تحقيق/ أحمد غليس –
ظاهره الغش من أخطر الظواهر التي تواجه التعليم في اليمن وهاكم الدليل: تقول إحصاءات وزارة التربية والتعليم محاضر الغش البالغة 1160محضراٍ للعامين الدراسيين 2011 /2012م تم رفعها من مختلف المحافظات ولم نسمع عن اتخاذ الإجراءات الصارمة حيال ذلك وهذا يدفع بتساؤلات عديدة لماذا تنتشر هذه الظاهرة دون اتخاذ إجراءات صارمة¿ وما الذي يدفع الطلبة والمجتمع إلى ذلك¿ وهل هناك استراتيجية لدى الوزارة لكبح جماح هذه الظاهرة أم أنها ستبقى مشكلة قائمة¿
ثم ما هي المخاطر على التعليم وعلى الأجيال نتابع:
روايات الطلبة
يقول بالطالب عدنان حسين اختبرنا في بني حشيش وكان الغش يوزع على الطلاب غير المذاكرين في القاعة بعد جمع الأموال للمراقبين ورئيس اللجنة فيتم السماح لهم بالغش مابين الطلاب في الداخل أو يتم حل الأسئلة في الخارج وبعدها يوزع على الطلاب مما يؤدي إلى حصولهم على درجات مرتفعة.
وفي نفس السياق قال الطالب عادل النوفي إن الامتحانات في محافظة الجوف أشبه بالحرب فأهالي الطلاب يقتحمون القاعات الدراسية بالسلاح لإيصال الغش لطلابهم إما بإدخال ورقة الإجابة أو بأخذ الدفاتر إلى الخارج لحلها ولا يستطيع رئيس اللجنة أو اللجنة الأمنية منعهم من ذلك.
هذا الحال يكاد ينسحب على المناطق النائية وحتى في المدن أحيانا
دراسات
وفي دراسة أجراها التربوي يحيى محمد سعيد بعنوان الغش في الامتحانات الثانوية ودور الإدارة التعليمية في مواجهته من وجهة نظر المعلمين والمعلمات في محافظة الضالع تقول الدراسة: إن الطلاب حازوا على اكبر نسبة في مسؤولية أسباب الغش تقدر 81.33% ويأتي في الترتيب الثاني أسباب تتعلق بالمراكز بنسبة 78.79%يليه في المرتبة الثالثة المجال الاجتماعي بنسبة 78.71% وأخيرا المجال الدراسي في المرتبة الرابعة بنسبة 74.05% كما تشير النتائج المرتبطة بالتعليم إلى أهمية دور الإدارة التعليمية في مواجهة الغش بنسبة كبيرة جدا بلغت 85.44% وقد حازت الإدارة الوسطى إلى الدرجة الأولى بنسبة 87.97% من حيث أهميتها في مواجهة الغش فيما تحتل إدارة مراكز الاختبارات في المرتبة الثانية بوزن مئوي 87.03% أما المرتبة الثالثة فأتي من نصيب الإدارة المدرسية بنسبة 84.50% وأخير الإدارة العليا بنسبة 82.28% كما تظهر الدراسات السابقة الدوافع التي تجعل الطلاب يغشون من وجهة نظر الطلاب والمعلمين هي دوافع تتعلق بالطالب منها قله المذاكرة وإهمال الدراسة وعدم الاكتراث لها والمشاكل العائلية وعدم الثقة بالنفس والحصول على درجات عالية وتحقيق النجاح بدون مجهود والتعود على الغش والارتباك والخوف بالإضافة إلى أسباب نفسية تتعلق بالطالب.
الغش موجود
ومن جانب آخر أكد نائب مدير مكتب التربية في محافظة صنعاء
نبيل البراشي أن الغش مازال موجوداٍ لكن هناك إجراءات جديدة لمنع الظاهرة وسيقوم المكتب بالتشديد على مدراء الفروع وعمل اللازم من خلال مراقبة اللجان والمراكز الامتحانية واختيار رؤساء المراكز وفق الشروط والضوابط لأهمية ذلك كونهم هم المسئولون هذه الظاهرة الضارة بأجيالنا وأيضا اختيار المراقبين من أصحاب النزاهة والشرف وليس أصحاب النفوس الضعيفة التي تشترى بالمال.
