ثورة مستمرة لمواجهة العدوان وإقامة الدولة العادلة

اسماء يحيى الشامي
*إن لكل ثوره في هذا العالم مقومات وأهداف تنطلق من خلالها وتكون الظروف مهيئة لتغيير وخلق واقع جديد.
*وفي ظل إرهاصات مرت بها المنطقة في عالمنا العربي تحت مسمى ثورات الربيع العربي الذي شكك الكثير في حقيقتها وأنها من صنيعة ودعم دول الاستكبار ودول إقليمية وهذا جزء من الحقيقة وقد نتفق معه ولكن لا يعني أن هناك تحركات شعبية وكانت الأرضية مهيئة لإقامة الثورات في عالمنا العربي.
*حيث نجد أن كثيراً من الحركات الثورية التي تحركت تم استغلالها وتوجيهها من قبل دول الاستكبار ودول في المنطقة وأصبحوا ألعوبة بين أيديهم تنفذ مشاريعهم وهذا يرجع للأسباب منها غياب القيادة ووعيها وعدم وجود مشروع ثوري متكامل لإدارة المرحلة وقيادة الشعب نحو التغيير.
*وهذا ما حدث في اليمن 11 فبراير عندما تحرك الشعب لإسقاط النظام ولكن هذا التحرك تم استغلاله وتوظيفه من قبل الأحزاب السياسية وتجار الحروب ومراكز النفوذ الذي استغلوا الثورة الشبابية لغياب المشروع الثوري الواضح المعالم وعدم وجود قيادة للثورة صادقة ومخلصة وتملك المشروع الثوري المتكامل.
*وكان مكان حتى وصول الإخوان المسلمين بدعم ودولي والتدخل الأجنبي وحدث ما حدث حتى تم تسليم السلطة إلى الفار هادي الذي هو صنيعة الغرب ودول إقليمية وعلى رأسها العدو السعودي.
*ولكن وفي ظل هذه الظروف وإدراك أبعاد أهداف المشروع الأمريكي في اليمن ومخطط التقسيم والذي كان الإخوان المسلمون وشركاه لهم يد في تنفيذ المخطط.
*هنا كان من الثوار الحقيقيين الذين ثبتوا في الساحات و رفضوا أن يكونوا ألعوبة بيد الخارج واستمروا في خيارهم الثوري ومنهم مكون أنصار الله الذي كان يدرك خطورة المرحلة وإبعاد المخطط الأمريكي السعودي في اليمن .
*فكانت ثورة 21 سبتمر الذي تمثل إرادة الشعب الحقيقية وتلبي طموحاته وأصبح للثوار قيادة موحدة متمثلة بقائدة الثورة السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله الذي كان صادقا ومخلصاً لهذا الشعب وثورته الحقة وقد تم إسقاط رموز الفساد وتجار الحروب ومنهم المجرم على محسن وسقوط الإخوان المسلمين.
*ولكون الثورة استمرت وتم تصحيح المسار الثوري ووجدت لها قيادة هنا أدرك الغرب وأدواته في المنطقة أن هناك خطراً على عملائهم ومشروعهم في تقسيم اليمن فحاولوا إجهاض الثورة وشيطنتها والتآمر عليها ولكن كل ذلك باء بالفشل وانتصرت إرادة الشعب وتم إفشال المؤامرة الاقليمة والأمريكية في اليمن وهروب عملائهم إلى الخارج*
*وبالتالي وما نلاحظه من عدوان على اليمن من قبل العدو السعودي الأمريكي استهدف كل مقومات الحياة مع الحصار الخانق هو نتاج ثورة 21 سبتمر ومحاولة كسر إرادة الشعب الذي صحح مسار الثورة واسقط المشروع السعودي الأمريكي في اليمن*
*فكيف لا تتآمر دول الاستكبار وأدواتها في المنطقة على ثورة 21 سبتمر التي نحتفل هذه الأيام بالذكرى الثالثة لها والتي كان من أهم أهدافها التحرر من الوصاية الدولية ورفض التبعية الإقليمية.
*مما يجعلنا على يقين بسلامة الثورة وشرعيتها وأنها كانت وما زالت هي المسار الصحيح الذي هو بداية لتأسيس دولة عادلة تصان فيها الحقوق ويتحقق العدل ويستفيد الشعب من خيرات الأرض الطيبة التي نهبها الفاسدون ودول الاستكبار وأدواتها في المنطقة.
*وفي هذه الذكرى الذي يجب أن تخلد في صفحات التاريخ وان تدرس، يظهر قائد الثورة في خطابه الجماهيري ويؤكد بأن ثورة 21 سبتمر وأهدافها مازالت مستمرة وأنه يجب إحياء الحس الثوري بشكل مستمر حتى تتحقق الأهداف الكبرى وان ثورتنا مازالت مستمرة في مواجهة العدوان والتحرك المستمر في بناء دولة عادلة.
*هنا تكون مسؤوليتنا كثوار وشعب حدد خياراته في مواجهة العدوان واستكمال الخيار الثوري لأنه الضمانة الحقيقية لنهوض الشعب اليمني على المستوى الوطني والعالمي ،وما تآمر المجتمع الدولي وصمته من العدوان السعودي الأمريكي إلا جزء لاستكمال مؤامرة إجهاض ثورة 21 سبتمر الذي سوف يتعلم شعوب المنطقة وثوارها الدروس والعبر وتكون مدرسة ومنهجاً يستفيد منها أحرار العالم.

قد يعجبك ايضا