المـنـاخات المـلائمة للـطلاب

استطلاع / أسماء حيدر البزاز –

في الوقت الذي تحاول بعض الأسر توفير الأجواء والمناخات الملائمة للطلاب وتخفيف الضغوط النفسية أثناء اختبارات نهاية العام إلا أن هناك أسراٍ تزيد معاناة أبنائها من خلال تكليفهم بالعمل وتوتير الأجواء داخل المنزل مما يؤثر سلباٍ على تحصيلهم العلمي والسؤال: متى ستعي الأسر أهمية الاختبارات النهائية وتوفير المناخات الملائمة والمحفزة للطلاب والطالبات على الاجتهاد وتحقيق نتائج باهرة¿!

إيمان شرف – ثانوية عامة مدرسة السمح بن مالك تقول: بالرغم من أن هذه هي سنة تحديد المستقبل بما سنجنيه من معدلات تقديرية إلا أنه وللأسف مازالت الأسرة تنظر إلى تعليم الفتاة بأنه زائد على وظيفتها الاساسية في تنظيف المنزل والمطبخ إلى أن تصل إلى بيت زوجها الذي هو في نظرهم المستقبل لا الشهادة العلمية ولا الوظيفة ولهذا فلا يوجد أي جو امتحاني نعيشه بل هو ذلك الروتين اليومي في أعمال المنزل وهذا يؤثر بشكل كبير على أدائنا ومستوانا الدراسي!!

التمييز والخلافات
وأما أمل حميد – تاسع– فقد شكت من تمييز الأسرة مبينة: أنا وأخي في نفس المرحلة العلمية بالصف التاسع ولكن الأسرة لا تهتم إلا بأخي لكونه في نظرهم الولد ولهذا فمستقبله أهم فيوفرون له المكان والجو الهادئ والمدرسين الخصوصيين للمواد العلمية أما نحن فعلى الدنيا السلام ويقولون لا نريد منك سوى النجاح بأي درجة كانت أما أخي فهم يشدون على أزره بالتميز والتفوق!!
الطالب سلطان الحجيري – ثانوية عامة : أسرتي أمية لا تقرأ ولا تكتب ولهذا فهم يرون مذاكرتي ضياعا للوقت خاصة وأن ظروفنا المادية جداٍ متعبة وأنا أكبر إخواني ولهذا فالمسئولية ملقاة على عاتقي بالدرجة الأولى في صرفيات المنزل أضف إلى جو العائلة المشحون والمكهرب بالصراعات والمشاكل الأسرية التي لا تنتهي والتي تجعلنا نكره الجلوس فيه بحثاٍ عن أي أعمال حرة تفي باحتياجاتنا المعيشية أولاٍ وتخلصني من المشاكل والانتقادات الدائمة من والدي إذا لم أوفر له قيمة القات قائلاٍ لي: ما عملوا الذين قبلك خريجو جامعات وآخرتهم طلعوا مقوتين!!

شكراٍ أسرتي
لمياء عبدالسلام الشيباني – ثانوية عامة: الحمد لله الأسرة ما قصرت معنا وفرت لنا كل المتطلبات والاحتياجات وبقدر الامكان أبعدت عنا المشاكل والضغوطات لننعم بجو دراسي هادئ ولكن حالة الخوف والقلق تزداد كلما قرب موعد الامتحانات.
وأما الطالب ياسر شرفي – تاسع مدرسة الكبسي: تمثل لنا هذه الأيام وقتاٍ لمراجعة الدروس ولهذا فنحن نتفق أنا وزملائي في الصف بعد صلاة العصر أن نبقى في الجامع ونستعين بأحد المدرسين الخصوصيين لمساعدتنا في حل بعض النماذج و المسائل الوزارية وإجراء اختبارات تمهيدية لتحديد مستوياتنا وهذا بفضل الله ثم برعاية واهتمام الأسرة بنا.

