا السقوط !!

 

أحمد يحيى الديلمي

ما يؤكد غباء وسذاجة وبداوة غلمان الحكم في السعودية أنهم كلما فشلوا في تحقيق المآرب التي دفعتهم إلى شن العدوان على اليمن أقدموا على أعمال هستيرية لا يمكن وصفها إلا بالجنون مثل عملية اختطاف الطفلة “بثينة”
الناجية الوحيدة من مجزرة فج عطان ، تم الفعل باعتقاد ساذج مفاده أن الاختطاف سيخفي معالم الجريمة كما يحاول إخفاء الهزائم المنكرة لجيشه والعملاء والخونة والمرتزقة على يد الأبطال رجال الرجال بمسرحيات هزلية وأخبار ملفقة عن انتصارات وهمية سرعان ما يتضح زيفها وبطلانها.
من سيناريو الاختطاف يتضح مدى هشاشة النظام فهو يخاف من انقلاب العالم عليه مع أنه انفق مئات المليارات لضمان الصمت على أفعاله البشعة ، وفي حين يُقدم نفسه الممثل للإسلام وحامي حمى الدين يتناقض مع نفسه بأفعال مشينة تؤكد عكس ما يفصح عنه وتكشف مدى جرمه وإيغاله في الظلم.
ما يثير الرهبة أن النظام يمارس الأعمال القذرة باسم الإسلام وبمباركة رجال الدين ، وهنا يكمن الخلل المستفحل في طبيعة النظام ومقومات وجوده المستندة إلى أفكار ضالة حولت الدين إلى شماعة للإمعان في الضلال والتمسك بقيم ومبادئ مريبة ، جعلت النظام والدين المزيف والوفرة المالية مصدر إيذاء لكل الدول المحيطة بل والبعيدة عبر تفريخ الجماعات الإرهابية ومدها بأفكار التفلت من ضوابط الالتزام تجاه مجتمعاتها وإصرار رجال الدين على الانحراف بسلوكيات الأفراد للقيام بأعمال شاذة تتمرد على القوانين والأنظمة الحاكمة بدعوى الانتصار للدين وإعادة المسلمين إلى أصوله السوية ، وكلها أفعال مشينة وممارسات خاطئة خالفت منظومة الأحكام والضوابط الثابتة في منهج العقيدة وهذا هو النموذج الإسلامي المزيف الذي يتغنى به النظام السعودي وسار عليه منذ عقود من الزمن ، ويصف أفعال جماعات الغلو والتطرف بالمحمودة ، وأنفق أموالاً طائلة لتكريس ثقافة إسلامية منحرفة ، قال بأنها تدل على التميز والتفرد بامتلاك ناصية الحقيقة ، يا لها من حقيقة بائسة.
وهنا ندرك أن التاريخ يُعيد نفسه فكما جاء آل سعود لخطف الطفلة المسكينة “بثينة” بعد أن قتلوا كامل أسرتها وأبادوهم بأفدح الصواريخ ، كان قد سبقهم إلى نفس الموقف “يزيد بن معاوية” الذي قتل الحسين بن علي عليه السلام وأفراد أسرته وأصحابه ، ثم أخذ أفراد أسرته ونسائه سبايا ، وعندما طلبت منه الطفلة “رقية” رؤية والدها أمرهم بإحضاره ، وكانت المأساة أنه أحضر بين يدي طفلة صغيرة رأس والدها مقطوع عن الجسد ، فلم تتحمل الصدمة وماتت ، يا لها من قلوب شديدة القسوة والغلظة ، بل والبعد كل البعد عن أبسط القيم الإنسانية أليس المشهد واحداً ؟! والفاعل أيضاً واحداً ؟! إنه كما قلنا التاريخ يُعيد نفسه نفس الثقافة تتناسل في هؤلاء الناس أباً عن جد لتصل إلى الغلام محمد بن سلمان الذي يسفك الدماء دون أن يرف له جفن ولا يتحرك له ضمير لأنه أصلاً بلا ضمير ، وها هو يختم العملية باختطاف الطفلة الجريحة ، ألم تكن إبادة البشر الآمنين في مساكنهم واختطاف من تبقى منهم توازي نفس المشهد؟! وتمثل أبشع صور الإرهاب ، فيزيد ابن معاوية قام بسبي نساء الحسين وأخذهن إلى دمشق مكبلات سيراً على الأقدام بما في ذلك الأطفال ، وها هو ابن سعود يكرر نفس المشهد “اليست نفس الثقافة؟!” أليس هذا هو الإرهاب نفسه ؟! فعلاً إنه الإرهاب نفسه.. فأين من يتشدقون بمحاربة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان ؟! لا شكل أنهم ضالعون في نفس الجريمة حتى العظم ، وإلا لما سمحوا لمثل هذا الغلام بارتكاب كل هذه المجازر واقتراف أبشع الجرائم ، التي يتجاوز بها ما يسمى بحقوق الإنسان ويتجاوز كل مفردات حروب الإبادة ، لكن ما يؤكد أن هذا النظام وصل إلى مرحلة النهاية هو نفس المشهد الذي حدث لدولة يزيد ومن معه فلقد أبادهم الله جميعاً وبطرق مخزية ومخيفة ، وهذا يعني أن الهستيريا التي وصلت إليها الطغمة الحاكمة في السعودية هي نفسها التي ستسقط هذا النظام وتمرغ وجهه في الوحل إن شاء الله.. وليس ذلك على الله ببعيد.. ومن نصر إلى نصر..

 

قد يعجبك ايضا