
تحقيق /نجلاء علي الشيباني –
غائم كليــاٍ .. وارتفــاع فــي درجــة القلـق
تحقيق /نجلاء علي الشيباني
**وجوه شاحبة من كثرة السهر وتصرفات قد تصل إلى حد الغرابة .. شعر طويل وعيون ناعسة وأجساد منهكة..لا تستغرب إذا رأيت أحدا بهذه الصفات فهذا كله دلالة على قرب الامتحانات الوزارية ذلك لأن المستقبل يتوقف على ما ستكتبه أنامله فمن إجابته على أسئلة الامتحان يحدد الطالب اتجاه سير حياته فإما للأعلى أو للأسفل ..طقوس هذه الاستعدادات والظروف المحيطة بها تجدونها في هذا التحقيق ..
لاشك أننا جميعاٍ مررنا بهذه الفترة المرعبة (قرب الامتحانات) وزيادة الضغوط الأسرية والمجتمعية علينا لكن الطلاب هذا العام يواجهون ضغوطاٍ جديدة تتمثل بتغير طريقة الامتحانات وتعدد النماذج داخل القاعة واقتران الأسئلة والإجابات في دفتر واحد وغيرها من الإجراءات المستجدة والتي بدأت تربك الطالب وتدخله في دوامة التفكير.. فارس الشدادي طالب في الثالث ثانوي علمي لم يستطع أن يخفي قلقه الذي ازداد عند سماعه بهذه التعديلات على الامتحانات من قبل وزاره التربية والتعليم كما جاء على لسانه :(أنا ذاكرت وعملت جهدي وكمان اطلعت على نماذج الأسئلة للسنوات الماضية وقمت بحلها وفهم كيفية صياغة الأسئلة الوزارية ولكن عندما علمت بهذه الإجراءات بدأ الخوف يزيد لدرجه لم أكن أتخيلها والله يستر من المفاجأة.
أما نورمان طالبة في نفس المستوى قسم أدبي تقول: إنها تخاف في الآونة الأخيرة أكثر مما تذاكر خاصة بعد سماعها هذه الأخبار من مدرسيها وتتمنى نورمان أن لا تكون هذه المستجدات عاملا للإرباك وتدعو باستمرار أن تحصل على النموذج البسيط وما يخيفها أكثر هو عدم قدرتها على مراجعة الحل بعد الامتحان بصورة كاملة وذلك لوجود الأسئلة في دفتر الامتحان.
تطمينات وزارية
الاختبارات أتت لقياس مستوى الطالب لا لعرقلته كل هذه التغييرات تهدف إلى خلق جو مناسب للطلبة داخل قاعة الامتحان هذا ما صرح به وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الرزاق الأشول لذا لاداعي للقلق من تعدد النماذج الامتحانية وغيرها من الإجراءات فكلها تهدف للحد من ظاهرة الغش والضوضاء التي من شأنها أن تربك الطالب أثناء الامتحان ويضيف قائلا:لم نقم بهذه التغييرات إلا لتحسين أداء الطالب على ورق الامتحان .
وأكد أن الوزارة استكملت كافة الإجراءات لتوفير جو ملائم لطلاب وطالبات الثانوية العامة والأساسي للامتحانات النهائية لعام الدراسي 2012- 213م.. متمنياٍ لجميع الطلاب والطالبات النجاح والتوفيق .
