قبل الفوات

 

 

محمد صالح حاتم
في ظل ما يتعرض له شعبنا اليمني العظيم من عدوان ظالم وغاشم من قبل تحالف القتل والإجرام بقيادة مملكة الإرهاب السعودية ودويلة عيال زايد ،وعلى مدى ما يقرب من 900يوم ،والتي سقط على إثرها عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين الأبرياء وكذلك عشرات الآلاف من الجرحى ،وتدمير المساكن المدنية والبنية التحتية للجمهورية اليمنية، وفرض حصار بري وجوي وبحري على اليمن لا تجيزه الديانات السماوية والقوانين الوضعية الإنسانية ،ومقابل هذا كله فقد أبدى شعبنا اليمني العظيم صموداً واستبسالاً أسطورياً منقطع النظير ،وهو ما أذهل العالم،،وذلك بفضل تضحيات وبطولات الجيش واللجان الشعبية ،ومن ورائهم كل الشرفاء والمخلصين من أبناء الشعب اليمني العظيم ،وتماسك واتحاد الجبهة الداخلية بين الشريكين في مواجهة العدوان المؤتمر الشعبي العام وشركائه، وانصارالله وشركائهم، الذين بتحالفهم وشراكتهم في تأسيس المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد مناصفة وتوافقهم على حكومة الإنقاذ الوطني مناصفة كذلك ،وهو ما قطع الطريق أمام العدو ومرتزقته الذي كان يراهن على شق الصف الوطني وإضعاف الجبهة الداخلية في ظل الإعلان الدستوري ،وحكم اللجنة الثورية العليا والتي كانت تدير شؤون البلاد، والمتحملة المسؤولية كاملة .
وبعد التشارك بين المؤتمر وأنصار الله لإدارة وحكم البلاد، أصبحت الجبهة الداخلية أكثر قوة وصلابة في مواجهة العدوان ،وبعد هذا كله وفي الوقت الذي كان العدو يبحث عن مخرج من الورطة التي وقع فيها بحربه في اليمن ،بعد ما تلقاه من هزائم وخسائر عسكرية في جميع الجبهات الداخلية عبر مرتزقته وفي جبهات الحدود ،وكذلك ما تعرض له اقتصاد دول العدوان من خسائر اقتصادية كبرى تنذر بانهيار اقتصادياتها .
وفي غفلة منا جميعا قيادة سياسية وكتاباً ومثقفين ومقاتلين ومواطنين ،نرى الوطن وتضحيات شهدائه وصموده الأسطوري سوف يضيع من بين أيدينا بين عشية وضحاها وذلك بعد ظهور المناكفات الإعلامية والمماحكات السياسية بين الشريكين والحليفين في خندق الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان وهذه الخلافات والمناكفات التي ستؤثر على وحدة الصف وتماسك وصمود الجبهة الداخلية ،لن يستفيد منها غير العدو والذي يقوم عبر إعلامه ومرتزقته بتأجيج وتضخيم الخلاف ،فيقوم ببث أخبار كاذبة وإشاعتها ونشرها بهدف النيل من وحدة الصف الداخلي .
فالوضع خطير واليمن على حافة الانهيار ما لم يتم احتواء الخلاف والابتعاد عن المناكفات الإعلامية وكل طرف يقوم بضبط عناصره ،وقنواته وصحفه الإعلامية ومواقعه الإخبارية وهي التي تؤجج أكثر وتزرع الحقد والكراهية بين أبناء الشعب ،وتنذر بانهيار الشراكة الوطنية وتصدع الجبهة الداخلية ،ما لم يتم تحكيم العقل والمنطق ،وجلوس الطرفين على طاولة الحوار وتنازل كل طرف للآخر،ومناقشة المختلف عليه بما يحفظ المصلحة العليا للوطن ومواصلة الشراكة والصمود في وجه العدوان .
وما حدث في جولة المصباحي من أحداث والتي للأسف سقط فيها شهداء من رجال الأمن ،ومن قيادات المؤتمر الشعبي العام وهو الأستاذ خالد الرضي ،سواء كان حادثاً عرضياً أو مدبراً ،والتي استغلها العدو ومرتزقته والمروجون للإشاعات والمفسبكون والمبلبلون في المؤتمر وأنصار الله، وجعلها بداية الحرب بين الطرفين لا سمح الله .
فيجب ضبط النفس،والتهدئة الإعلامية ،وعدم الانجرار وراء مخططات العدوان الاستخباراتية ،وتشكيل لجنة لبحث حيثيات وأسباب الحادث وتقديم المتسبب والجناة للقضاء ومحاكمتهم محاكمة عادلة.
فبداية الخلاف والحروب تكون عبر الإعلام والتصريحات الإعلامية وتحميل كل طرف المسؤولية .
فالوطن مسؤولية الجميع والدفاع عنه مسؤولية الجميع ،ولا يمكن أن يحكم اليمن طرف بعينه ،دون مشاركة الأطراف الأخرى .
فعلينا الحفاظ على اليمن ووحدته وتماسك جبهته الداخلية ومواصلة الصمود والاستبسال في وجه العدوان، ومحاسبة الفاسدين والمخلين بالنظام والقانون ،قبل فوات الأوان ،قبل أن تضيع اليمن من بين أيدينا ،فالكل مستهدف مؤتمر وأنصار الله ،فالكل خاسر ولا يوجد رابح أو كاسب غير العدو ومرتزقته وتجار الحروب.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.

 

 

قد يعجبك ايضا