تواصل واتفاق قصم ظهر العدوان
صولان صالح الصولاني
لا يختلف أثنان من أبناء شعبنا اليمني الحر الثائر، على أن الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان السعوصهيو أمريكي، تتعرض حالياً لحملة شرسة واستهداف ممنهج من قبل العدوان وأدواته في الداخل، وإزاء ذلك تجد اليمنيين الأحرار والشرفاء وفي مقدمتهم المؤتمريون والأنصار لم يتوانوا قط هذه الأيام عن ذكر وترديد قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” سراً وعلانية وحين يمسون وحين يصبحون، معتبرين ما ورد في الآية الكريمة أمراً إلهياً يتوجب على اليمنيين كل اليمنيين الأحرار والشرفاء، التقيد والالتزام به كشرط مهم وأساسي لن يتحقق النصر لشعبنا اليمني على قوى تحالف الشر والعدوان السعو صهيو أمريكي إلاّ به.
لكن هناك الكثير من الأدعياء المتسللين بمواقع التواصل الاجتماعي المحسوب نصفهم على أنهم من المؤتمر ضد أنصار الله، والنصف الآخر على أنهم من أنصار الله ضد المؤتمر، والذين من تعليقاتهم الاستفزازية وتقاريرهم النفاقية والمعدَّة بعناية فائقة وأيضا من تحركاتهم النشطة وتنقلاتهم السريعة والمشبوهة كذلك من صفحة إلى أخرى ومن موقع إلى آخر، يثبتون يوماً بعد آخر أنهم صاروا يشكلون جيشاً إلكترونياً كامل الاركان، وجبهة إعلامية مضادة ومعادية يشنون على اليمن واليمنيين من خلالها حرباً عدوانية وإن كانت هادئة لا أصوات مدافع فيها ولا أزيز طائرات، إلاّ أن وقعها وخطرها على وطننا وشعبنا اليمني المعتدى عليه غدراً وظلماً وعدواناً، أشد وأنكى بل وأفتك من الصواريخ والقنابل المحرمة دولياً التي ما ينفك طيران تحالف العدوان السعو صهيو أمريكي يستهدف بها – ليل نهار – منازل اليمنيين الأبرياء ومزارعهم ومدارسهم ومستشفياتهم وأماكن تجمعاتهم في الأسواق العامة والمنشآت الحيوية والمساجد وصالات الأعراس ومجالس العزاء و… و..إلخ منذ ما يقارب العامين ونصف.. فتجد أولئك الأدعياء المنافقين والمرتزقة ينفذون من واقع تخندقهم الخفي خلف طابورهم الخامس المسيَّر والموجّه والمموّل أيضا من قبل تحالف العدوان، عمليات تسلّل وزحوفات فيسبوكية وتويترية وواتسابية واسعة النطاق باتجاه اختراق وتفكيك الجبهة الوطنية الداخلية عن طريق غزو واحتلال العقول المحصورة في دائرة ضيقة، وغير المنفتحة على الآخر الوطني، والعمل بما أمكن على ترويض أصحابها وخصوصاً المنتمين لكل من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وتطويعهم من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون لضرب واستهداف وحدة الصف الوطني الداخلي خدمة لتحالف العدوان، وذلك بصرف أنظارهم عن مواجهة العدوان وحرف البوصلة نحو تفكيك الجبهة الداخلية من خلال بث ونشر السموم والأحقاد في أوساطهم بما من شأنه خلق جو من التوتر والشحناء بين مكوني المؤتمر وأنصار الله، أملاً في تفكيك الشراكة بينهما وإحداث صراع يصب في صالح العدوان ومخططاته الخبيثة التي عجز عن تحقيقها عسكرياً حتى اليوم.
إلا أن ما لم يكن يتوقعه العدوان ومرتزقته، هو أن حدثاً تاريخياً مجلجلا طرأ يوم الأربعاء الماضي على الساحة الوطنية في الداخل اليمني، كان بمثابة ضربة باليستية قصمت ظهر تحالف العدوان وأصابته في مقتل، وتمثل ذلك في التواصل المباشر الذي جرى بين قيادتي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ممثلتين بقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي والرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح، وتأكيدهما المشترك على تماسك الجبهة الداخلية وتوجيه الطاقات الوطنية لمواجهة العدوان والتصدي له في كل جبهات القتال وصولاً إلى تحقيق الانتصار الحاسم على قوى تحالف الشر والعدوان السعو صهيو أمريكي وإفشال مخططاته الهادفة إلى تمزيق الوطن وتفكيك النسيج الاجتماعي لشعبنا.. ولتذهب رهانات العدوان إلى الجحيم ولتمض قواته وجحافله ومرتزقته إلى مصيرهم الحتمي يتجرعون كؤوس المر والعلقم على أيدي أبطال جيشنا اليمني البواسل ولجاننا الشعبية الفتية.