> الإعلامي والناشط الحقوقي زيد البعوة:
لقاء /أسماء البزاز
الكاتب والمحلل السياسي زيد علي البعوة ، رئيس تحرير موقع الثقافة القرآنية لأنصار الله ، وناشط حقوقي وإعلامي ، يتحدث لـ”الثورة” عن أهداف وأبعاد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر (الجديد والتحديات) التي رافقت تأسيسها ، وسبب الالتفاف الشعبي والقبلي حولها ، والمنجزات التي حققتها الثورة منذ اندلاعها ، والواجب المجتمعي المطلوب تجاه شهداء الثورة. . تفاصيل عدة في سياق الحوار الآتي. . نتابع:
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر. .الأهداف والأبعاد التي حملتها الثورة كيف تقرأونها وفق المستجدات الطارئة على الساحة اليمنية آنذاك؟
– في الحقيقة ثورة الـ21 من سبتمبر هي ثورة شعب خرجت ضد الفساد والارتزاق والعمالة في الداخل التي كانت ممثلة في سلطة العميل هادي وحكومته وكذلك ثورة خرجت ضد الوصاية الدولية التي كانت مهيمنة على القرار السياسي اليمني في ظل حكم هادي وحكومته، وكانت الثورة ضرورة حتمية فرضها الواقع على الشعب اليمني الذي خرج في عام 2011م ولكنه تفجأ بوجوه جديدة تحكمه أكثر خطورة على اليمن والشعب حيث قاموا برفع أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية وكذلك رفضهم لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتفعيل اتفاق السلم والشراكة فكان لابد من ثورة تصحيحية حقيقية تخرج تطالب بالحرية والاستقلال والشراكة وخفض أسعار المشتقات النفطية والغذائية .
موقف السلطة حينها مع تلك المطالب بل الحقوق الشعبية .. كيف تم التعامل معها؟
– سلطة هادي حينها لم تستجب لمطالب الشعب فتفاقمت الأمور وازدحمت ساحات الثورة وأصر الشعب على مطالبه حيث وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الحكومة فكان لابد من تغيير الحكومة وبفضل الله وبفضل إرادة الشعب اليمني انتصرت ثورة الـ21 ورحلت حكومة ما كان يسمى بالوفاق وحصل اتفاق السلم والشراكة إلا أن العميل هادي استمر في سياسة الارتهان لما يمليه عليه الخارج ممثلاً بالسفارة الأمريكية وآل سعود الذين غضبوا واستاءوا من انتصار الثورة فحصل الصراع السياسي لتنفيذ اهداف الثورة التي وقف في وجهها هادي مما أدى إلى احتجازه وهروبه من صنعاء إلى عدن وتدخل بعدها العدوان الخارجي على اليمن بقيادة السعودية وأمريكا..
بالمقابل هناك من يهاجم هذه الثورة تحت مبرر السلالية والطائفية .. ماردكم على ذلك؟
– تعتبر ثورة الـ21 من سبتمبر ثورة شعبية وطنية شرعية لها اهداف حقيقية ومطلوبة من قبل الجميع ولا يوجد فيها أي أبعاد حزبية أو طائفية أو سياسية تخص طرفا معينا بل ثورة شعب ضد زمرة فاسدة وعميلة بل إنها استطاعت أن تنتشل اليمن من تحت الوصاية الأمريكية والسعودية وهذه أبرز منجزات ثورة الـ21 من سبتمبر وهذا ما يدركه الجميع اليوم، فهذه الثورة هي ضد الوصاية الخارجية وضد العمالة والارتزاق وثورة تطالب بالحرية والاستقلال والتغيير والشراكة ولو لم تنتصر الثورة وتصل باليمنيين لأول مرة في حياتهم إلى هرم الحكم الجمهوري الاستقلالي السيادي الديمقراطي الوطني الذي هزم أحلام وطموحات الخارج .
أ.زيد .. المخاطر والتحديات التي واجهتها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر؟
– أبرزها هذا العدوان على الشعب اليمني بهدف أن يبقى اليمن تحت وصايتهم وتصرفاتهم هم لا يريدون اليمن حراً مستقلاً أبداً إما أن يبقى تحت وصايتهم أو يقتل ولو يخرج اليمنيون اليوم ليقبلوا بالوصاية الأمريكية والسعودية لتوقف العدوان، لكن لأن اليمنيين الشرفاء العظماء الأحرار قد عزموا على تغيير الماضي بمستقبل جديد وإن تطلب تضحيات وصبرا وصموداً فهذا في النهاية هو الخيار الأخير والصحيح والذي سيجعل اليمني وأهله عزيزاً وكريماً إلى يوم الدين .
