قصة شهيد
زينب الشهاري
هم الشهداء التي جاءت أرواحهم الملائكية في زيارة إلى هذه الحياة فغرفوا من نور الإيمان وسلكوا درب العلا و تعبدوا في محاريب الجهاد وخاضوا نزال الكرامة و سقوا مشعل الحق من نزف دمائهم فأضاءوا طريق الحياة الحقيقية للمشتاقين لنفحات الجنان. هم الشهداء الذين تسابقوا في مضمار التقوى والإيمان للفوز بوسام الشهادة وكانوا أهلاً بهذا الاصطفاء فتقلدوا هذا الوسام ونالوا هذا الفضل الكبير، وفي مقاعد صدق عند عزيز مقتدر ينتظرون مستبشرين بمن خلفهم من المتسابقين الذين شمروا عن قوة وبأس لا يلين في المعارك الضارية ضد قوى الضلال فأمعنوا في أعداء الله قتلاً وتنكيلاً وزفوا في مواكب نورانية إلى جوار الله وجوار من سبقوهم من الأتقياء وكانوا هم الأحياء وما عداهم في هذه الدنيا موتى إلا من لحق بركبهم و سار على دربهم و فاز فوزهم…
الشهيد( محمد عبدالله الخالد (أبو العز)) سلام الله عليه من محافظة حجة مديرية كحلان عفار درس الإعدادية في مدرسة عزان واشتغل مهندساً في ورشة سيارات و استقر في صنعاء، تحمل المسؤولية في سن صغيرة واشتغل وهو ما يزال يدرس الصف الثاني الإعدادي فتحمل مشاق العمل وصعوباته لكي يوفر لقمة العيش والرزق الحلال لأسرته، كان محمد سخياً ولا يبخل على أحد بشيء وكان كلما اشترى شيئا لزوجته لا ينسى نصيب أمه و أخواته في بذل وعطاء منقطع النظير، كان محمد حنوناً على بناته و مثالاً يحتذى به في التربية الصالحة.
في عام ٢٠١١م انطلق محمد الخالد مجاهداً مع المسيرة القرآنية رغم معارضة أهله حيث وقد كانت الصورة عن أنصار الله آنذاك مغلوطة ومشوهة عند الناس وكانوا يلفقون عليهم التهم والأكاذيب الباطلة، التحق محمد بدورات ثقافية و عسكرية و دخل عمران وصنعاء مع المجاهدين الثوار واقتلعوا منظومة الفساد المتمثلة في الخائن علي محسن وأتباعه، وبعد ما عاد وضح لأهله و بين لهم من هم أنصار الله وما هي المسيرة القرآنية و كانت لديه قوة الحجة و الإقناع التي استمدها من وعيه و فهمه وقوة إيمانه وكان يستدل بالآيات وبفضل الله كان سبب دخول أهله في المسيرة، لم يستجب لدعوات التثبيط التي سعت لثنيه عن الجهاد وإغرائه بالقعود وتقديم الحجج الواهية، فانطلق ملبياً داعي الله وسار في طريق العزة والكرامة، كان محمد شديد الحرص على كل ما يخص سبيل الله وكان يستخدم سيارته وسلاحه الشخصي ولم يأخذ من سبيل الله شيئاً بل كان من أول الباذلين له.
استشهد محمد الخالد والتحق بدار الخلود في جبهة مارب في ١١ رجب ١٤٣٧هـ بعد أن اقتحم هو وأربعة من أصدقائه المجاهدين موقعاً من مواقع المرتزقة أعداء الله بعد أن نكلوا بهم لكن الخائنين لله والوطن استخدموا الغدر والحيلة ضد أولياء الله وقتلوهم، فالتحق محمد ورفقائه بدار الخلود و النعيم بعد مواقف جهادية بطولية عظيمة.
و بادر شخص من الدواعش عليهم غضب الله و نقمته بالاتصال بأبيه قائلاً له بأن ابنك أبو العز في جهنم فرد عليه الأب بقوة إيمان قائلاً له:( ما في جهنم إلا أنت)، لم تتأكد الأسرة من استشهاد ابنهم و وصلتهم الأخبار إما بكونه أسيراً أو شهيداً، حمدت الأم و الزوجة الله و لسان حالهما يقول:( اللهم إن كان محمداً أسيراً ففرج عنه و إن كان شهيداً فلك الحمد يا رب)
تيقنت الأسرة من استشهاد محمد بعد أن نشر المرتزقة صورته هو ورفقائه ومقطع فيديو على الفيس بوك، تلقت الأسرة هذا الخبر بالحمد لله والثبات والصبر ، ولبست الأم الفل واستقبلت ابنها بالزغاريد، افتخرت الأسرة بالمجاهد الشهيد الغالي محمد من باع نفسه لله وخلد اسمه بأحرف من نور وأصبح بحق الشهيد الخالد الفائز بحياة الخلد والنعيم الذي لا يزول، فهنيئاً لك يا محمد هذا الفضل وهذا الإصطفاء من رب العالمين.
وفي وصية للشهيد الخالد يقول فيها للجميع:( أوصي كل من يعرفني بأن يلتحق بهذه المسيرة القرآنية مسيرة الله مسيرة الحق والعدل
اللهم إنا نتولاك
ونتولى رسولك
ونتولى الامام علي
ونتولى من أمرتنا بتوليه
سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي
اللهم إنا نبرأ إليك من أعدائك
وأعداء رسولك
وأعداء الإمام علي
وأعداء من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
هيهات منا الذلة… هيهات منا الذلة)
ما أجمل عطاء الشهادة الذي لا يضاهيه أي عطاء وما أروع ثوابها، طريق عظيم لا يسلكه إلا العظماء ذوو القلوب الطاهرة المؤمنة بحق… سلام الله عليكم يا أولياء الله ما تعاقب الليل و النهار… سلام الله عليكم يا أولياء الله عدد الأشجار وقطرات ماء البحار… سلام من الله عليكم يا أولياء الله أزكى السلام وألحقنا بكم شهداء يا الله يا كريم يا رب يا غفار…