دور الأسرة
لكل أسرة طابعها الخاص واستعداداتها لاستقبال الامتحانات الشهادة العامة فهناك من يسعى جاهداٍ لخلق كل الظروف المناسبة وتوفير كافة متطلبات أبنائهم من ملازم ودروس خصوصية ..وأخرى ترى أن هذه الأعمال من شأنها أن تشدد الخناق على الطالب وتزيد الضغوط عليه ويكفي من وجهة نظرها أن تقوم بالتشجيع والتحفيز ومراقبة الأولاد عن بعد محمد حمادي أب لتوأم /يرى أن الاختبارات النهائية للثانوية العامة ستقدر كل الجهود التي قام بها منذ أن التحق أولاده بالمدرسة لذا قام بالاستعداد لهذه المرحلة منذ عام ونصف وجهز لهم كل ما يستطيع عمله من دروس خصوصية على يد أساتذة متميزين بالإضافة إلى الحاقهم بمعاهد التقوية قبل الدراسة وكل ذلك من أجل أن يحصدوا درجات عالية تؤهلهم للالتحاق بالكليات التي يريدون ويضيف الأبناء ما زلوا صغاراٍ لايعرفون أهمية هذه السنة ولا يدركون قيمتها الحقيقية في تغيير مسار حياتهم لذا من واجب كل أسرة أن تعمل جاهدة لتوفير الأجواء التي من شائنها أن ترتقي بمستوى أبنائها .
ولا يخالفه الرأي خليل المذحجي في أهمية هذه السنة وقدرتها على عكس كل الجهود المبذولة من قبل أولياء الأمور طيلة فترة الدراسة ولكنه يرى أن الضغط الزائد قد يؤثر على الطالب وينعكس عليه بالسلب فلابد أن تتعامل الأسرة بوسطية وان لا تضغط على أبنائها فكل شخص سيأخذ نصيبه لذا على كل رب أسرة أن يقدر الحالة النفسية التي يمر بها الطالب وان لا تزيد من مخاوفه من خلال ضغطها عليه بصورة كبيرة فهو مازال إنساناٍ ومن الضروري أن يرتاح ويرفه على نفسه .
انعدام لتركيز.
الصحة الجيدة عامل رئيسي في المذاكرة السليمة التي تقلل من حدة القلق والتوتر لدى الطلاب أثناء فترة الامتحانات أخصائي الطب البشري الدكتور/ عبدالله الذبحاني/ يوضح أن الطالب في أيام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف الذي يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ ,وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل والطلاب الذين يستمرون في الاستذكار ولفترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيز في المخ قدرة معينة بعدها يقل التركيز و الفهم والتذكر ,ولهذا يجب التوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح لا يتحدث خلالها أو يتفرج على التلفاز حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها وإذا وجد الطالب نفسه عصبيا أو خائفا أو جائعا فلا يذاكر في هذه الأثناء فالخوف من الامتحانات كما يقول الدكتور الذبحاني قد يجعل الطالب يصدر أصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها وهذا يعني أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق كما أن خلايا المخ لا تنشط فتنتج صعوبة في الاسترجاع للإجابة وتثبت الذهن وصداع وخمول وبعض الاضطرابات الانفعالية كالشعور بتسارع خفقان القلب وسرعة التنفس مع جفاف الحلق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان .
ساعة الصفر
لا توجد أسرة لا تريد لأبنائها أن يحصلوا على أعلى المراتب من هذا المنطلق تسعى غالبية الأسر جاهدة وراء خلق جو مناسب للمذاكرة ولكن هناك من يقوم بهذا الدور بصورة سلبية مهامهم بإعلان حالة الاستنفار داخل المنزل وينقطعون عن زيارة واستقبال احد ويغلقون باب الغرف على أبنائهم طيلة اليوم سعياٍ إلى توفير أجواء ا هادئة ومناسبة للمذاكرة ويبقى الحال كما هو عليه حتى نهاية الاختبارات مما يولد أجواء مضطربة ومشحونة داخل المنزل من شأنها أن تؤثر على الطالب عكسياٍ وذلك لعدم تعوده على مثل هذه الطقوس طيلة فترة الدراسة هذا ماعبرت عنه حنان طالبة الثالث الثانوي أدبي وتقول: إن هذه الإجراءات والتدابير التي تتخذها أسرتها تربكها في أغلب الأحيان هي وشقيقها الأصغر الذي يدرس في التاسع أساسي وعلى النقيض تعمل جميلة القباطي ربة منزل فهي كما تقول تحاول أن تظهر دائماٍ بصورة مبتسمة في وجه ابنها ناصر ليتفاءل وتعمل جاهدة على مراقبته والاهتمام بما أنجز وتشجيعه على الاستمرار بالمذاكرة حتى في طريقة تحضيرها للطعام تهتم جميلة بطبخ الأطعمة التي تزيد من نسبه الذكاء والتركيز لدى الطالب وتقول: لا أدري إذا كان صحيحاٍ لكني أسعى جاهده لتقديم كل ما يحتاجه ابني بطرق علمية قرأت عنها.