برأيكم .. ماسبب هذا الالتفاف الشعبي والقبلي الكبير حول الثورة اليوم ..؟
– إن التفاعل الشعبي والقبلي مع ثورة الـ21 من سبتمبر فمن الأساس الثورة بحد ذاتها هي ثورة الشعب والشعب هو هذه التركيبة الاجتماعية التي عمودها الفقري القبيلة اليمنية كما هو معروف عن الشعب اليمني وقد استطاعت هذه الثورة التي بدأت في 2014 أن تجعل الشعب اليمني بمختلف شرائحه وانتماءاته يعيشون في ثورة مستمرة ودائمة ومواكبة لكل الأحداث والمستجدات على المستوى المحلي والدولي وخصوصاً في مواجهة العدوان..
وعن المجتمع الدولي كيف ينظر لهذه الثورة؟
– بعد انتصار الثورة على العميل هادي وما كان يسمى بحكومة التوافق حصل اتفاق السلم والشراكة برعاية أممية أشرف عليها مبعوث الأمم المتحدة حينها جمال بن عمر وبارك ذلك الاتفاق المجتمع الدولي بشكل عام وهذا أحد أبرز إنجازات ثورة الـ21 من سبتمبر ومع ذلك المجتمع الدولي اليوم تنقسم نظرته حول هذه الثورة فدول تحالف العدوان لا تريدها مطلقاً لأنها رفعت أيديهم عن الوصاية على هذا الشعب وهذا مالا يريدوه ولكن هكذا هي الثوارت دائماً لا تحظى بدعم دولي وإجماع عالمي إلا بعد فترة طويلة من الزمن عندما تثبت وجودها هي واستمراريتها وتفرض نفسها على الجميع وهذا ما ستفعله ثورة الـ21 من سبتمبر.
وفي زاوية إنسانية غير بعيدة .. ما الدور المجتمعي المطلوب تجاه شهداء ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد؟
– في ظل الظروف الراهنة وتقديرا للتضحيات التي قدمها الشهداء في سبيل الله والوطن صار الاهتمام بعوائل وأبناء شهداء هذه الثورة واجبا إنسانيا ودينيا ووطنيا على المجتمع اليمني الصامد الذي قهر الغزاة والمعتدين بصبره وصموده طول هذه المدة وهو يقدم الشهداء والقوافل الغذائية وقوافل من المقاتلين إلى الجبهات، لهذا من المعروف ان مثل هذا المجتمع لن ينظر إلى أيتام الشهداء وأسرهم نظرة لا مبالاة فهو مجتمع كريم ومؤمن ويعرف قيم الإسلام ومبادئ الإنسانية، فقط يتم تذكيرهم عبر المنابر والإعلام ، والذي بالتأكيد سيكون تأثير العطاء والاهتمام بعوائل وأولاد الشهداء كبير جدا على نفسياتهم فيشعرون أن هذا المجتمع لا ينساهم وأنهم صحيح فقدوا آباءهم وأبناءهم لكن لم يفقدوا أهلهم وأن الجميع هنا ينظر إليهم بعين المسؤولية والاهتمام وهذا ما نرجو أن يحصل في كل قرية ومنطقة ومحافظة من قبل الجهات الرسمية ومؤسسة الشهداء والمجتمع نفسه كل واحد بقدر استطاعته فنحن أمة واحدة ومجتمع واحد والشهداء ضحوا من أجلنا فكيف سنساهم أو نغفل عنهم وقيم الاسلام تحث على التكافل والتراحم فكيف بنا ونحن في هذه الظروف في مواجهة العدوان.
ملامح وملاحم صمود الشعب اليمني منذ تأسيس الثورة حتى يومنا هذا. . كيف تقرأون تلك الأبعاد؟
– لقد اثبت الشعب اليمني أنه أسطورة العصر الحديث وأن جنوده وجيشه ومقاتليه أقوى من الأسلحة التكنلوجية الحديثة وأكثر فاعلية من القنابل النووية والذرية والنيترونية وغيرها من أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية التي تتفاخر بها دول الاستكبار على طول وعرض العالم اليوم ليس من حيث القدرات التسليحية ولا التدريبات القتالية المتعددة والمكثفة لا بل من حيث العزيمة والإرادة والقوه النفسية والمعنوية والثقة بالنفسة والثقة المطلقة بالله والقضية المحقة والعادلة والثقافة التي يتمتع بها المقاتل اليمني وهي ثقافة الجهاد والاستشهاد ولأن الإسلام لا يقبل الهزيمة فأن هذه المعادلة يجسدها المقاتل اليمني قولاً وعملاً في ميادين القتال بصفتهم مسلمين وعرباً ويقاتلون دول الاستكبار والطغيان والإجرام من العرب والعجم من اليهود والنصارى وعملائهم لهذا لا يوجد للهزيمة في قاموسهم أي مكان بل يضعون النصر نصب أعينهم ويمضون قدماً إلى الأمام.
