مملكة الإرهاب (22)

عبدالله الأحمدي
ثورة السيقان :
مؤخرا اعتقلت الشرطة السعودية فتاة سعودية اسمها خلود بتهمة ارتدائها فستانا قصيرا، يكشف عن ساقيها، ويعرضها لعيون الناظرين. الفتاة كانت قد ظهرت في صورة على شبكة التواصل الاجتماعي، في إحدى القرى الأثرية في ضواحي مدينة الرياض، في زيارة لتلك القرية مع أفراد عائلتها. تقارير منظمات حقوق الإنسان تؤكد كل عام أن طاغوت آل سعود يسجل أسوأ الدرجات في قضايا حقوق الإنسان لكل المواطنين في المملكة رجالا ونساء، لكن المرأة تعيش قهرا اشد، وتفرض عليها قيود من قبل السلطات الحكومية، والشرطة الدينية، ثم المجتمع الذي لازال يقدس قيم البداوة الاقطالية.
المرأة في مملكة العهر الداعشي تعيش في محنة، فهي لا تستطيع ان تسافر، إلا بمحرم، ولا تستطيع أن تختار شريك حياتها، وتفرض عليها حياة خارج إرادتها، حتى أنها لا تستطيع أن تتصرف بأملاكها، إلا بوجود محرم، فالنظام يكرس النظرة القاصرة للمرأة، ويعتبرها ناقصة عقل ودين، كما يفتي له فقهاء الوهابية.
خلود المقبوض عليها تعمل عارضة أزياء، ومن حقها أن تعرض، وتجرب ما يصل إليها من أزياء، وخاصة أنها في قرية بعيدة عن الكثير من السكان، فهي ليست في شارع عام.
المرأة في مملكة العهر الداعشي تعيش محنة رجعية النظام وتخلفه، وبداوته التي يكرسها على الشعب بالقوة القهرية. انه يفرض على المرأة نوع لباسها، وزواجها، وكيف تنام، وكيف تأكل، وكيف تمشط شعرها، وكيف تخفيه، حياة المرأة مسلسل طويل من القهر والقمع، يوصها الى الجحيم. المرأة هناك ممنوعة من ممارسة أي نشاط اجتماعي، وتقتصر حياتها على الإنجاب، وطاعة الرجل، وتلبية رغباته الجنسية. ويعرف العالم مدى القمع الذي تعانيه الناشطات في هذه المملكة، وقصة قيادة السيارات معروفة، والتي حرمت على المرأة بفتاوى وهابية، بحجة أن قيادة السيارة مثير جنسي للمرأة.
في العام 2015م حصلت المرأة على ربع صوت في المجالس البلدية ، ونجحت امرأتان في بلدية جدة، ولكن هذا النجاح حير فقهاء الوهابية في مكان جلوس المرأة، في الأمام، هل أم في الخلف، أم على اليمين، ام على اليسار؟!
وفي مجلس الشورى السعودي، هناك أربع نساء يشكلن جزيرة بعيدة عن أعضاء المجلس.
عضوتا بلدية جدة ظلتا في حيرة الجلوس، ثم غادرتا المجلس إلى البيوت.
الأسرة السعودية تحرم على نساء الشعب ما تحلله لنساء الأسرة، فنساء الأسرة يسافرن بدون محارم، ويلبسن آخر الموضوع، شبه العارية، بل ويمارسن الجنس بحرية مع من يردن، ولعلكم تذكرون الفيديو الذي تمتلكه المخابرات الروسية عن أميرات من الأسرة مارسن الجنس مع ضباط يهود .
القبض على العارضة خلود أثار ثورة لدى النساء في المملكة، فخرجن يعرضن سيقانهن على شبكة التواصل الاجتماعي بالآلاف، في تحد صارخ لنظام الأسرة الرجعية البائدة، وهي ربما بداية ثورة للمرأة داخل مملكة العهر الداعشي.
قبل أكثر من 14 قرنا من الزمن، كانت المرأة في مكة والمدينة، تدير شؤونها باستقلالية عن الرجل، وكانت في عهد الرسول تشارك في المعارك، وتضمد الجرحى وتسقيهم وترعاهم، وتحمل السيف، وتجاهد.
يذكر التاريخ أن الرسول أعطى لنسيبه سهمي رجل من الغنائم في إحدى المعارك. إذا قارنا وضع المرأة في مملكة العهر الشيطاني بذلك العصر ، سنجد ان المرأة قد رجعت إلى ما قبل الجاهلية. وحتى وضع المرأة في الجاهلية لا يقارن بوضعها تحت حكم آل سعود الاستبدادي، الطاغوتي. لقد كانت المرأة في الجاهلية حرة، لا تباع، بعكس ما هو موجود اليوم من إكراه، واستعباد للمرأة في ظل إرهاب النظام البدوي السعودي الذي لا يحترم دينا ولا ملة، ويحكم الناس بالشهوات والندوات.
لقد فرضوا على المرأة ما يسمى بنظام الولاية، فالمرأة لا تتصرف، ولا يجوز منها بيع ولا شراء، ولا نكاح، ولا سفر، ولا تعليم إلا بحضور الولي، حتى وان كان متعنتا.
المرأة في مملكة الدواعش تعيش أوضاعا لم يعرفها التاريخ، فهي عبارة عن سلعة تباع وتشترى بأسواق نخاسة الأسرة المالكة، وتبادل بالمقتنيات المعروضة، وتهدى لهذا، أو ذاك من سراة القوم، وهي حرمة اعزكم، ولا فرق بين عبوديتها في القصور الملكية، او في الخيام البدوية. فالعبودية واحدة. يفرض على المرأة الزواج رغما عنها، وتباع وهي مغطاة بالأسمال والأغطية، وتتكدس الزوجات في البيوت، طبقا لنظام الأربع زوجات، وفي قصور الأمراء هناك السرايا، والجواري، ومازالوا يعملون بنظام ملك اليمين. وفي الشوارع والأسواق تقوم الشرطة الوهابية بملاحقة النساء وضربهن كالأغنام دون احترام أو حياء.
في هذه المملكة السجن ينزل على المرأة اشد العذاب، فصوتها عورة، وملبسها عورة، وهي كلها عورة. وكل فتاوى هيئة علماء الوهابية مكرسة ضد المرأة، وكأن لا عمل لهذه الهيئة إلا تكبيل جسد المرأة وعقلها، وروحها.
لا صوت يرتفع للمرأة داخل أسوار سجن المملكة، وإلا فالصوط في ظهرها، المرأة تجلدها الأسرة، وتجلدها السلطة، ويجلدها المجتمع، بكل أنواع الجلد والحصار.
كل من يريد أن يرفع صوته، رجل أو امرأة في مملكة العهر إما ان يهرب إلى الخارج أو يدفع ثمنا غاليا في سجون آل سعود ومقاصلهم. مملكة العهر الداعشي هي إرهابية في الداخل والخارج، وهي سجن بكل ما تعنيه الكلمة، وخاصة للنساء، ولا فرق بين أسواق الرقيق والنخاسة في الماضي، وما تعيشه المرأة اليوم في مملكة الدواعش، فكل شيء مفروض عليها من ملبسها، إلى حياتها، إلى موتها.

قد يعجبك ايضا