الظلام والماطور
ليس بالجديد على الطالب اليمني أن يذاكر على أضواء الشموع هذا حال الأغلبية من طلاب اليمن خلال الفترة الأخيرة ولكن الجديد هو ظهور منغصات المذاكرة كما يقول بعض الطلبة بكر الحكمي ثالث ثانوي معبراٍ عن سخطه لهذه الحالة المتعبة: (يالله اقدر اذاكر نصف ساعة وعشر دقائق ارتاح وهكذا طيلة فترة انطفاء الكهرباء مما يصعب المذاكرة لتزيد من قلقي كل هذا في كوم وأصوات المواطير(المولدات الكهربائية ) كوم آخر فحين تنطفئ الكهرباء أصوات المواطير من كل جانب وكأني اذاكر في احد المصانع مما يسبب لي ألم في الرأس كيف اذاكر بلا ضوء لا هدوء ما يجعل بكر مستاء جداٍ ويتحدث بصوت عال وبعصبية ويتمنى أن يذاكر في مكان هادئ وبه قليل من الإضاءة حتى ولو كان على رصيف الشارع في اغلب الأحيان يضطر إلى الذهاب للمذاكرة مع أصدقائه المجتمعين في بيت احدهم ليذاكر هرباٍ من الظلام وأصوات المواطير المزعجة مع أن جميع أصدقائه يتناولون القات وبعضهم يدخن وهذه السلوكيات غير محببة لبكر ويعلم تماما حقيقة إضرارها على الطالب أثناء المذاكرة إلا أن الظروف حكمت عليه بالذهاب إلى هناك .
وصفة نفسية وتربوية
يورد علماء النفس والإرشاد التربوي الطرق التي يجب أن يسلكها الطالب لتجنب الوقوع في شباك الخوف والقلق من الامتحانات وتتلخص في إبعاد فكرة أن الامتحانات مسألة حياة أو موت من ذهن الطالب فالامتحانات ماهي الاختبار لقدرة الطالب على التحصيل الدراسي لذلك فإن كل طالب لديه قدرات كافية لاكتساب المعرفة وعليه أن ينمي القدرات بالاستعدادات الجيدة والمذاكرة الناجحة لمواجهة أي اختبار كان ومذاكرة الطالب لدروسه منذ بداية العام وتفهم الأسرة للعملية التربوية عن طبيعة المذاكرة وكيفية الاستعداد للامتحانات وإدراكها الوعي لقدرات الطالب الذاتية وتصوراته عن مستقبله والابتعاد عن أسلوب المراقبة المشددة والحرص الزائد على الطالب كالإقامة الجبرية للطالب في المنزل الأساليب الناجحة في تجنب حالة القلق والتوتر والخوف من الامتحان لأن الله تعالى أمرنا بأن نعمل ما ما بوسعنا ثم نتوكل عليه بعد وأثناء القيام بواجبنا كما يجب والثقة بالنفس ومن يستعد للامتحان منذ أول العام الدراسي ويتوكل على الله لا بدأن تتولد لديه الثقة بالنفس هذا ما ينصح به المختصون في حالة القلق والتوتر والخوف الزائد من الامتحان .
وينصح المختصون الطالب أن يدخل قاعه الامتحانات وهو مدرك تماماٍ بأنه سيستخدم الوقت المخصص للامتحان بكامله دون تفريط بأي دقيقة منه وعند استلام أسئلة دفتر الإجابة عليه أن يبدأ بقراءة الأسئلة بكل دقه وتمعن وهذا يساعد الطالب على بيان الأسئلة الصعبة من السهلة وتوزيع الوقت المناسب لكل منها والإجابة على الأسئلة السهلة ثم الصعبة.