الكهرباء والخوف
التقينا بعد ذلك بنماذج من أولياء أمور الطلاب لمعرفة نوع الاستعدادات التي يقدمونها لأبنائها لخلق بيئة امتحانيه مهيأة للمرحلة الهامة من حياتهم العلمية وكان أولهم الوالد محمد علي سنان : معي ابني في الثانوية العامة وآخر في شهادة النقل تاسع نحاول بقدر الإمكان إعانتهما على تجاوز هذه المرحلة الهامة بإبعادهم عن مواضع التوتر والخلافات وعزلهما في مكان هادئ وتوفير لهما كافة الملازم والنماذج الامتحانية الوزارية وإيفائهم بالمصاريف فوق الحاجة وإعفائهم عن أي مسؤوليات كانا يقومون بها ولمشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء لساعات طويلة تقتل وقتهما الثمين حاولت بقدر الإمكان أن أشتري لهما ماطور حتى لا أشعر بأني قصرت مع أبنائي في هذه المرحلة المحورية فنجاحهما وسعادتهما من نجاحنا وسعادتنا.
والد الطالب عبدالله أيمن جرمش – الصف التاسع – بدأت الاستعدادات وإعلان حالة الطوارئ في البيت, أيام تحمل التوتر والاضطراب والشجار وقد يتطور الأمر إلى المشكلات الزوجية والأزمات وبذلك ينتشر الخوف والإحباط لدى أبنائنا الطلاب, ولهذا كان واجبنا علينا تحمل مسئولية تقديم الدعم النفسي للأبناء وإعطاؤهم مزيداٍ من الثقة والوقت وتوفير الجو النفسي والظروف العائلية الهادئة من خلال الابتعاد عن مواضيع الخلاف وتكثيف وجود الوالدين في المنزل ورعايتهما للأبناء والحرص على تحفيز الأبناء على التفوق وحثهما على النجاح فللأسرة الدور الأول في اجتياز الأبناء لهذه الفترة العصيبة من السنة الدراسية فهي التي تخفف جو التوتر والقلق وهي التي تخلق الجو المحفز للطالب حيث أن الجو المليء بالحب والعطف والتحفيز يكون له أكبر أثر في التخفيف من جو التوتر الذي يعاني منه أبناؤنا الطلاب.

العادات السلبية
ويدعو أولياء الأمور النظر بموضوعية إلى قيمة هذه الامتحانات لكونها فرصة للتقييم ويتطلب من الآباء مراقبة الأبناء أثناء فترة المراجعة والمذاكرة والتي يجب أن تكون بمواعيد منتظمة ومحددة وعلى فترات قصيرة وأن تكون في جو صحي مناسب كالإنارة والتهوية والراحة وان تتخلل فترة المذاكرة أو المراجعة فترات للراحة الايجابية والابتعاد عن العادات السيئة كمشاهدة أفلام الإثارة والرعب والخوف والسهر طوال الليل ويتطلب أخذ قسط كبير من الراحة والنوم المبكر والعمل على الاستيقاظ مبكرا لمراجعة ما سبق دراسته وتناول إفطار الصباح والتي تكون أهميتها كأهمية الوقود للسيارة .

علاقية قات وباكت سيجارة
وأما الحاج علي الجايفي فقد أوضح قائلاٍ: ولدي عزيز طالب في الثانوية العامة لا يذاكر دروسه إلا بعلاقية قات وباكت سيجارة بكونه ينشطه للفهم والاستيعاب ولهذا فأنا أحرص أن أوفر له كل متطلباته حتى يكمل امتحاناته ويحلها بعد ذلك ألف حلال وإذا رفضت إعطاءه يخرج الشارع ويرفض أن يذاكر حتى حرفاٍ واحداٍ!!.
وهذا ما حذر منه التربوي نبيل القاسمي ولي أمر الطالب عبد الرحمن في الصف التاسع : كلنا يحرص على إيفاء متطلبات أبنائنا الطلاب ولكن فيما فيه صلاحهم وعونهم على النجاح التركيز والفلاح لا فيما يضرهم ويؤرقهم ويتعب صحتهم وإن ظهرت هذه المنشطات الضارة مفعولها الحيني إلا أنه نشاط وقتي لا أقل ولا أكثر له تداعياته التي تظهر ساعة الامتحان من أرق السهر والإعياء الشديد التي قد تصل إلى الإغماء وفقدان المعلومات واختلاطها وعدم القدرة على التركيز والإجابة.
ويوافقه في ذلك التربوي نصر الضبيبي: بأن أولياء الأمور هم الشريك الأول والدافع الرئيسي لأبنائهم للحصول على مخرجات علمية ومعدلات تقديرية متميزة جنباٍ إلى جنب المدرسة في دورها التربوي والتعليمي.

