أعداء سبتمبر

 

محمد صالح حاتم
شهر سبتمبر له مكانة خاصة عند اليمنيين ،فقد حصلت أحداث تاريخية غيرت واقع اليمن السياسي ،والاجتماعي.
ففي 26سبتمبر عام 1962م قامت ثورة شعبية في شمال اليمن سابقا ،ضد حكم بيت حميدالدين ،لم تكن ثورة ضد محتل أو مغتصب للأرض اليمنية ،بل ضد حكم إمامي رجعي متخلف ،ثورة ضد الجوع والجهل والمرض.
حيث قام مجموعة من الضباط الأحرار بالتخطيط لهذه الثورة، وقد سبقتها عدة ثورات باءت كلها بالفشل، وكان لهذه الثورة دعم ومساندة من قبل جمهورية مصر العربية بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر الذي دعم وساند الثوار الأحرار، وبالمقابل كان لثورة 26سبتمبر أعداء من الخارج وعلى رأسهم مملكة بني سعود التي عارضت قيامها، وسارعت إلى إجهاضها ودعم من تبقى من أسرة بيت حميدالدين للعودة للحكم، فكانت تدعمهم بالمال والسلاح ،وكانت تدعم عملاءها من مشائخ القبائل، الذين كانوا يقومون بتجنيد المواطنين للقتال في صف ما كان يعرف بالملكية، فقامت ثورة مضادة لثورة 26سبتمبر استمرت خمس سنوات من عام 1962م إلى عام 1967م ،حتى وصلت قوات المرتزقة إلى محيط صنعاء وتم فرض حصار على صنعاء مدة 70يوما فيما عرف بحصار السبعين ،ولكن بفضل الله وسواعد أبناء الشعب الأحرار الذين هبوا للدفاع عن صنعاء وثورة سبتمبر الخالدة ومساندة القوات المصرية التي أرسلها جمال عبدالناصر إلى اليمن لدعم ثورة الشعب اليمني والحمد لله افشل مخطط مملكة بني سعود، ونجحت الثورة.
وظلت مملكة بني سعود تتآمر على ثورة سبتمبر وتعمل على عدم تحقيق أهدافها، فقد زرعت عملاء لها ومخبرين ومرتزقة في جميع مفاصل ومؤسسات الدولة، ويتقاضون منها مرتبات شهرية نظير عمالتهم وخيانتهم لبلدهم.
وظل شعبنا اليمني يعاني ويلات الفساد والفاسدين الذين يتبعون مملكة بني سعود حتى جاءت ثورة 21سبتمبر 2014م، ثورة ضد عتاولة الفساد ورموز العمالة والخيانة ،ثورة شعبية ضد من أكلوا خيرات اليمن ،ثورة ضد الفاسدين والمجرمين، ثورة ضد الإقطاعيين ،الذين نهبوا ثروات اليمن النفطية والغازية والسمكية ،ثورة ضد المحتكرين والمسيطرين والمتحكمين في قوت الشعب اليمني ،فكانوا هم المسيطرين على قطاع النفط والغاز والاتصالات، ثورة ضد من حارب المستثمرين الأجانب ،ثورة ضد من كان يزعزع الأمن العام للبلاد ،ثورة ضد رموز القاعدة وصانعي الإرهاب ،ثورة ضد العملاء والخونة ،وتجار الحروب ،ثورة ضد الأقلمة ومشروع الفدرالية ،ثورة ضد الوصاية والارتهان للخارج ثورة ضد مشروع الشرق الأوسط الجديد،كانت هذه هي أسباب قيام ثورة 21سبتمبر ،ولكن من وقف ضد ثورة 26سبتمبر 1962م وظل يحارب ويعرقل تحقيق أهدافها طيلت العقود الماضية ،هو نفسه من قام ضد ثورة21سبتمبر ،وهي مملكة بني سعود ،وذالك عندما أحست أن نجاح ثورة الشعب يعني فشل مشروعها وكشف مخططها،فقامت بشن حربها الظالمة وعاصفتها الإجرامية ضد شعبنا اليمني العظيم في 26مارس 2015م هذه الحرب التي تجاوزت مدتها الـ900يوم ولازالت مستمرة، والتي قتلت عشرات الآلاف من اليمنيين الأبرياء ودمرت كل ما بناه شعبنا طيلة الخمسين عاماً الماضية ،حرب إبادة جماعية ،وحصار اقتصادي بري وبحري وجوي ،وكل ذالك في ظل صمت عالمي مخزٍ ،ولكن صمود واستبسال شعبنا اليمني وشجاعة وبطولات جيشنا المغوار ولجانه الشعبية البواسل هو ما سيفشل عاصفتهم ويجهض مخططاتهم.
فعلينا مواصلة الصمود ،وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية والحفاظ على الوحدة اليمنية وتحرير كافة الأراضي اليمنية ،وهي من أهداف ثورة 26سبتمبر والعمل على تحقيق بقية الأهداف .
وعاش اليمن حرا أبياً والخزي والعار للخونة والعملاء.

 

 

قد يعجبك ايضا