معاذ الخميسي
– ذات صباح اصطحبت الزميل العزيز والمصور المبدع محمد حويس وذهبنا إلى المقر الجديد لنادي الوحدة بصنعاء حيث كان ينتظرنا طيب الذكر عبدالكريم شيبان وتفاجأت حين وجدت الإدارة الوحداوية محشورة في غرفتين وكأنهما دكانين..والكؤوس وشواهد الانجازات الكثيرة للقلعة الوحداوية غطاها التراب..وملعب النادي الترابي كأنه(جربة) في قرية ريفية وجزء كبير من أرضية النادي تحولت إلى منشار للاحجار..وبدلاً من إنتاج البطولات والنجوم والمبدعين أصبح النادي العريق ينتج الأحجار !!
– يومها..دونت كل شيء ووثقت كاميرا حويس الوضع الصعب الذي يعيشه زعيم الأندية وأفردت الصفحات في ملحق الثورة الرياضي لتناول مشاكل وهموم وتطلعات الوحداوية وطالبنا من الوزير الاستاذ عبدالرحمن الأكوع بتحريك المشروع الاستثماري المتعثر والإلتفات إلى معاناة واحد من أكبر الأندية..ولم يقصر تجاوب ووجه وتابع وتحرك المشروع بعد أن تعثر لسنوات..وتنفس صاحب الجهد الأكبر في المتابعة علي الصباحي الصعداء..ولست أدري ما الذي حصل حين توقف المشروع من جديد ولكن بعد أن أصبح في مراحله الأخيرة وبعد أن تم إخراج منشار الأحجار من النادي..
– اليوم وبعد فترة طويلة زرت النادي الوحداوي بصحبة عنوان النقاء ورجل الوفاء المقاتل في جبهة الوحدة منذ سنوات طويلة أحمد الشرفي..وحقيقة تفاجأت للمرة الثانية..ولكن هذه المرة المفاجأة أن النادي الذي تجولت في ملاعبه وحدائقه وممراته الأنيقة ومبانيه الاستثمارية لم يعد منشاراً للأحجار بل أصبح نادياً نموذجياً يمنحنا الفخر والاعتزاز ويمكننا من أن نتباهى أمام الآخرين بوجود نادٍ (يفتح النفس ويشرح الصدر) بملعبه الكروي ومدرجاته والمزود بابراج الإنارة الكهربائية وملعب السلة وملعب التنس والمبنى الاستثماري والممرات المليئة بالأشجار والورود وما تبقى من مخططات لإنشاء مبنى مستقل للإدارة ومسبح ونادٍ صحي وصالات لألعاب مختلفة منها البولينق..ومساحات مفتوحة لمطاعم راقية وجلسات أنيقة ضمن المبنى الاستثماري ومواقف للسيارات..
– غادرت نادي الوحدة والدهشة تتملكني..فليس هناك صعب متى ما وجدت الإرادة والعزيمة والقدرة على إنتاج الأفكار الصائبة والأنيقة كأصحابها..وتواجد من يشغلهم الحب والولاء والوفاء بعيداً عن المصالح والمكاسب والظهور والشهرة..وفي وجود رؤية عمل مؤسسية لها أبعادها وأهدافها المستقبلية وليس الآنية التي تعتمد على ارتباط أي نجاح بالموجودين ومن ثم يكون الفشل والانهيار إذا ما ابتعدوا..!
– أمين جمعان..الشاب المعجون بحب العمل والتواضع والأخلاق والفهم والذكاء والمهموم بتتبع خطوات الجديد..والمفيد..استطاع بهدوء شديد أن يقدم نادي الوحدة بشكل مختلف تفوق به على كل الأندية..ورغم ما هو حاصل من عدوان وحرب وقصف ودمار إلا أنه استمر ولم يتوقف أو يوقف النشاط والعمل متحججاً ومبرراً..بل وصل إلى ما هو مهم ومازال يقتفي آثر الأهم..ورغم مشاغله لا يترك زيارة النادي وتفقد الأعمال وسير النشاط..وأكثر ما أعجبني فيه أنه عمل كل ذلك دون أن يبحث عن ظهور أو أضواء..بينما قد (يتجمع) العديد من المسئولين والتجار في نادٍ كبير وكل الذي يعملونه الظهور في الأفراح والاختفاء في الأتراح..وليس لهم رؤية ولا هدف إلا مصلحتهم في استمرار السيطرة والنادي بلا جديد..وبلا بطولات..وبلا روح..!
– ما عرفته أيضاً..أن النادي استضاف نشاطاً رمضانياً وكانت الأضواء الكاشفة تحيي كل المتواجدين في النادي خلال ليالي رمضان الماضي..وتنعش الحياة والأمل في القادم الأجمل..وأستضاف النشاط الديني والثقافي والرياضي للشباب والطلاب والرياضيين الشهر الماضي..وهذا بحد ذاته التميز الآخر الذي يستحق تصفيقة حارة..وقبلات إعجاب وثناء..
– طبعاً الذي عمله ويعمله أمين جمعان سيخلده التاريخ..وهو أكثر يقيناً أنه في أي لحظة قد يترك النادي..لكنه أوجد مؤسسة رياضية وشبابية واجتماعية يشار لها كواحدةٍ من أبرز المعالم الرياضية في البلاد..وسيكون أول من نجح بإيجاد وتشغيل المبنى الاستثماري الذي سيدر على النادي الدخل الذي سيمكنه من بناء الفرق الرياضية المتفوقة والعودة إلى أمجاد الفريق الكروي والتي بدأت بحصد بطولة كأس الوحدة في مايو الماضي..وبطولة أعياد الثورة اليمنية (سبتمبر واكتوبر ونوفمبر) التي أحرزها الثلاثاء الماضي بفوزه على الأهلي صنعاء
-لا انسى هنا قيادات النادي في فترات سابقة ومن أسهموا بشكل مباشر في إيجاد المبنى الاستثماري ومنهم الشيخ محمد المطري رحمة الله عليه الذي تبنى توفير الأرض وتوفيق صالح عبدالله صالح صاحب الفكرة ونعمان دويد الذي بدأ خطوة التصاميم ويحيى دويد الذي تابع التأسيس وبداية التنفيذ ومعه المرحوم علي الأشول ومحمد الناظري وعبدالولي القاضي ومن ثم الأب الروحي للنادي وصاحب المجهود الأكبر في المتابعة علي الصباحي والمحب المقاتل أحمد الشرفي
والمتفاني الهادئ جداً عصام زهره والمخلص عبدالكريم شيبان
– وأخيراً..شكراً أمين جمعان..وكل المحبين والمخلصين للقلعة الوحداوية..وياحبذا لو استفاد بعض رؤساء الأندية من درس الأمين جمعان..إذا ما أرادوا أن يتعلّموا لا أن يتمظهروا..ويسيطروا..ويفشلوا..!!