عبدالسلام فارع
ثمة أمور كثيرة جعلت نجوم الزمن الجميل في رياضتنا اليمنية يتربعون عروش القلوب بجدارة متناهية يأتي في مقدمتها الحب والولاء لأنديتهم والتقدير الجم للشعار الذين يفخرون برفعه وارتدائه والأهم من هذا وذاك تلكم القدرات والإبداعات التي كانوا يتمتعون بها والتي ستظل بفنونها الساحرة محفورة في وجدان الرياضة اليمنية كأجمل الأغنيات الخالدة لعقود خالدة من الزمن.
ومن أولئك النجوم الذين حفروا ورسموا أروع اللوحات الإبداعية في ملاعبنا المستطيلة النجم الكروي الكبير والأروع محمد علي شكري نجم الدفاع الأبرز في طليعة تعز إبان العصر الذهبي للطليعة ولأندية تعز كافة.. يوم أن كانت أنديتها تعج بعديد النجوم العمالقة الذين ملأوا كل الآفاق شهرة ونجومية. ونجمنا الكبير والأروع بن علي شكري الذي برزت قدراته الفنية العالية وملكاته المتعددة منذ اللحظات والأيام الأولى التي داعب فيها معشوقته المستديرة في ملعب الضبوعة بتعز عام 65م، وهو الملعب الذي لعب وتدرب فيه مجموعة من النجوم الأفذاذ ممن صار لهم شأن كبير في كرة القدم اليمنية مثل “علي الورقي – عبدالعزيز القاضي – الأخوين عبدالله ومحمد الجهمي – الراحل عبدالله عتيق وغيرهم ممن كان لهم شأن مماثل في ملاعب الشجرة – الثورة الثانوية – وادي المدام، وبعد عودته من العاصمة صنعاء التحق نجمنا الكبير شكري في نادي التعاون قبل تقليص الأندية والدمج ليستقر به المقام في ناديه الطليعة في فبراير عام 70م ليسطع نجمه بطريقة فائقة ومدهشة كمدافع صلب يجيد التعامل مع كل المهاجمين بطريقة مذهلة إضافة إلى حنكته القيادية داخل الملعب والتي أوصلته بعد عطاءات زاخرة وخالدة إلى رئاسة ناديه الطليعة ليحقق له عديد النجاحات بفضل ذلكم الحس الإداري الجميل الذي كان يتمتع به وبدعمه السخي وغير المحدود والذي كان مضربا للامثال في أندية الحالمة تعز.
ونجمنا العملاق والأسبق في طليعة تعز محمد بن علي شكري الذي شكل مع زملائه في خط الدفاع سميح وكامل جدارا منيعاً كان يبدو متناغما مع الكثير من عناصر الفريق مثل .. ياسين سعيد – رمسيس – والمهاجم المرعب علي القرية . وفي العام 73م استطاع نجمنا بن علي شكري الوصول إلى أعلى مراتب النجومية خصوصاً بعد تلكم المواجهة التي جمعت فريقه الطليعة بأهلي تعز يوم أن أشرك الفريقان أربعة من اللاعبين الشباب إضافة إلى لاعب الفريق الأول وأبرزهم حينها الحارس العملاق الراحل عبدالملك فوز وملك الوسط فاروق عبده قائد وعلي حسن علي – محمد سيف – والمهاجم القناص جميل سعيد عبده ويومها كان معه من زملائه الشباب عبدالعزيز صالح – كامل عبدالرحمن – ياسين سعيد ليصبح من بعد تلك المباراة التي انتهت 2/2 من اللاعبين الأساسيين في الفريق خصوصاً بعد سفر اللاعبين الكبار كالمحضار وعبدالوارث ومن يومها أصبح الدفاع الطلعاوي. مكونا من .. شكري – كامل – سميح – سيف علي محمد ليظل كذلك لفترة طويلة، أما أجمل مباريات نجمنا العملاق بن علي شكري فقد كانت أمام أهلي تعز وهي من أهم المباريات لكلا الفريقين لأن الخاسر فيها سيهبط إلى دوري المظاليم – يومها استطاع الطليعة بأدائه المنظم وبالتحركات المدهشة والمؤثرة لنجمه الرائع نصار السقاف وزميله ناصر عباد تغيير النتيجة من خسارة 1/صفر في الشوط الأول إلى فوز تاريخي 2/1 هبط على إثره الأهلي إلى الدرجة الثانية، وفي الموسم الذي أحرز فيه شعب صنعاء بطولة الجمهورية سبق للطليعة التغلب عليه 3/1، ومن أهم المباريات التي تركت أثرها البالغ على نجمنا الكبير شكري وباقي زملائه في الطليعة تلك المباراة التي جمعتهم مع أهلي تعز على كأس القيادة يومها أحرز الطليعة كأس البطولة بهدف يتيم أحرزه رياض نور الدين والذي دفع ثمنه بإصابة بالغة في وجهه سببت له تشوهات كبيرة وتعد تلك المباراة من أهم مباريات شكري التاريخية وهي لا تقل شأنا عن تلك المباراة التي انتهت لصالح فريقه الطليعة أمام أهلي صنعاء 5/3 ومباراة مماثلة أمام الجبل في أول دوري شامل لأندية الجمهورية عام 78م.
ونجمنا العملاق محمد علي شكري الذي تأثر كثيراً بزميله علي حسن علي ونجم أهلي تعز علي جمال إضافة إلى العمالقة – علي الحمامي – جواد محسن – عبدالرحمن اسحاق – حسين عبدالرحمن كان ينظر بإعجاب منقطع النظير لكل من الورقي – القاضي – بشير – نصر الجرادي – عبدالملك فوز – فاروق عبده قائد – فهد شهاب – يحيى سعد العذري – المجيدي – العطاب – العسولي – عادل مقيدح – الروضي – الجهمي – خورشيد – القادري – عبدالقوي عبدالفتاح.
بقي أن أشير إلى أن نجمنا العملاق أبا رامي كان يشعر بالأمان لوجود زميله الهداف والمخلص حسب علي القرية، أما الأحلام التي مازالت تراوده حتى اليوم فتتمثل بإنارة ملعب الشهداء وضم الأندية الرياضية لمؤسسات القطاعين العام والخاص لضمان الدعم اللازم إضافة إلى تكريم نجوم الزمن الجميل بما يتلاءم مع عطاءاتهم الخالدة.
خسرت الرياضة اليمنية واحداً من أبرز الأعلام إنه النجم المدرب الأسبق رئيس نادي الوحدة الرياضي الثقافي بمدينة التربة الرحال أحمد نعمان العردان.. تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.