عقب انتهاء فعالية الــ ( 24 ) أغسطس .. تساؤلات تبحث من الإخوة في ” المؤتمر ” الإجابة عليها ..!!
محمد احمد الحاكم
قد يقول قائل حسب ما يذهب إليه اعتقاده الخاص , بأن ما تم طرحه أدنى هذه المقدمة من تساؤلات ستثير الكثير من المهاترات والمناكفات في الأوساط السياسية الشعبية أو الرسمية المتباينة مع بعضها البعض , وبأن هذه التساؤلات ستزيد الوضع فيما بينهم نحو التعقيد بصورة أكبر من ذي قبل , وأن لا مبرر وداع لطرح هذه الأسئلة ..!!
وحقيقة الأمر يكمن في أن الهدف الحقيقي من وراء طرح هذه الأسئلة يقوم على وضع القراء في وضعية حرة بعيدة كل البعد عن رؤية الكاتب , وبما تجعلهم يستقرئون التوجهات المتوقعة مستقبلاً التي سيعمد على تشكيلها المؤتمر الشعبي العام عقب تمكنه من إنجاح فعالية ذكرى تأسيس حزب المؤتمر , وذلك كل حسب رؤيته وفكره وتوجهه الحر أو التبعي السياسي لأي حزب أو تنظيم .
عموماً …. التساؤلات ارتبطت في مجملها حول أبرز مجريات الأحداث في المشهد السياسي خلال الأيام الماضية , مؤكداً في ذات الوقت على أن منحى هذه التساؤلات لم تخرج في الإطار العام للطرح عن حدود التشكيك أو التجريح المفضي نحو الإتهام الصريح لتوجهات المؤتمر , وعلى هذا الحد تم طرح الأسئلة التالية :-
* من المعروف مستوى الدور الذي حققه الكثيرون من حكماء وعقلاء اليمن في تحجيم حدة الخلاف الذي نشب مؤخراً في الوسط الشعبي والسياسي …!!
والسؤال هو: هل المؤتمر وإلى جانبه بقية القوى والمكونات السياسية انطلاقاً من مبدأ تلافي المهاترات والمناكفات والمزايدات التي نشبت مؤخراً في الوسط السياسي اليمني في الداخل , هل سيقبلون ويعمدون نحو تمكين الحكماء والعقلاء وبصورة مؤقتة إلى حين انتهاء العدوان من تشكيل كيان وطني مستقل, يعزز من مهام وأدوار هؤلاء العقلاء والحكماء بصورة أكبر تفضي إلى تعزيز وتلاحم وترابط الجبهة الداخلية , وبما يتيح ويجيز لهم مراقبة سير الأعمال في كافة مؤسسات الدولة , مراقبة تجيز لهم أيضاً في فضح أي مكون سياسي إذا ما ثبت عليه أي إدانة صريحة …؟؟
* يعلم المؤتمر كما تعلم وتدرك تماماً كل القوى والمكونات السياسية الأخرى من أن طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد في هذه الآونة لا تقبل أي تأويلات فكرية مغايرة جزئياً أو كلياً للخيارات الوطنية الراهنة …!!
والسؤال هو: في حال رفض المؤتمر تشكيل كيان وطني مستقل من حكماء وعقلاء اليمن , وكذا قيامه بأي عمل سياسي يترجم تلك التأويلات , هل سيقبل المؤتمر في أن يمنح مجدداً حكماء وعقلاء اليمن دوراً سياسياً جديداً يمكن لهم من خلاله تبديد أي خلاف مستقبلي ..؟؟ وفي حال رفض أن يمنحهم هذا الدور ..!! كيف سيستطيع المؤتمر أن يخرج نفسه في حال تعرضه لأي مأزق سياسي قد يواجهه , وبما يضمن خلالها في حده الأدنى على قيمته ومكانته في الوسط السياسي والشعبي…؟؟
* أحاطت بالمؤتمر قيادة وتنظيماً العديد من دوائر الاستفهام السلبية والتي ارتسمت حول مصداقية ما يؤمن به تجاه الثوابت الوطنية للوطن والشعب , والتي تشكلت نتيجة للعديد من المواقف التي انتهجها الحزب طيلة أكثر من عامين ونصف من العدوان , نتيجة رأى من خلاله معظم أبناء هذا الشعب ومعظم القوى والمكونات السياسية من أنها تستهدف مكانة الحزب ورصيده السياسي التاريخي سلبياً , ولا تشرف بعض إن لم نقل غالبية قياداته وكوادره التنظيمية من أن يحاطون تنظيمياً وكيانياً بتلك الدوائر , إن لم يكن هناك توجه من قبلهم يقوم على تبديد تلك المزاعم والشبهات …!!
والسؤال هو: في أعقاب نجاح فعالية ذكرى الــ ( 24 ) من أغسطس , كيف سيستطيع المؤتمر على المستوى الشعبي أن يثبت رؤيته الصادقة وتوجهاته الحقيقية الرامية جميعها نحو الدفاع عن الثوابت الوطنية الكاملة والشاملة للوطن والشعب , وبما يمكنه من تبديد كل المزاعم والشبهات التي أثيرت من حوله , خاصة وأنه هناك مازال تصدع كبير في بنيويته التنظيمية؟؟ وفي حال تلافي هذا التصدع ما هي أبرز الخطوات والتوجهات التي تستلزم عليهم أولاً الأخذ بها قبل غيرها من الخطوات الأخرى ؟
* من المؤكد بأن رفد الجبهات مادياً وعسكرياً في هذه الآونة من أهم وأبرز الخطوات التي تمكن القوى الوطنية من المواجهة والتصدي لقوى العدوان فما هو حجم الدعم المادي والعسكري الذي سيقدمه المؤتمر في الفترة المقبلة؟
وهل هذا الحجم سيرقى إلى مستوى وحجم ما قدمته كل القوى والمكونات السياسية الأخرى ومن قبلهم غالبية إن لم نقل معظم أبناء هذا الشعب طيلة أكثر من عامين ونصف , خاصة وأن ما يمتلكه حزب المؤتمر من إمكانيات مادية وبشرية وعسكرية ليست بالقليلة أو البسيطة ؟
وهل الدعم الذي سيقدمه المؤتمر سيكون بالشراكة مع بقية القوى والمكونات السياسية والوطنية الأخرى المناهضة بقوة لقوى العدوان ومخططاته، أم أنه سيقدم بصورة فردية ومستقلة؟
* من المعلوم بأن المؤتمر قد سقط في الكثير من الهفوات الحزبية والسياسية خلال العقود الماضية وحتى الآن , والتي شكلت بدورها العديد من العثرات والصدمات التي مني بها وأثرت عليه بشكل مباشر.
فكيف سيتمكن المؤتمر داخلياً من إعادة النظر في هيكليته التنظيمية ؟
وهل يمكن لقيادته التنظيمية الحالية أن تقوم على تصفية المستويات التنظيمية للحزب من كافة الكوادر السياسية والتنظيمية التي خانت الوطن والشعب والحزب , والتي مازالت منضوية تحت لوائه إلى حد الآن..؟؟