لا تغلط غلطتي !!
وأما أم الطالبة حياة فاضل – ثانوية عامة: هذه السنة بالذات أعفِيت ابنتي من جميع أعمال المنزل من تنظيف وغسيل وطبخ من أجل مستقبلها فلا أريدها أن تكون مثلي أمية لا تقرأ ولا تكتبº أريدها أن تكون متسلحة بالعلم والمعرفة تنفع نفسها وأسرتها حاضراٍ ومستقبلاٍ وتكمل تعليمها الجامعي وتتوظف في المجال الذي تحبه وترغبه ولا تغلط غلطة عمري عندما فضلت الجهل عن العلم والمدرسة!!

قاعة الامتحان في المستشفى !!
وأما عبد المجيد أحمد الزيلعي ولي أمر الطالب إبراهيم من مدرسة الصباح في الحديدة – الصف التاسع: فقد بين معاناة الطالب والأسرة قائلاٍ: الأسرة بالتأكيد حريصة كل الحرص على توفير الأجواء المناسبة لابنهم لكن وبما أن الأسرة من سكان الحديدة فقد مثلت الكهرباء مشكلة تكاد تكون قاصمة فالحديدة في فترة الصيف تكون شديدة الحرارة وعشنا أياماٍ كثيرة معظم الساعات بدون كهرباء الشمعة تمثل حلاٍ جزئياٍ ويمكن الاعتماد عليها في مناطق ومحافظات مثل صنعاء وذمار وإب لكن في الحديدة الجو حار جداٍ وبدون الكهرباء فإن الأجواء التي حرصت الأسرة على توفيرها تكون ليست ذات قيمة فإبراهيم وزملاءه يخرجون إلى الشوارع يسترقون ضوء السيارات والقليل من “الهواء” الذي قد لا يجده في البيت إلا أن المجاري الطافحة في الشوارع كانت لهم بالمرصاد فالروائح الكريهة تنتظرهم والأمراض كذلك وإن استمر في المذاكرة في الشارع فيوم الاختبار سيكون في المستشفى المجاور لنا وليس في قاعة الامتحانات!

يقولون لهم : غشوا ¿!
إدريس الخطيب – نضاعف جهودنا من أجل أبنائنا وبناتنا الطلاب بالرغم من أن اليأس وعدم الاهتمام من قبل بعض الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادتين العامة والأساسية بحالة أسميها حالة ضياع متسائلين ” أيش عملوا الذين من قبلنا !! .. هم الآن في بطالة عارمة ” حتى من أفراد الأسرة وهذا ما يزيد الطين بلة ولهذا فهم لا يكثفون مجهودهم بالمذاكرة والمراجعة معتمدون على الغش كتحصيل حاصل ولا يقف الأمر عند هذا فقد تحول الغش في مجتمعنا اليمني إلى سلوك فبعض من الآباء يقول لابنه: دبر نفسك خليك رجال واعمل زي ما بيعملوا وهناك إخوة أو أقرباء يذهبون مع الطالب من أجل تغشيشه وكأنهم يعملون عملاٍ عظيماٍ ناهيك عن عمليات الغش المنظمة التي قد يديرها رؤساء المراكز الامتحانية.
خاتماٍ حديثه بنداء لكل أولياء الأمور ولكل أسرة أن تكون هي النواة الأولى و القدوة الحسنة للطالب وتقوم بمتابعته وتحفيزه وتشجيعه وتهيئة المناخ المناسب له وغرس القيم الأخلاقية فيه لا دحضها بهذا السلوك المنحرف.

قد يعجبك ايضا