رؤساء اللجان
علي حسن الأشول مدير مكتب التربية في حجة يقول: إن اختيار رؤساء اللجان يتم عبر شروط محددة كالخبرة التربوية حيث يتم اختيار موجه أو مدير وأن يكون صاحب أمانة وشرف ووطنية وذو كفاءة وأضاف يقوم المكتب بدور توعوي من خلال الدورات التوعوية والإرشادية لمدراء الفروع ورؤساء المراكز حول أهمية الدور الذي يمثلونه و مايجب عليهم القيام به أثناء الامتحانات من تشديد ورقابة لمنع ظاهرة الغش من التفشي
المراكز الامتحانية
ويرى الأشول أنه من المهم أن تقام الامتحانات خصوصا الشهادة في المدينة بدلا عن الريف لأسباب عديدة منها الرقابة والسيطرة والمتوسط الجغرافي والتكاليف ويقول: ولكن تواجهنا معوقات في ذلك فنحن لدينا 65 مركزاٍ امتحانيا و 15 ألف طالب وطالبة ولا يوجد مركز امتحاني داخل المدينة يستوعب كل هذا القدر من الطلاب وأضاف أن المكتب وضع عدة شروط للمركز الامتحاني منها وجود سور لمنع وصول الغش إلى الكلية وان يكون صالحاٍ من حيث النوافذ والأثاث الجيد وقد قمنا بالتوجيه إلى اللجنة الأمنية للقيام بعمل استراتيجية لدراسة واقع المراكز الامتحانية وعمل اللازم لحمايتها.
الظاهرة
مدير عام الامتحانات بالكنترول في وزارة التربية والتعليم شكري حمامي يقول: إن الإحصائيات المتوفرة لدى الوزارة عن محاضر الغش للعام 2011 -2012م بلغت 1160 محضرا من مختلف محافظات الجمهورية
أكدت وجود الغش خاصة في محافظات عمران وصنعاء والجوف وحجة وغيرها من المحافظات في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه ولكن لم تكن هناك إجراءات صارمة لمنع الغش بسبب عدم
وجود لائحة وقوانين معمول بها
انتقال الطلاب
وأضاف الحمامي: يعتبر انتقال الطلاب من محافظة إلى أخرى للدراسة حق لهم ولكن الوزارة قامت بعمل شروط لانتقالهم بعد التأكيد من أن أسباب الانتقال هو الحصول لغش لذلك شددنا على طالبي النقل بإحضار أوراق ووثائق رسمية تؤدي نقل السكن والعمل إلى المكان المراد الانتقال اليه وتحتم عليه النقل وقد تم تطبيق ذلك فقد تقدم حوالي 5000 ألف طالب لنقلهم ولكننا لم نقبل منها سوى 700 طالب توفرت فيهم الشروط إضافة إلى الشروط المطلوبة من الطالبات اشترطنا إحضار عقود الزواج أو أشياء تثبت ضرورة الانتقال.
إجراءات جديدة
وحول دور وزارة التربية والتعليم أشار شكري الحمامي إلى أن الوزارة لديها خطة جديدة للقضاء على ظاهرة الغش حيث تم اقتراح عمل لوائح قانونية صارمة تجاه الأماكن التي ترفع منها أكثر حالات الغش وعمل 12 نموذج امتحانياٍ يوزع على المحافظات المقسمة سابقا إلى أربع مجموعات وعمل أربعة نماذج لكل قاعة امتحانية بعكس الأعوام السابقة إذ كنا نعمل نموذجين فقط والهدف من ذلك هو منع تناقل الغش بين الطلاب داخل القاعة كما سيكون الحل في ورقة الأسئلة نفسها ليصبح الدفتر خاصاٍ بصاحبه لكي نقضي على ظاهر التزوير و تبادل الدفاتر كما سنعمل على جمع المراكز الامتحانية إلى مركز واحد داخل المدينة لمراقبة الامتحانات بطريقة أفضل.
أضرار اجتماعية
الأخصائي الاجتماعي مهدي طامش يقول تعد ظاهرة الغش من اخطر القضايا التي تواجه التعليم في اليمن حيث تنعكس على الفرد والمجتمع ككل فالتعليم الصحيح يمكن الطالب من انجاز مهامه الحياتية والمستقبلية بشكل أفضل وبالتالي ينعكس هذا النجاح على المجتمع الذي يعمل فيه من خلال الإتقان والإبداع الذي سيحققه الفرد في المجتمع والحاجة إلى خبراته أما إذا كان التعليم الذي حصل علية الطالب مبنياٍ على الغش فسوف تكون هناك أضرار على الفرد والمجتمع حيث ستظهر في المجتمع الخيانة وضعف الأمانة بين الناس والفشل الذي سيحل بالمؤسسات المعمول المختلفة لأن الغش تدمير لمقومات البناء للوطن وأمر مخالف لمبادئ الإسلام.
في كل الأحوال يبقى التعويل على محاربة ظاهرة الغش على عاتق الشرفاء وأصحاب النزاهة والكفاءة من رؤساء المراكز والمراقبين واختيار المكان الامتحاني المناسب وتنفيذ العقوبات الصارمة تجاه حالات الغش كي يتم القضاء على الظاهرة.