وليس غريباً أن يندهش العالم من حولنا ومن يراقب العدوان والمعركة التي تجري بين الشعب اليمني ممثلاً بالجيش واللجان الشعبية من جهة وبين دول المال والثروة والنفط والسلاح والطغيان وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وعملائهم من دول الخليج وبعض الدول العربية، فالمقاتل اليمني البسيط أثبت للعالم أن قوة العزيمة والإرادة وسلاح الإيمان هي أقوى من سلاح الحديد وقد ثبت ذلك فعلاً وقد سمعنا البعض يتحدث عن ذلك منهم خبراء روس وغيرهم منذهلين من شجاعة المقاتل اليمني .
وبرأيكم ماعوامل صمود الجبهات؟
– أولا المقاتل اليمني اليوم يخوض معركتين وأكثر في آن واحد معركة الدفاع في مواجهة الغزاة والمحتلين ومعركة الهجوم على العدو في عقر داره كما هو حاصل بالنسبة للمعركة مع الجيش السعودي التي تجاوزت الحدود ناهيك عن معركة التحرير للأراضي التي يسيطر عليها الغزاة ومرتزقتهم العملاء ومعركة الحصار الاقتصادي وبقية المعارك الأمنية والإعلامية وغيرها ، غير أن المقاتل اليمني اشد فتكاً وتأثيراً من الصواريخ العابرة للقارات والطائرات الحديثة والبوارج والسفن الحربية لأنه يحظى بتأييد من الله سبحانه وتعالى ولقوة إيمانه بقضيته وعدالتها ووجوب الجهاد دينيا ووطنيا وإنسانيا وهذه هي أبرز عوامل الصمود.
وفي الأخير دعنا نعرج على أبرز حدث على الساحة اليمنية اليوم.. وهو خطاب السيد حيث حمل معادلة جديدة للرد والردع ، واستراتيجية واسعة وقدرات جديدة صاروخية وجوية ستصل حتى موانئ فلسطين..أمام هذه المعادلة كيف سيفهم العدو هذه الرسائل.؟
– من خلال ما كشفه السيد القائد في كلمته عن القدرات العسكرية والمنظومات المحلية الصنع والتي باتت في أيدي الجيش واللجان الشعبية وسوف تدخل قريباً في ميدان المعركة في مختلف المجالات البرية والبحرية والجوية يدل هذا على أن المعركة القادمة ستكون المعركة الفاصلة وسوف تكون أقوى من المعارك الماضية على مدى عامين وأن اليمن اليوم أصبح قوة عسكرية إقليمية لا يستهان بها بل أن اليمن اليوم غير اليمن الأمس، وما كشفه السيد ليس مجرد استعراض إعلامي أو حرب نفسية بل حقيقة واقعية تدل الإرادة الفولاذية التي يملكها الشعب اليمني في مواجهة العدوان وهذا يعني أن على العدوان يحسب حساب المرحلة المقبلة ويراجع نفسه قبل فوات الأوان .
ولهذا نحن نعلم أن العدوان وقيادته لا يتعاملون مع خطاب السيد عبد الملك وما جاء فيه على أنه كلام فارغ بل إنهم يصدقونه تصديقا تاماً فهم قد جربوا كلام السيد القائد حين قال لدينا صواريخ ستصل الرياض وما بعد الرياض ولم تمض فترة من الزمن حتى وصلت الصواريخ لتؤكد ما قاله السيد، ولهذا العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي اليوم بين خيارين إما تجنب المعركة المقبلة والانسحاب ووقف العدوان أو المواصلة مع العلم أنهم مهزومون لا محالة وإن شركاتهم وموانئهم وسفنهم وطائراتهم ومدنهم وعواصمهم لن تسلم من القوة الصاروخية اليمنية والنصر حليف الشعب اليمني بإذن الله.