21 سبتمبر ثورة التجديد والتصحيح والكرامة

> د/يوسف الحاضري: الأحداث التي تراكمت خلال عقود من الزمن تشرح مشروعية ثورة 21 سبتمبر
> النقيب الحباري: حققت الكثير من أهدافها ونجحت في الجانب الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب
> الشيخ المهرس: لا بد من تضافر الجهود لتعزيز الصمود وتماسك الجبهة الداخلية

استطلاع/ حميد القطواني
والوطن يعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني وكذلك الاقتصادي بفعل التدخلات الخارجية عبر الإملاءات والمبادرات المفروضة من قوى الهيمنة والاستكبار العالمي وما رافق تلك المرحلة من أعمال إرهابية اغتيالات وتفجيرات، وإحياء مشاريع التجزئة كان لزاماً على شعبنا الثائر أن يقوم بثورة 21 سبتمبر التي واجهت تلك المشاريع الهدامة وقصمتها.
أبناء محافظة صنعاء تحدثوا عن هذه الثورة في عيدها الثالث وعن حجم الإنجاز الذي تحقق في ظل استمرار العدوان وعن الدور الذي ينبغي أن تقوم به الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والمؤسسات الرسمية وكافة أفراد المجتمع.
في البداية تحدث الدكتور / يوسف الحاضري قائلاً: عندما نتكلم عن ثورة الـ21 من سبتمبر وعن أسباب قيامها فإن الأحداث التي تراكمت خلال عقود من الزمن تشرح للجميع مشروعها الحقيقي ، فعندما قامت ثورتا الـ26من سبتمبر والـ14 من اكتوبر في ستينيات القرن الماضي استطاعت قوى الاستكبار العالمي الانقضاض عليها وتحويل أهداف الثورتين من أهداف للوطن أرضا وإنسانا إلى أهداف خاصة بهذه الدول الاستعمارية فكانت من جنى ثمار الثورات السابقة.
ولأن الاستعمار مهما طال أو قصر فمصيره الاندحار حتى وإن كان ظاهره التحرر والاستقلال ليخفي تواجده واستعماره فمجريات الأحداث والواقع توضح للجميع ذلك.
تسارعت الأحداث والوقائع فأصبحت دول الاستكبار تظهر استعمارها أكثر وأكثر فوجد الإنسان اليمني في أرض الحكمة والإيمان أنه لا بد من التحرك الثوري الحقيقي الجاد بالاعتماد الكلي على أبناء اليمن وقطع أي محاولات خارجية للتدخل في مسارها الثوري واستغلالها لصالحها كدروس تعلمها الثائر اليمني من الثورات السابقة ، وبالفعل انتصر.
كان الانتصار الأهم والشامل والسريع ان الثوار عرفوا من قبل عدوهم الرئيسي والأكبر فوجهوا سخطهم نحوه ساعين إلى التخلص من الهيمنة الأمريكية فتخلصوا منها وتساقطت بسرعة كل أدواتهم الداخلية والخارجية ففر من اليمن كل سفراء الدول العشر التي تسيطر على القرار اليمني وفرت أيضا كل القوى الداخلية المنطوية تحت الوصاية الأمريكية سواء كانت قوى قبلية أو عسكرية أو اقتصادية أو دينية أو سياسية وهذه من أهم منجزات الثورة والتي لم ترض المستعمر الأكبر أمريكا فتحرك بقوة السلاح لإعادة اليمن إلى حظيرة الاستعمار.
فشل ذريع
كان العدوان الذي انطلق في فجر الـ26من مارس 2015م أي بعد حوالي 5 أشهر من الثورة أخطر تحد للثورة والثوار الذين تجاوزوا كثيرا من العراقيل والأخطار خلال هذه الفترة لعل أهمها الأخطار السياسية عبر استقالة الهارب هادي وحكومة بحاح وهروبهم إلى السعودية وسعي بعض المنطوين تحت القوى العميلة الى تعطيل الحياة الاقتصادية والأمنية والتعليمية في اليمن وسعي قوى الإرهاب من القاعدة وداعش المنطوية تحت الإدارة الأمريكية إلى بسط نفوذها في كثير من المحافظات ، ففشلت كل هذه التحركات فجاء التحرك العسكري الأمريكي كحل أخير لإعادة اليمن للوصاية.
