“هيومن رايتس ووتش”: الأنظمة المشاركة في التحالف السعودي تتجنب الاعتراف بمسؤوليتها

شهادة حية لجريمة تحالف العدوان السعودي في حي فج عطان

سعي اعضاء التحالف السعودي إلى الاختباء خلف كيان التحالف لحماية أنفسهم من المسؤولية عن الانتهاكات التي ترتكبها قواتهم قد يؤدي إلى مزيد من الانتهاكات التي تحدث دون عقاب
الٹورة
قالت “هيومن رايتس ووتش” إن الأنظمة التي شاركت في تحالف الحرب الذي تقوده السعودية على اليمن تجنبت الاعتراف بمسؤوليتها القانونية الدولية حيال وقائع انتهاك لقوانين الحرب كما رفضت تقديم معلومات عن دورها في الغارات الجوية غير القانونية المزعومة في اليمن، في إشارة إلى جرائم الحرب التي ارتكبها طيران تحالف العدوان السعودي الإماراتي خلال عدوانه على اليمن المستمر منذ نحو عامين ونصف.
وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته أمس أنها حاولت مراسلة أعضاء التحالف الحاليين والسابقين لحضهم على تقديم معلومات عن تحقيقاتهم في انتهاكات قوانين الحرب ونتائجها، كما يقتضي القانون الدولي. إلا أنه لم يرد أي منهم”، مشيرة إلى أن عدم استعداد التحالف لإجراء تحقيقات جادة في الانتهاكات المزعومة لقوانين الحرب كان واضحا في رده على الغارات الجوية على المباني السكنية في العاصمة صنعاء في 25 أغسطس الماضي والتي أودت بحياة أكثر من 20 مدنيا.
ولفتت رايتس ووتش إلى تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن والذي أبدى قلقه من أن أعضاء التحالف “يسعون إلى الاختباء خلف كيان التحالف لحماية أنفسهم من المسؤولية عن الانتهاكات التي ترتكبها قواتهم” معتبرة أن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من الانتهاكات التي تحدث دون عقاب”.
وأكدت أن إخفاق التحالف أو أي عضو فيه في إجراء التحقيق بصورة موثوقة في انتهاكات قواته لأكثر من سنتين من النزاع المسلح يؤكد ضرورة إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من قبل جميع أطراف النزاع.
ونسبت المنظمة في تقريرها إلى سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “لا يمكن لأي عضو في التحالف ادعاء نظافة يده في اليمن حتى يعترف جميع أعضائه بالهجمات غير القانونية التي شاركوا فيها.. لا يُعقل أن يعلن التحالف أن تحقيقاته ذات مصداقية بينما يرفض الإعلان عن المعلومات الأساسية، مثل الدول التي شاركت في الهجوم وإذا كان أي شخص خضع للمساءلة”.
وأكدت ويتسن على الدول أعضاء الأمم المتحدة أن توضح تماما لأعضاء الائتلاف أنهم لا يفون بالمعايير الأساسية للشفافية، وأن “مجلس حقوق الإنسان” سوف يتدخل ويضمن التحقيق في هذه الانتهاكات، إن لم يكن أي من الأطراف المتحاربة على استعداد للقيام بذلك”.
جريمة حي فج عطان.. شهادات حية
وبحسب المنظمة فقد أفاد شخصان من ذوي ضحايا الغارات التي استهدفت في 25 أغســطس الماضـي ثلاثــة مباني سكنية في حي فج عطان جنوب العاصمة صنعاء “بأن الحي كان منطقة كثيفة بالسكان وان الغارات أسفرت عن مقتل 16 مدنيا على الأقل وجرح 17 آخرين وان التحالف الذي تقوده السعودية اعترف بتنفيذها بعد احتجاج دولي، ولكن كما حدث في الضربات الجوية السابقة التي يبدو أنها غير مشروعة، لم يقدم تفاصيل عن أعضاء التحالف الذين شاركوا في الهجوم أو البلدان التي تجري أي تحقيق.