تطوير منظومة الصواريخ
وأضاف قائلا: على الرغم من العدوان الغاشم الذي استهدف كل شيء والحصار الخانق منذ31 شهرا وحتى الآن إلا أن الثوار اليمنيين بجميع أطيافهم وشرائحهم وتوجهاتهم تمسكوا بقوة العمل والصبر بثورتهم هذه ، فانطلق الكثير منهم لجبهات القتال للقيام بدوره الجهادي للذود عن الأراضي اليمنية ، واستمر بعضهم في إدارة مؤسسات الدولة واتجه بعضهم إلى التطوير والإنتاج العسكري الذي تكلل بتطوير مدى الصواريخ البالستية إلى ما بعد الرياض وإنتاج صواريخ بالستية قصيرة المدى وطائرات بدون طيار وقناصات مختلفة الأشكال والمدى وغير ذلك ، واتجه بعضهم إلى التحرك الدبلوماسي السياسي لينسف أكاذيب دول الاستكبار وسعى بعضهم إلى الاهتمام الإعلامي لفضح العدوان وجرائمه ونشر الانتصارات العظيمة للجيش اليمني واللجان الشعبية ، فتحرك المجتمع كاملا بكل أطيافه وفي كل الاتجاهات دون الإغفال عن اي عمل ، فتحققت كثير من الانجازات والأهداف الثورية ومازالت كثير منها نصب أعين الثوار ، ولعل من أهم هذه الأهداف التي حققتها ثورة الـ21 من سبتمبر هي (انكشاف عورة العالم أجمع بمنظماته وقياداته وقوانينه وحقوقيه وبأنهم ليسوا أكثر من حصَادة أموال تسعى للحصد لمن تجد عنده المال وفيرا يانعا حتى لو ارتكب أشنع وأفظع المجازر بحق البشرية اليمنية).
تحركات تصحيحية
ويمضي الدكتور الحاضري قائلاً:سعت كثير من القوى العميلة وكثير من أبناء اليمن في بادئ الأمر للتشكيك في منهجية الثورة قبيل انتصارها متهمة إياها بعدد من الاتهامات بعد أن غذت عقولهم وتوجهاتهم قوى الاستكبار الذين شعروا بخطورة سقوط مشاريعهم في اليمن ، ولكن الثورة بثوارها وقيادتها الحكيمة أفشلت كل تلك المساعي بانتصارها في 21سبتمبر 2014م وما رافق ذلك الانتصار من تحركات تصحيحية وسليمة وأعمال يراها الجميع لعل أبرزها وأهمها السعي لتنظيف مؤسسات الدولة من الفساد الذي استشرى فيها خلال عقود من الزمن ، فكان كل تحرك تقوم به تعارضه الكثير من تلك التشكيكات فتتلاشى لتظهر أخرى وهكذا حتى جاء العدوان فاشتدت الوتيرة لهذه التشكيكات حيث سعى الكثير من هؤلاء إلى تقديم نفسه لدول الاستكبار على انهم البديل المناسب القادم ظنا منهم أن الحرب لن تطول حتى يتم القضاء على الثورة ، لكن أحلامهم تلاشت وتلاشت معها أحلام الدول الاستكبارية التي غرقت جميعها في بحار الدماء التي قدمها الثوار في جبهات القتال ومازالت، فلو كانت ثورة الـ21 من سبتمبر ثورة مصالح شخصية وأطماع ذاتية كانت لتتلاشى في فترة قصيرة أمام هذه القوى العالمية أو كانت لتستمر بمسمى ثورة ولكن تحت الاستعمار السابق ذاته ، لذا يتوجب على كل قوى الداخل الوطنية سواء كانت قوى حزبية أو قبلية أو مذهبية أن تقف يدا واحدة لضرب تلك التحركات المستمرة في التشكيك في المنهجية الحقيقية للثورة بعد 3 أعوام من انتصارها ودفاعها العظيم عن الوطن بعد أن تصدر الثوار لهذه المهمة بماله ونفسه.
خروج من التبعية
من جانبه تحدث النقيب/ محمد حمود ناجي الحباري أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية بمديرية أرحب قائلا: ثوره 21 سبتمبر هي ثورة تجديد لما سُلب من أهداف ثورة 26 سبتمبر واسترداد وتجسيد لحق الشعب في حرية تقرير مصيره والخروج من التبعية للخارج بشكليها المباشر وغير المباشر المتمثلة في الاستعمار الناعم عن طريق الأيادي والأدوات الداخلية سواء كانت أيادٍ فردية أو حزبية أو تنظيمية كما مثلت انطلاقة تصحيح لقلع فساد تراكمي متوارث وهي ما شكلت التضييق والمواجهة أمام زمر ولوبيات الفساد الأمر الذي ولد ردة فعل من تلك اللوبيات كانت نهايته فاشلة لهم تمثلت بدحر تلك الفئات ولجوئها إلى خارج الوطن مستظلة تحت أسيادها من الأنظمة الاستعمارية على أمل استرداد مراكز قواها عن طريق الحرب العسكرية والاقتصادية المتمثل في العدوان الحالي على أبناء شعبنا الحر.
جسدت الجانب الأمني
ولم تقتصر ثورة 21 سبتمبر على ذلك بل جسدت الجانب الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب من خلال مانتجت به تلك الثورة وأولها تشكيل اللجان الشعبية التي كانت الرافد والساعد الأيمن لرجال الجيش والأمن وما صمود شعبنا الأسطوري في وجه العدوان الظالم إلاً خير دليل على ثبات وتماسك الجيش واللجان الشعبية جنبا إلى جنب إضافة إلى القبضة الأمنية الحديدية في ظل ظروف الحرب والتآمر الداخلي والخارجي على الوطن كما تجلى الوعي والحس الوطني وكشف الأقنعة وتعرية الأنظمة الديكتاتورية والإرهابية على حقيقتها أمام شعبنا ودول العالم.
ضرورة ملحة
ويؤكد النقيب محمد حمود ناجي أن ثورة 21 سبتمبر كانت ضرورة ملحة لإنقاذ شعبنا واسترداد حقه في تقرير المصير وإنهاء التدخل في الشؤون الداخلية واستعادة وتحصين الهوية اليمنية من الامتدادات الفكرية الدخيلة والغريبة التي عاثت بأفكار ومفاهيم شعبنا فترة ليست بقليلة لطمس الهوية اليمنية بما يناسب ويهيئ لتقبل المستعمر بكل رحابة صدر ولكن إرادة شرفاء اليمن من قاده تلك الثورة انتصرت على ما أراده المستعمر والمتربص وحطمت طموحاتهم.
ويضيف قائلاً: نعم حققت ثورة 21 من سبتمبر أغلب أهدافها لعل أبرزها التحرر من التبعية وتحسين أداء الجيش والأمن من خلال ماهو واقع معاش ومن خلال التصنيع العسكري كأكبر دليل وكذلك وعي المواطن باستشعار المسؤولية تجاه وطنه ومن وعي مجتمعي انعكس بصمود أسطوري لشعبنا في مواجهة العدوان.
نبذ كل أقاويل التشكيك
ويرى الحباري أن دور الأحزاب والمنظمات أمام الخلط في مفهوم ثورة 21 سبتمبر يتجلى في التوعية للشعب من خلال قنوات تواصلها مع الشعب بتوعية الناس ونبذ كل أقاويل التشكيك في صحة وسلامه أهداف ثورة 21سبتمبر والواقع الملموس لنتائج تلك الثورة واضح وجلي لاينكره إلاً جاحد أو بوق إعلامي خارجي ينفذ سياسات تخدم أعداء الوطن أو ممن كانوا بؤرا للفساد وانقطعت مصالحهم فالفوارق واضحة وملموسة من قبل الثورة عما بعدها وأبرزها انحسار الإرهاب ونبذ الطغاة والفاسدين والصمود الأسطوري أمام الحرب الظالمة على شعبنا فينبغي على كل المؤسسات والمنظمات النظر بعقلية ومسؤولية لتلك الثورة والنظر بالنظرة الايجابية والصادقة أمام شعبهم وثورتهم وتجنب زج المصالح الشخصية والصراعات السياسية للتشويه بتلك الثورة.
واختتم حديثه بالقول: أنا على ثقة بهذه الثورة والنابعة من ثقتي بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الطحوثي ومن إلى جانبه من الأوفياء من أبناء الشعب التواقة إلى الأفضل وتهانينا لأبناء شعبنا وامتنا وكل أحرار العالم العربي بقدوم هذه المناسبة العظيمة آملين باستنهاض الهمم وتلبية الحشود ورفد الجبهات بالمال والرجال وهيهات منا الذلة.
شعارات جوفاء
الشيخ حميد علي سرحان المهرس أحد مشايخ مديرية أرحب تحدث عن ثورة 21 سبتمبر قائلاً: إن ثورة 21 سبتمبر ثورة عادلة كان الشعب بحاجة إليها خاصة وأنها قامت ضد القوى المرتهنة للخارج قوى عملية لدول الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل تلك القوى التي كانت تدعي الوطنية ومحاربة الفساد والغلاء وعند وصولها إلى السلطة لم يلمس المواطن أي تحسن اقتصادي أو أمني.
بل ازدادة معاناة الناس اقتصادياً واتضح للشعب أن تلك الشعارات التي كانوا يتغنون بها لم تكن إلا شعارات جوفاء.
وأضاف قائلاً: لقد تحققت العديد من أهداف ثورة 21 سبتمبر بفضل الله ثم بفضل الرجال المخلصين الذين لا يقبلون بالضيم ولا بالوصاية وعلى رأسهم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله.
ولعل أبرز ما تحقق خروج اليمن من التبعية والوصاية لدول الاستكبار العالمي بالإضافة إلى تطهير البلاد من الخلايا الإرهابية والتخلص من القوى العميلة للخارج.
إصلاح ذات البين
واختتم حديثه بالقول: لم تكن ثورة 21 سبتمبر ضد طرف أو شخص بعينه أو جماعة بل قامت هذه الثورة من أجل مصلحة الوطن بأكمله فينبغي على الجميع أحزاب ومنظمات جماهيرية ومؤسسات رسمية أو شعبية وكذلك القوى الوطنية وكل أفراد المجتمع أن يعملوا كل من موقعه من أجل إصلاح ذات البين وأن يضعوا مصلحة الوطن نصب أعينهم فلا بد من تضافر الجهود لحل أي خلاف يضعف من تماسك الجبهة الداخلية وأن لا ينجروا وراء الفتن والمصالح الشخصية أو الحزبية وأن لا ينخدعوا بالشعارات والإغراءات الزائفة التي تروج لها وسائل الإعلام التابعة لدول العدوان وأن على الجميع دعم ورفد جبهات التحدي والصمود والنصر قادم بإذن الله.

قد يعجبك ايضا