ونسبت المنظمة في تقريرها غلى احد ساكني الحي يدعى محمد معصار أنه أفاق حوالي الساعة 2 صباح الـ25 من أغسطس وتوجه إلى سطح منزله في صنعاء بعد سماع غارة جوية. قال إنها وقعت 4 ضربات جوية بفواصل دقيقتين أو 3 دقائق. ضربت أول 3 منها جبال فج عطان على مشارف صنعاء”.
وقال معصار إن الضربة الرابعة أصابت الحي المجاور حيث “يعيش الناس هناك، أشخاص من صنعاء وكثير من النازحين من مختلف المحافظات.. وأضاف: رأيت الدخان يتصاعد من وسط المنازل” وعلم معصار لاحقا أن طائرات التحالف ضربت مبنى من 3 طوابق كان يملكه، ومبنيين من 4 طوابق لعمته وقال: إن مباني عمته “دُمرت”، وأن المباني “أصبحت ركاما وغبارا وخسائر”.
ويورد تقرير المنظمة رواية عن الضحايا تشير إلى أن علي الريمي الذي استشهد أفراد عائلته عدا ابنته بثينة كان موظفا في وزارة النفط والمعادن وانتقل شقيقه مع زوجته وأطفاله الستة قبل 6 أشهر إلى شقة أرخص في الحي تحت الجبال. أخبره شقيقه في رسالة نصية أن أصوات الهجمات الأولى أرعبت أطفاله، مشيرا إلى أنه عندما انقطعت رسائل شقيقه، “أخذ هاتف أمه وبدأ بالاتصال بأخيه. لم يرد.. اتصل به مرارا، ولكن الهاتف كان يرن ولا مجيب… وأضاف: شعرت بالتوتر الشديد، بأن مصيبة ما وقعت”.
ويضيف تقرير المنظمة: “ اتصل الريمي بصديق في المنطقة و”سمع ضجيج سيارات الإسعاف والناس يقولون خذوه! … أخرجوه!… ساعدوا هذا… ساعدوا ذاك”. سار الريمي على الفور إلى المنطقة و”وجد الدمار”. حيث قال: إن المنطقة كانت تعج بالفوضى، وكان الدمار شديدا بحيث انه لم يتمكن حينها من معرفة منزل شقيقه. ساعده شقيقه الآخر عبر الهاتف ليجد مكان المنزل. قال الريمي “كان أنقاضا، قلت له بألا يتصل بأمِّنا”.
وأسفرت الغارة عن مقتل شقيق الريمي وزوجة أخيه و5 من أطفالهم الستة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2 و10 أعوام، وشقيق زوجة أخيه. لم تنج سوى ابنة العائلة البالغة من العمر 6 سنوات. مكث الريمي يساعد في جهود الإنقاذ. عثر رجال الإنقاذ على أخيه عند حوالي الساعة الـ5 مساء بعد أكثر من 14 أو 15 ساعة من البحث المتواصل”.
وبحسب التقرير فقد أعد معصار لـ هيومن رايتس ووتش قائمة بأسماء وأعمار وجنس القتلى والمصابين والمستشفيات التي أخِذوا إليها حيث قتل 16 شخصا في الهجوم، بينهم 7 أطفال تتراوح أعمارهما بين عامين و13 عاما، و17 جريحا، بينهم 8 أطفال. 2 من أبناء عم معصار، تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عاما، كانوا من بين القتلى.
ويشير تقرير هيومن رايتس ووتش في تناوله للدول المشاركة في التحالف السعودي إلى أن السعودية نشرت 100 طائرة للمشاركة في عمليات التحالف، والإمارات 30 والكويت 15 والبحرين 15 وقطر 10، .
ويشير إلى أن طائرة حربية مغربية من طراز إف-16” تحطمت أثناء قيامها بمهمة في اليمن كما تحطمت طائرة بحرينية من طراز “إف 1”في ديسمبر 2015م وسقطت طائرة، يقودها طيار أردني، من طراز “إف-16” “ عندما كانت تقوم بتنفيذ عمليات للتحالف فيما شنت مصر عام 2015م غارات جوية على الساحل الغربي لليمن وهاجمت طائرة مروحية قاربا يقل مهاجرين صوماليين ولاجئين قبالة سواحل الحديدة في مارس 2017م، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

قد يعجبك ايضا